أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - يعقوب ابراهامي - من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟















المزيد.....

من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟


يعقوب ابراهامي

الحوار المتمدن-العدد: 3115 - 2010 / 9 / 4 - 17:58
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


" المفاوضات المباشرة هي تصفية للقضية الفلسطينية وليست تسوية . . . فشل المفاوضات مشكلة ونجاحها مشكلة." (خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الأسلامية حماس)

" إن الحزب الشيوعي اللبناني، وانطلاقاً من المواقف المبدئية التي اعلنها في كل وثائقه، يدعو القوى الوطنية الفلسطينية الى رفض المفاوضات المباشرة الهادفة الى استكمال مخطط تصفية القضية الفلسطينية" (الحزب الشيوعي اللبناني، المكتب السياسي، بيروت في 23/8/2010)

من يخاف من تصفية "القضية الفلسطينية"؟
هذا هو السؤال. والجواب: الكاتب اليساري سلامة كيلة مثلاً (الحوار المتمدن - 2010 / 8 / 31).

مع سلامة كيلة سنتحاور بعد قليل. نريد الآن ان نشير الى ان اليسار العربي الفلسطيني (واليسار العربي بصورة عامة) وقع مرة اخرى، مع الأسف، في المكيدة التي نصبتها له قوى التطرف القومي والأسلام الفاشي، وبدل ان يميز نفسه عن حماس والجهاد الأسلامي وسائر القوى الظلامية، ارتمى، بمحض ارادته، في احضان خالد مشعل، حزب الله واحمدي نجاد.
ان اليسار العربي الفلسطيني (واليسار العربي بصورة عامة)، الذي لم يتعلم شيئاً من تجربة "قافلة الشهداء المحترفين" (التي جاءت لكسر الحصار عن حماس لا عن شعب غزة، وتحت شعار "الله اكبر" حملت أدوية فاسدة لسكان غزة واكفاناً لأطفالها، كما كشفت "الجزيرة") اختار هذه المرة ايضاً، كعادته، طريق المزايدة و"الشعارات" العقيمة، وبدل ان يقف الى جانب المفاوض الفلسطيني ويدعمه في الدفاع عن حقوق الشعب العربي الفلسطيني، ومحاولة الوصول الى حل نهائي للنزاع الدامي، وقع على وثيقة الأستسلام للأسلام الفاشي مع فصائل فلسطينية اخرى في مؤتمر دمشق.
فباسم النضال ضد تصفية "القضية الفلسطينية" رأى العالم ممثلى اليسار العربي الفلسطيني يجلسون جنباً الى جنب مع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وصديق احمدي نجاد، ويوقعون على وثيقة تاريخية مشتركة.
ان اليسار العربي الفلسطيني (واليسار العربي بصورة عامة) يحكم على نفسه بالأنتحار (ان كان لا زال حياً) إذا استمر في السير على هذه الطريق. والمظاهرات التي نظمها اليسار في راملة ضد المفاوضات رفعت نفس الشعارات التي رفعها متظاهرو اليمين والمستوطنين في الأراضي المحتلة في فلسطين. هم ايضاً (اليمين الأسرائيلي) يحتجون على المفاوضات، يتظاهرون ضدها، ويعملون كل شيء من اجل احباطها (تماماً بالضبط كما يفعل "حلفاؤهم" في الجانب الآخر).

وهل يجب ان نذكر ان المظاهرات التي طافت شوارع طهران وبيروت وغزة (وعواصم اسلامية اخرى)، في "يوم القدس"، منددة بالمفاوضات وب"خيانة" السلطة الفلسطينية، ضد "تصفية" القضية الفلسطينية، ومرددة الهتاف المحبب على احمدي نجاد ("الموت لأسرائيل!") - ان هذه المظاهرات الفاشية ليس بينها وبين مصلحة الشعب العربي الفلسطيني شيء، وان اليسار العربي (والفلسطيني بصورة خاصة) يجب ان يشجبها وان يسمع صوته العالي الجريء والواضح ضدها لكي يقطع الطريق امام الفاشية الأسلامية التي تريد ان تغرق منطقتنا في بحر من الدماء والدموع والظلام.

القوى الرجعية والظلامية هي وحدها التي تربح من ابقاء فتيل "القضية الفلسطينية" مشتعلاً.
"تصفية القضية الفلسطينية" هي المصلحة العليا لقوى التقدم والتحرر في منطقتنا. "تصفية القضية الفلسطينية" ستقطع الطريق امام كل الذين يتاجرون ب"القضية الفلسطينية" وستسد مصادر رزقهم.
اليسار الصهيوني الأسرائيلي يعلن بصراحة ان هدفه هو تصفية القضية الفلسطينية التي استنزفت دماء شعوبنا وانهكت قواها حوالي قرناً من الزمن وقد آن الأوان لأنهائها.
اليسار الصهيوني الأسرائيلي يريد "تصفية القضية الفلسطينية" لا بالقضاء على الشعب العربي الفلسطيني وتشريده وسلب حقوقه واراضيه (كما تحلم الشوفينية اليهودية)، ولا بالقضاء على الشعب اليهودي او التنكر لحقوقه العادلة في وطنه (كما تريد الشوفينية العربية)، بل بالتفاهم المباشر بين الشعبين، بالأحترام المتبادل لمصالحهما القومية المشروعة وبالأعتراف المتبادل بحق كل منهما على جزء من فلسطين ("إيريتس يسرائيل"، اي: ارض اسرائيل، في اللغة العبرية).
حل عادل منصف ونزيه لا عدالة مطلقة - هذا هو بخطوط عريضة مشروع اليسار الصهيوني الأسرائيلي ل"تصفية القضية الفلسطينية".

لننظر الآن الى مشروع سلامة كيلة ل"تصفية الشعب العربي الفلسطيني":
"علينا أن نتعامل مع السلطة الفلسطينية كممثلة للكومبرادور الذي انضوى تحت السيطرة الصهيونية الأميركية، وأن لا نظل تعتبر أنه جزء من "حركة التحرر الفلسطينية"، فقد بات جزءاً من الكومبرادور العربي الذي هو التمظهر العملي للسيطرة الإمبريالية على الوطن العربي. إنها جزء من البنى الطبقية التي تترابط مع الرأسمال الإمبريالي، وتفرض التكيف العملي مع مصالحه."

اتركوا "الكومبرادور" جانباً. اغلب الظن ان سلامة كيلة نفسه لا يعرف معنى هذه الكلمة، وهو يستخدمها لأغراض لا علاقة لها بمعناها الدقيق بل للأثر الذي قد تتركه في نفوس قارئيها او سامعيها السذج، لاسيما وان "الكومبرادور" الفلسطيني "قد بات جزءاً من الكومبرادور العربي الذي هو التمظهر العملي (!!) للسيطرة الإمبريالية على الوطن العربي".
هل فهمتم ما يقوله سلامة كيلة؟ هذا " التمظهر العملي" أخرج السلطة الفلسطينية من "حركة التحرر الفلسطينية". ولكن اين حماس في هذه المعادلة؟ لماذا نساها الكاتب التقدمي اليساري سلامة كيلة؟ هل " التمظهر العملي" الذي أخرج السلطة الفلسطينية من "حركة التحرر الفلسطينية" هو الذي ادخل حماس الى مركز القيادة في "حركة التحرر الفلسطينية"؟ واية حركة تحرر هذه التي يقودها الأسلام الفاشي؟

سلامة كيلة لا يكتفي بتشخيص المرض بل يضع مشروعاً كاملاً ل"تصفية الشعب العربي الفلسطيني":
" المقاومة المسلحة بحاجة إلى إعادة بناء، لكن على أسس جديدة ووفق رؤية عميقة لطبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني، الذي هو مشروع إمبريالي أصلاً وفصلاً، وهو مشروع قام في مواجهة التحرر العربي، والوحدة القومية، وقبل كل ذلك ضد التقدم والتطور في الوطن العربي".

هذا هو كل ما تعلمه سلامة كيلة من نكبة شعبه ومن تاريخ الصراع الأسرائيلي-العربي.
المقاومة المسلحة بحاجة إلى إعادة بناء: ربما بواسطة تجهيزها باسلحة ايرانية.
على أسس جديدة: اسس قوامها الحرس الثوري الأيراني وجنود حزب الله.
وفق رؤية عميقة لطبيعة الصراع مع المشروع الصهيوني: الموت لأسرائيل! (حتى آخر يهودي اسرائيلي وعربي فلسطيني).

مشروع إمبريالي أصلاً وفصلاً : تعجبني هذه ال" أصلاً وفصلاً". الصراع الأسرائيلي-العربي هو ليس ما كنتم تظنون. هذه مؤامرة امبريالية غربية ضد العرب، وليس صراعاً قومياً (دامياً) بين شعبين على وطن واحد.

ضد التقدم والتطور في الوطن العربي: رجعنا الى نظرية "البؤرة الصهيونية" (اين انت يا "عبد الحسين شعبان"؟).
لا الرجعية العربية بل "المشروع الصهيوني" الذي اقام الجامعة العبرية (واحدة من ارقى الجامعات في العالم) هو الذي اعاق التقدم والتطور في العالم العربي.
لا الرجعية العربية بل ال"بؤرة صهيونية" هي مصدر الامية والجهل والخرافة، هي سبب البطالة والعنف والطائفية، وهي منبع الفساد المالي والاداري.
لا "الرجعية العربية" بل "الدولة الصهيونية" هي المسؤولة عن تعطيل التنمية والديمقراطية، عن انعدام التقدم والتطور، عن الانشغال بالتسلح وتبديد الثروات وعن التأخر الإجتماعي والإقتصادي الذي تعاني منه الشعوب العربية.

عن امثال سلامة كيلة كان تاليران (الملقب بالشيطان الأعرج) يقول: لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً.

شنه طوبه (سنة طيبة) : كل عام وانتم بخير
بمناسبة اقتراب حلول السنة العبرية الجديدة (يوم الخميس القادم 9/9/2010) اريد ان اتقدم بالتهنئة العبرية التقليدية: شنه طوبه ( سنة طيبة) أي: كل عام وانتم بخير، الى كل قرائي الأعزاء، الى من امتدحني منهم ومن ذمني، الى من قرأني دون اكتراث ومن ناقشني وكال لي الصاع صاعين، الى من ذكرني دائماً بالعراق واطلق علي اسم "ابن الرافدين" (بلادي وان جارت علي عزيزة * * * واهلي وان ضنوا علي كرام)، والى من قال انني اعمل في الموساد واتقبل راتباً شهرياً من المخابرات الأمريكية، الى صديقي العزيز حسقيل قوجمان الذي لا يقرأني ويصفني ب"ناقدي الفظيع" (كيف عرف ذلك إذا كان لا يقرأني؟)، الى اصدقائي (من بعيد) "الأكاديمي المخضرم" و" يماني مؤمن بالحوار" اللذين اثلجت تعليقاتهما قلبي دائماً، والى كل قراء وزوار "الحوار المتمدن".

فلتكن السنة العبرية الجديدة (سنة 5771 للخليقة!) سنة "تصفية" القضية الفلسطينية، سنة يسهم فيها شعبانا في الحضارة البشرية بدل ان يقتل أحدهما الآخر.



#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انصاف الحقائق في اجتهادات فؤاد النمري
- هل فقدوا البوصلة؟
- -عبد الحسين شعبان- يكيل بمعيارين
- عبادة ستالين : حقيقة لا افتراء
- جرائم ستالين
- يعيرنا أنا قليل عديدنا
- اسطول الرجعية يتقدم نحو شواطئنا
- قافلة حرية؟
- على من يتستر عبد الحسين شعبان؟
- موقفان لليسار : أيهما كان يسارياً حقاً؟
- من أنت، جورج حداد؟
- هكذا اختفى مفهوم الرجعية من أدبيات اليسار
- الدقة العلمية، الخيال الخصب والديالكتيك الإلهي
- فؤاد النمري ودفاعه عن -فناء الضدين-
- نحو فهم أوضح للستالينية (2)
- نحو فهم أوضح للستالينية (1)
- على -أنقاض الدولة الصهيونية-
- اليسار العربي و-الكيان الصهيوني-
- حل منصف لا عدالة مطلقة
- إبتذال الماركسية


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - يعقوب ابراهامي - من يخاف من تصفية القضية الفلسطينية؟