أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - تحية لشعب تونس














المزيد.....

تحية لشعب تونس


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3252 - 2011 / 1 / 20 - 17:33
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


Mais, c est une revolte (هذا تمرد!) - قال الملك المذهول، لويس السادس عشر، عندما رجع الى قصره في فرساي، مساء 14 تموز 1987، بعد نزهة الصيد اليومية، وسمع الأنباء عما يجري في باريس.
"لا يا جلالة الملك" - اجابه الدوق دي ليانكورت - "هذا ليس تمرداً. هذه ثورة!"

شيء عجيب جرى في تونس.
هل لاحظتم ان من بين آلاف المتظاهرين الذين طافوا شوارع تونس يهتفون بالحرية وبسقوط الديكتاتورية لم يهتف احد بسقوط "الكيان الصهيوني" ولم يعلن احد للعالم "ان الصهاينة الى زوال"؟. (كم هزيلاً بدا بنيامين نتنياهو عندما اعرب عن قلقه من الخطر على الأستقرار في المنطقة!).
هل انتبهتم الى ان من بين آلاف الحناجر التي هتفت بسقوط الطاغية لم يهتف متظاهر واحد بسقوط الشيطان الأكبر ("الموت لأميريكا!) أو بزوال الشيطان الأصغر (الموت لأسرائيل!)؟
هل رأيتم كيف رمى شباب الأنترنيت والتويتر والفيسبوك بهذه البضاعة الفاسدة في سلة المهملات وراحوا يطالبون بالخبز والحرية: شعباً مستنيراً واعياً يعرف ماذا يريد وكيف يصل الى ما يريد؟
من كان يصدق؟

"التاريخ يعيد نفسه مرتين: المرة الأولى كمأساة والمرة الثانية كمهزلة".
تذكرت بهذه الحكمة لكارل ماركس (ما هو السر في كارل ماركس الذي يجعلنا نرجع اليه كل مرة من جديد؟) عندما شاهدت على شاشة التلفزيون مظاهرة (اظن انها كانت مؤلفة من انصار حركة "كفاية" في القاهرة) انتصاراً لتونس، يردد فيها المتظاهرون: "يا مبارك! يا صهيوني!".

اما مكارم ابراهيم (كاتبة، صحفية ومخترعة انباء) فقد فضلت الطريقة الأمريكيةDIBY، أي: اصنع ذلك بنفسك (Do It By Yourself). فهذه الكاتبة المبدعة، عندما وجدت ان الساحة خالية من "صهاينة" ومن "بؤر صهيونية"، صنعت (اختلقت) "قناصة اسرائيليين"، خبأتهم فوق سطوح المنازل واوعزت لهم باطلاق الرصاص على المتظاهرين، "فاسقطوا عدداً من المتظاهرين جنبا الى جنب مع قوى الامن الذين اسقطوا اخوتهم التونسيين باوامر من السلطة"، مما يعزز مرة اخرى النظرية القائلة: ليس هناك قوة في العالم تستطيع ان تقف امام خيال محموم إذا اقترن بذكاء لا يمكن وصفه بانه ذكاء من الدرجة الأولى.
السؤال الوحيد هو: لماذا تعتقد الكاتبة الخلاقة مكارم ابراهيم ان القراء لم يقرأوا قصص "الف ليلة وليلة"؟

ما الذي شدنا الى هذه التظاهرة الأنسانية الرائعة، التي طافت شوارع تونس، وما هي الحبال التي ربطتنا الى شاشة التلفيزيون بحيث لم نستطيع ان نفارقها؟
هل هي اللغة الفرنسية التي تكتسب فيها كلمات "الحرية" و"الأخوة" و"المساواة"، وكلمات مثل "الثورة" و"اللون الأحمر"، طابعاً خاصاً؟ من يستطيع ان يقف عديم الأكتراث امام !Vive La Revolution! Vive La Liberte! (فيف لا ريبولوسيون! فيف لا ليبيرته! : فلتحي الثورة! فلتحي الحرية!) التي تذكرنا بالقصص التي قرأناها في صغرنا عن الثورة الفرنسية وعن كومونة باريس؟
كل مقارنة تاريخية هي مقارنة مضللة. ومع ذلك انا احب ان اقارن "ثورة الياسمين" في تونس، في يناير عام 2011، بثورة " فبراير المجيد" عام 1917 في روسيا.
آنذاك ايضاً فاجأت الثورة زعماء الأحزاب السياسية في الداخل والمنفى وكانت الجماهير اكثر تقدماً من قادتها. هناك ايضا بدأ كل شيء بمظاهرات من اجل الخبز، ثم انقلب الى ثورة اقامت دولة هي "اكثر الدول حرية في العالم" ("The Freest Country in the World") كما وصفها لينين، قبل ان يحولها جنكيز خان الى واحدة من افضع الدكتاتوريات في العالم. (حتى اعمال السلب والنهب التي رافقت "ثورة الياسمين" تشبه اعمال السلب والنهب التي رافقت "فبراير المجيد".)

ماذا نتمنى لنا ولشعب تونس العظيم؟
نتمنى له ولنا ان لا يفسد الأسلام الفاشي فرحتنا وفرحته.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار الصهيوني يوك!
- من اجل مصالحة تاريخية كبرى
- أحماقة أم نفاق سياسي؟
- البارع، المطور والذي لا يعتذر
- سلامة كيلة غاضب. من لا يخاف؟
- البيان الختامي الذي لم يصدر
- جنكيز خان ستالين
- اكثر من صحيحة أو الحقيقة المطلقة
- سلامة كيلة يقودنا الى طريق مسدود
- حول الصهيونية والدولة اليهودية الديمقراطية
- من يخاف من دولة يهودية ديمقراطية؟
- محمد نفاع لا يعصرن المبادئ
- من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟
- انصاف الحقائق في اجتهادات فؤاد النمري
- هل فقدوا البوصلة؟
- -عبد الحسين شعبان- يكيل بمعيارين
- عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء
- جرائم ستالين
- يعيرنا أنا قليل عديدنا
- اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب ابراهامي - تحية لشعب تونس