أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - المأزق الحقيقي بعد الانتخابات















المزيد.....

المأزق الحقيقي بعد الانتخابات


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 12:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طالما اتهمني الكثير بأني أكثر من متفائل، ولكن هذه المرة أنا فعلا متشائم بعض الشيء، ليس بأمر الانتخابات، ولكن لما بعد الانتخابات، حيث أن الجميع يأمل ومتفائل لنتائج الانتخابات على أساس أنها هي التي سوف تجلب الاستقرار الأمني للعراق، ولكني أرى العكس، أتمنى هذه المرة أن أكون مخطأ.
فقد هدأت قليلا تلك الضجة المفتعلة لتأجيل الانتخابات، بالرغم من أن هناك من بقي خارج التاريخ أو الحضور الإنساني، ومازال يدعوا لتأجيلها بحجة الأمن المفقود، في حين هم من يدفع، بشكل أو بآخر، للإخلال بالأمن، أو يدعوا لمصالحة بين الشيعة والسنة، في حين لا أحد يعرف ما هي طبيعة الخلاف بين الاثنين، ومازال هناك من يخشى أن يأخذ الشيعة مكانهم الطبيعي في عراق لم يستطيع أحد أن تمييز بين تاريخه، كبلد، وتاريخ الشيعة سواء في العراق أو خارجه، ومازال دعاة السوء من السلفيين والقرضاويين يعملون بقريحة مفتوحة على الفتاوى الشيطانية يحرضون بها على قتل العراقي والعراق.
كإستراتيجية ثابتة للبعث، إنهم لم يفوتوا فرصة للوصول إلى السلطة كخطوة أولى ثم الوثوب عليها واستلامها بالكامل، سواء كان ذلك بالمشاركة أو الانقلاب أو حتى كماسحي أحذية، المهم بالنسبة للبعثي، أن يكون قريبا من السلطة لكي يضرب ضربته في الوقت الذي يجده مناسبا بروح مغامرة، لا يخشون العواقب من بعدها، لسبب بسيط جدا هو أن الجريمة والقتل لمجرد الشك أو حتى جزافا هو ممارسة بعثية صرف، بل حكرا على هذه الفئة الضالة، إذ لن يفعلها أحد في العراق سوى البعثيين والسلفيين وهم اليوم في خندق واحد، لذا يجدون أنفسهم في مأمن من بطش الآخرين.
إن من يتصور إن البعثيين ومن يتخذون منهم رهائن أن سوف لن يشاركوا بالانتخابات، فهو واهم، مادام البعثيين المخضرمين يمنحوهم الفرصة التي لا يمكن أن تعوض مرة أخرى في العراق، ولكن سوف لن يكون ذلك كما يفعل الآخرون، فالبعثيين سوف يستمروا بقتل الأبرياء بتلك الخسة التي خبرها العراقي، وسوف تستمر محاولات إفشال الانتخابات حتى آخر لحظة بعد انتهاءها، والتي سوف تشهد، بلا أدنى شك، مشاركتهم المكثفة، هم ومن يتخذون منهم كرهائن.
لم تبقى وسيلة من وسائل البعثيين إلا واستعملوها، فقد استنفذوا كل ما في جعبتهم من وسائل الرذيلة التي عودونا عليها، حتى صار العراقي خبيرا بها، والنتيجة التي وصلوا إليها كان ينبغي لهم التمسك بها، إذ ليس من الممكن أن يحصلوا على مكاسب أكثر مما حصلوا عليه لحد الآن، فالبعث، ممثلا بأحزاب تحتل المكان المؤثر بالسلطة المؤقتة، لم يألوا جهدا من أجل إعادتهم لما كانوا عليه أيام النظام المقبور، حيث الإجراءات المتسرعة والمتسارعة بأعذار واهية لإعادة تأهيلهم في القوات المسلحة الجديدة، حتى وصل الأمر لطرد من هو ليس بعثيا وإبداله بخريج الكلية العسكرية العراقية أو كلية الشرطة التي لم تكن تقبل غير البعثيين للانتساب إليها، حتى عاد الجيش والشرطة والمخابرات وثلاثة أرباع الوزارات تتشكل من البعثيين، وهناك أخبارا متواترة عن تشكيلات جديدة في الجيش العراقي تكون محتكرة بالكامل من أبناء منطقة واحدة وعلى أن يكونوا من البعثيين الملطخة أيديهم بدماء الشعب، وقد وصل الأمر أن المسؤول عن أمن المنطقة الخضراء ضابط بعثي، وليس هذا وحسب، بل كان يخرج من مكتبه في القصر الجمهوري بعد انتهاء الدوام الرسمي ليعمل في المساء كقائد للعمليات الإرهابية في الضلوعية، وعقدت لهم الحكومة مؤتمرات، سموها ""مؤتمرات السلام"" لا يحضر إليها سوى الملثمين من القتلة بالجملة، والذين يشيعون الرعب والقتل بين الناس وعلى الطرقات، تحت عنوان جميل هو المصالحة والسلام، بالرغم من أن الجمال يخيفهم، لكنهم حضروا ووقعوا على وثائق شكلية تبرأهم من كل الجرائم التي اقترفوها، شرط إعطاء وعد، مجرد وعد، بالتوقف عن القتل، فوقعوا على الوثائق، ولكن أعادوا اللثام من جديد، وقد تشكلت لجان للبحث في مصير سبعة آلاف بعثي قذر غارق بدماء العراقيين تحت الاعتقال حاليا، كان جميع أعضاء هذه اللجنة من حلفائهم أو إخوتهم بالرضاعة، حيث يرأسها قومي عربي من الرعيل الأول في العراق، فالبراءة إذا مضمونة، والحرية على الأبواب للقتلة المجرمين، وأصبح شعار ""الموت للشعب العراقي المارق الذي يرفض أن يقتل على أيد البعثيين"" حقيقة على أرض الواقع، وهذا غيض من فيض، فما الذي يريده البعثيين أكثر من ذلك؟!!!!!!!؟
الانتخابات على البواب، وقوائمهم توجه الاتهامات للشرفاء من الضحايا، وكل إمكانيات الدولة العراقية التي لا رقيب على أموالها، أو ما تملك، مسخرة لخدمة مرشحيهم، ومازال من يدعوا لتأجيل الانتخابات وكأنه جاء من الكهف متأخرا عن رفاقه، في حين مازال القتلة يشيعون الموت بين الأبرياء، والسيارات المفخخة تفجر بالجملة في أرجاء العراق، ومازال عمرو موسى ينصح العراقيين بالمصالحة!!!! ورجال الدين السلفيين يعتقدون جازمين أن العراق لا يمكن أن يحكمه أحد سواهم.
ماذا يعني كل هذا بالنسبة للقوى التي سوف تستلم السلطة بعد الانتخابات، والتي سوف تسمى بالسلطة الانتقالية؟ سؤال يمتلك شرعيته من خطورة الأزمة الكبيرة التي سوف تتركها للحكومة الانتقالية والقوات المتعددة الجنسية على حد سواء، حيث أن هذا الوضع يضع الجميع في مأزق، أو أزمة حقيقية من قبل أن تستلم زمام الأمور، فبدلا من تسليمها وضعا آمنا وليس مجرد إجراءات لحماية الانتخابات، لا ندري ما إذا كانت سوف تنجح أم لا؟ فإنها سوف تسلمهم قوات مسلحة معادية للشعب، وهي التي كانت قد تسببت بتلك المقابر الجماعية التي ملئت العراق، ومجرمين طلقاء وأموال طائلة نهبت من الخزائن العراقية تغذي حقدهم على أبناء شعبنا الذي مازال صابرا، ولا ندري إلى متى سيطول به الصبر.
البعثيون سوف يشارك فعلا في الانتخابات، أو لا يشاركون، فهذا لم يعد أمرا ذو أهمية تذكر، بعد أن فشلوا بتخريبها أو حتى تأجيلها، فهل هم يحضرون لانقلاب عسكري بعد الانتخابات؟ ومن الذي سوف يدعم هذا الانقلاب؟ وهل ستبقى الأغلبية الصامتة اليوم والمسالمة، هل ستبقى تساق كما الخراف لتذبح من دون أن تدافع عن حقوقها؟ وهل مهمة المبعوث الأمريكي لتقيم وضع القوات المسلحة العراقية والقوات الأمريكية فعلا ذات صلة بالموضوع، أي هذا المأزق تحديدا؟
من الواضح أن الأمريكان لا يريدون للقوى الدينية، لا الشيعية ولا السنية، أن تستلم السلطة في العراق، وتتمنى أن لا يأخذ اليسار دوره الطبيعي بالمشاركة في هذه السلطة، وبذات الوقت صار الجميع يعرف تماما أن هذه القوى هي المرشحة لتقتسم حصة الأسد من هذه السلطة الجديدة. من خلال الأسئلة التي تحمل إجابتها ضمنا نستطيع أن نقول إن الرهان البعثي يبدوا مشروعا، فهم جاهزون للوثوب على السلطة كما حصل في المرة السابقة عندما تم نقل السلطة للعراقيين في حزيران الماضي، فهل يعقل أن يعاد السيناريو نفسه ولكن بوجوه جديدة؟ وعلى مسرح آخر؟ قد يتصور البعض إن الأمر يعتمد من حيث الأساس على الناخب العراقي، ومن ثم على الجهة التي سوف تستلم الملف الأمني في العراق بعد فوزها بالانتخابات، من يعتقد بأن الأمور سوف تسير بهذه السهولة فهو واهم، أو يمني نفسه بأنهم سوف يلقون بأسلحتهم بسرعة بعد الهزيمة، فهذه العناصر التي تمرست على روح المغامرة والعنف والمؤامرات والتدليس، مازالت تحمل بجعبتها الكثير من السهام السامة، والتي سوف تطلقها وقتما تجد أن ذلك ضروريا، لذا سيكون يوم فرز النتائج التي تتمخض عن الانتخابات هو بداية معركة شرسة، ربما هي التي سوف تكون الفاصلة والتي سوف تضع النهاية الحقيقية للبعث، أو العكس لا سامح الله.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية عدوهم اللدود
- لم لا نحلم معا أيها الصديق؟
- نتائج أولية للانتخابات العراقية
- خارطة المواقف من الانتخابات وهذيان الشعلان
- المسافة بين استئصال البعث إعادة تأهيل البعثي
- تأجيل الانتخابات مقابل إجتثاث البعث
- حق التمثيل في العراق يشوبه التشويه
- حل القوات المسلحة الصدامية لم يكن خطأ، بل أصح قرار
- الانتخابات العراقية، قائمة إتحاد الشعب
- منهجية جديدة للبعث في الإرهاب
- أمير الدراجي والانتحار انتخابيا
- البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات
- تيار ولاية الفقيه لا يهدد الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب
- العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث


المزيد.....




- أمطار غزيرة وعواصف تجتاح مدينة أمريكية.. ومدير الطوارئ: -لم ...
- إعصار يودي بحياة 5 أشخاص ويخلف أضرارا جسيمة في قوانغتشو بجن ...
- يديعوت أحرونوت: نتنياهو وحكومته كالسحرة الذين باعوا للإسرائي ...
- غزة تلقي بظلالها على خطاب العشاء السنوي لمراسلي البيت الأبيض ...
- ماسك يصل إلى الصين
- الجزيرة ترصد انتشال جثامين الشهداء من تحت ركام المنازل بمخيم ...
- آبل تجدد محادثاتها مع -أوبن إيه آي- لتوفير ميزات الذكاء الاص ...
- اجتماع الرياض يطالب بفرض عقوبات فاعلة على إسرائيل ووقف تصدير ...
- وزير خارجية الإمارات يعلق على فيديو سابق له حذر فيه من الإره ...
- سموتريتش لنتيناهو: إذا قررتم رفع الراية البيضاء والتراجع عن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - المأزق الحقيقي بعد الانتخابات