أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة















المزيد.....

حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1039 - 2004 / 12 / 6 - 08:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الهدف من هذا التحليل، أو الحديث، هو دفع المثقفين للمشاركة بصياغة التحالفات، لأن المشاورات بقيت حكرا على الكيانات السياسية لحد هذه اللحظة، وأغلبها حديثة العهد والخبرة على حساب الربح والخسارة وتحديد الأوليات في موضوع الانتخابات، فمن هو الأكثر واقعية ومن يمتلك قدرة أكبر على الحساب، وله خبرة بالمناورة والتأقلم سيكون الأكثر ربحا، وليس بالضرورة أن يكتسح، ولكن المقصود هنا الربح النسبي. فالشارع له نبض، وسوف يكون الشارع مؤثرا في الصياغة فيما لو شارك في بناء تلك التحالفات، وتأثير ذلك بجلب الأصوات للصناديق أكثر من تأثير الحملات الانتخابية بكثير.
منذ اليوم الأول كنت أراهن أن الجلبي لن يستطيع أن يحل المعادلة الصعبة التي يدخل فيها من يؤمن بمبدأ ولاية الفقيه، لكن الرجل مشهود له بالذكاء والقدرة على حل المعادلات الصعبة، ليس لأنه يحمل دكتوراه في الرياضيات التطبيقية، ولكن كونه سياسي بارع ومغامر بذات الوقت، ولكن هذه المرة يبدو أن الأمر مازال عسيرا على الحل بالنسبة له، قد يكون مبكرا جدا القول أنه قد فشل في هذا الرهان، أو التحدي بتعبير أصح، وربما السبب في ذلك هو قلة خبرته بالتعامل مع رجال الدين، فهم ليس كباقي الرجال أو السياسيين، عنادهم مؤدلج وينطلق من ثوابت دينية يصعب عليهم تجاوزها، على خلاف برغماتية الرجل، وهناك سببا آخر كما أظن، بالرغم من أن بعض الظن إثم، وهو التأثيرات من خارج الحدود، فهي مسائل لا يمكن النقاش حولها ومحسومة مسبقا، حيث الإيرانيون يعتقدون أن لنتائج الانتخابات لها أثرا على مستقبل إيران من الناحية الأمنية والسياسية.
كما يعرف الجميع، هو أن مجموعات ولاية الفقيه لا تؤمن بالمشاركة، فهو تيار ذو نزعة شمولية قوية جدا ومعززة بفتاوى دينية ونظام فكري صارم بمعايره، فهم مهما حاولوا أن يتحلوا بالروح الديمقراطية، لكن في اللحظة الأخيرة تجدهم قد انقلبوا كالأسود الكاسرة، وهذا ما تفاجئ به أحمد الجلبي حين وجد أن الأسماء المئة الأولى في القائمة هم من تيار ولاية الفقيه، حتى المستقلين منهم كانوا من صلب التيار، وقسما منهم لم يصلوا من إيران لحد الآن، ولم يكون موقع الجلبي من القائمة في الصدارة كما كان يطمح أن يكون، فقد وضعه المنسقون في المرتبة العاشرة، وهذا يعني أنه يحظى بأهمية متدنية جدا ومخيبة للآمال بالنسبة له، أما النساء الخمسين في القائمة فجميعهن يرتدين الحجاب الإسلامي الذي يعلن عن خلفيات سياسية واضحة المعالم ولا مكان للسافرات بينهن!! المشكلة الحقيقية التي تواجه العلمانيين في القائمة التي تدعمها المرجعية الدينية في النجف، هو أن لا مكان لهم في الصف الأول من القائمة هذا فضلا عن نسبتهم الضئيلة جدا والتي لم تزيد على سبعة عشر، معظمهم لا حظوظ لهم بالفوز لأنهم في ذيل القائمة.
المشكلة هي أن تيار ولاية الفقيه قد انضوى تحت عباءة السيد السيستاني بالرغم من أنه يرفض الكثير من مفردات هذا الفكر، ربما نستطيع أن نتكهن أنهم قد صادروا اسم المرجعية العليا لمصلحة تيارهم فقط، لتتراجع الجهات الأخرى للخلف بما فيهم أنصار السيد السيستاني نفسهم، وهم من رجال الدين الذين لا يؤمنون بمبدأ ولاية الفقيه، فقد تراجعوا إلى الخلف أيضا، أي بمعنى أن تيار ولاية الفقيه صادر القائمة لمجرد مشاركتهم بها، وهذا ليس عدلا بأي حال من الأحوال، ولا أعتقد أنه سيكون كواقع في نهاية المطاف، فالقائمة مازالت لم تكتمل.
تيار ولاية الفقيه، كعادته، يضع الحدود القصوى من الشروط التفاوضية، وذلك لكي يحصل في النهاية على حصة أكبر مما يستحق، وما يزيد من صعوبة التعامل معهم هو تأكدهم من استمرار دعم المرجعية لهم، وإنها سوف لن تتخلى عنهم، ربما لأسباب لا يعلم بها إلا الله والراسخون بالعلم.
الربح والخسارة بالتحالف مع تيار ولاية الفقيه لا يمكن حسابها بسهولة، فهم مستعدون لقلب الطاولة على الجميع بأي وقت يجدون أنهم سوف يخسرون به، حتى لو كانت الخسارة ضئيلة جدا. ولكن هناك إمكانية فصل القائمة إلى قائمتين أو حتى ثلاث قوائم، ففي حال فصل تيار السيد السيستاني عن تيار ولاية الفقيه سوف لن يستطيع تيار ولاية الفقيه أن يحقق أي شيء يستحق العناء من صناديق الانتخاب، ولكن بمعايير الربح والخسارة، لو تم فصل التيارين عن بعضهما سيكون مجموع الأصوات التي يكسبوها أكثر مما لو اتحدوا في قائمة توافقية، والسبب هو أن الناخب سوف يتردد بالإدلاء بصوته لو كان لديه تحفظ على تيار معين في القائمة الواسعة، حيث هناك من حدد موقفه من هذه اللحظة، وهي أنه سوف لن يمنح صوته للقائمة فيما لو كان ممثلي ولاية الفقيه ضمنها، وهناك أيضا من الجانب الثاني الذي يتحفظ على وجود علمانيين ضمن القائمة، فهذه الأصوات سوف تذهب لجهات أخرى غير القائمة المدعومة من المرجعية الدينية في النجف فيما لو بقيت موحدة. أما لو تم فصل القائمة، إن هذا الأمر سيقلل من حجم الأصوات للقائمة الواحدة في النهاية، ولكن سيضمن لهم تفوقا بين باقي القوائم كمجموع، من ناحية أخرى لو بقيت القائمة موحدة، فهذا سيضمن أن يكون رئيس الوزراء منهم، أي من هذه القائمة الموحدة، وهو الموقع الأقوى في السلطة التنفيذية الجديدة لما لدينا من إرث بالتفرد بالقرار والممارسات الدكتاتورية. ربما نتذكر جيدا حين تولى السيد عبد العزيز الحكيم الرئاسة الدورية لمجلس الحكم لمدة شهر واحد فقط، وبصلاحيات محدودة جدا، فإنه حاول أن يلغي أهم قانون يفخر به العراقيين، وهو قانون الأحوال المدنية الذي أصدرته حكومة الشهيد عبد الكريم قاسم.
على أساس من هذا التصور، يمكن أن يكون هناك قائمتين منفصلتين مدعومتين من المرجعية الدينية في النجف. ولكن هذا يعني توزع الأصوات المتوقعة بين القائمتين، أي سيقل احتمال الحصول على منصب رئيس الوزراء، كما أسلفنا، ويعني أيضا أن الدكتور أحمد الجلبي سوف لن يستطيع أن يضمن منصب رئيس الوزراء بهذا التحالف، فيما لو بقيت القائمة موحدة أو انفصلت بقائمتين مدعومتين من قبل المرجعية الدينية. حيث أن القائمة الموحدة يشترط فيها أن يكون رئيسها هو الدكتور حسين الشهرستاني كمرشح للمرجعية في النجف. أما السيد عبد العزيز الحكيم الذي مازال يحاول أن يكون هو على رأس القائمة، حتى قبل مرشح السيد السيستاني، هو الآخر في حيرة من أمره، فهو يريد ذلك، ولكن يبدو لي إنه حلم بعيد المنال للسيد الحكيم.
ألا ينبئ هذا بعودة الجلبي لتحالفاته القديمة، والتي لم يمضي عليها وقت طويل، وهي التحالف مع الكورد من جديد؟ فاجتماع دوكان كان قد أفضى عن توافق كبير بين الكورد والجلبي الذي يؤيد الفدرالية على عكس الباججي أو الجادرجي من الأحزاب العلمانية.
التحالفات التي يؤكد منسقو القائمة الشيعية أنها من أطياف عراقية كبيرة وواسعة، فهي جميعها غير مؤثرة بالمعنى العملي، فلكل جهة من تلك الجهات أكثر من كيان سياسي يمثلها، وفي حال تواجد تيار ولاية الفقيه بقوة ضمن القائمة، فجميع أصواتهم سوف تعود للكيانات السياسية الأخرى لهذه الأطياف.



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة


المزيد.....




- اكتشاف ثعبان ضخم من عصور ما قبل التاريخ في الهند
- رجل يواجه بجسده سرب نحل شرس في الشارع لحماية طفلته.. شاهد ما ...
- بلينكن يصل إلى السعودية في سابع جولة شرق أوسطية منذ بدء الحر ...
- تحذير عاجل من الأرصاد السعودية بخصوص طقس اليوم
- ساويرس يتبع ماسك في التعليق على فيديو وزير خارجية الإمارات ح ...
- القوات الروسية تجلي أول دبابة -أبرامز- اغتنمتها في دونيتسك ( ...
- ترامب وديسانتيس يعقدان لقاء وديا في فلوريدا
- زفاف أسطوري.. ملياردير هندي يتزوج عارضة أزياء شهيرة في أحضا ...
- سيجورنيه: تقدم في المحادثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- تواصل الحركة الاحتجاجية بالجامعات الأمريكية للمطالبة بوقف ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة