أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ















المزيد.....

القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1029 - 2004 / 11 / 26 - 09:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تحليل سياسي:

2004-11-25
شرم الشيخ كان بكل المقاييس انتصارا للدبلوماسية العراقية، فالدول التي ما فتأت تعبث بمستقبل وأمن العراق وتتآمر ليل نهار لإغراق العراق بالدماء وإفشال العملية السياسية التي إنتظرناها عقود من الزمان، قد خرجت هذه الدول مهزومة تلوذ من جديد بأذيال أمريكا كي تنقذها من المأزق الذي وضعت نفسها به.
لعل استغلال نفوذ الدول العظمى بدعم العراق أمام دهاقنة الشر العربي الذين تمرسوا على مدى عشرات السنين على حبك المؤامرات والخبث وممارسة كل أنواع الرذيلة، لعل استغلال ذلك النفوذ كان ذو أثر كبير على مجريات الأمور في شرم الشيخ، خصوصا وإنهم قد تأكدوا من أن الإدارة الأمريكية باقية على مدى أربعة سنوات أخرى وربما ستعود بوجه جديد بعد أربع أخرى يكون فيها الرئيس أكثر حسما من رئيسها الحالي. لقد استثمرت الدبلوماسية العراقية هذه الفرصة التاريخية التي لن تتكرر كثيرا لدعم العملية السياسية وإعادة الأمن للعراق، بعد أن تعب العراقي من حمامات الدم البعثي في الداخل بدعم من دول الجوار. فقد أصبح الاعتراف بالحكومة العراقية المؤقتة رسميا بهذا المؤتمر، وصار الدعم من قبل الجوار للعملية السياسية التي حاربوها، صار رسميا أيضا، وأصبح إلزاما عليهم أن يدعموا العراق بمحاربة الإرهاب، والعمل على إلغاء الديون والتعويضات المجحفة بحق العراق.
ربما يتوقع البعض أن الذي ألزموا به أنفسهم مجرد لعبة سياسية، وما أن ينفض المؤتمرون، سيعود كل شيء على ما كان عليه، ولكن في الواقع قد حدث شيء لم يحسب له حساب من قبلهم، فسقطت الورقة الأخيرة التي أذهلت الجميع.
في الحقيقة أن اختلاف أجنداتهم في العراق هو ما أضعف من موقفهم في شرم الشيخ، فالأجندات لهذه الدول متضاربة وتتعارض مع بعضها البعض، إلا أنها تلتقي بقاسم مشترك واحد وهو إفشال العملية السياسية وخروج أمريكا وبريطانيا من العراق مهزومتين، هذا القاسم المشترك لهم ولفلول النظام المقبور في الداخل قد سقط سقوطا ذريعا في شرم الشيخ ولم يبقى لهم سوى تلك الأهداف المتضاربة فيما بينها.
إيران تريد نظام على غرار الجمهورية الإسلامية في العراق ، وسوريا تريد العراق كاملا ولكن بعثيا لتحكمه من خلف الكواليس كما هو الحال في الحالة اللبنانية، والأردن يريد حتى ولو جزءا من العراق المقسم على أساس طائفي وعرقي لكي تخلي مكانا لأميرها الذي خسر مواقعه في آخر لحظة قبل وفات الملك وتستأثر بخيرات العراق، وتركيا لا ترغب إلا بالموصل وكركوك مع ما فيها من نفط تحت الأرض، أما السعودية فلا يعجبها وجود نظام يكون فيه الشيعة هم الغالبية العظمى، وذلك لطائفية النظام السعودي من ناحية، وخوفا من النفوذ الإيراني الذي يمكن أن يتعاظم بوجود مثل هذا النظام من ناحية أخرى، هذا فضلا عن أنهم يريدون للعراق أن يبقى الساحة التي تصفي بها أمريكا حساباتها مع الإرهاب الدولي الذي يقوده السلفيون في السعودية، فهي تريد لفلول القاعدة أن يتم تصفيتها في العراق وعلى حساب الشعب العراقي بعد أن صارت تهدد النظام السعودي بالصميم. تضامنوا جميعا مع قوى الشر في العراق من بقايا النظام المقبور الذي يريد أن يعود بالبعث ليعبث من جديد بمقدرات العراقيين، والإسلاميين المرتزقة والسلفيين الذين يريدون طالبان جديد في العراق، أما المجرمين الذين أطلقهم النظام البعثي البهيمي قبل سقوطه بأيام فلهم أجندتهم البسيطة، وهي أن تبقى الأوضاع في العراق في حالة فوضى لكي يقوموا بتنفيذ أعمال الجريمة والجريمة المنظمة بشكل واسع، فالغياب الأمني هو واحة الحرية للمجرمين العاديين.
وهكذا نجد أن الجميع لهم أجندات وأهداف مختلفة ومتناقضة تماما ولكن يبقى هناك قاسم مشترك يجتمع عليه الجميع وهو فشل العملية السياسية التي تهدد الجميع بالصميم بالإضافة إلى خروج أمريكا وبريطانيا من العراق مهزومتين.
لكن بعد مؤتمر شرم الشيخ أصبح واضحا أن إفشال مشروع بناء النظام الديمقراطي وخروج أمريكا وبريطانيا من العراق مهزومتين أمر مستحيل، وأن المشروع ماض بقوة ولن يتوقف، خصوصا وأن الإدارتين الأمريكية والبريطانية أكثر تصميما من ذي قبل على المضي بالمشروع الذي بدأ، وهكذا صار الجميع أمام واقع جديد وهو أن أهدافهم في العراق متناقضة وأصبح كل منهم يخشى أن يتحقق أي مشروع من مشاريع دول الجوار، وهذا هو المأزق الذي وقعت به دول الجوار ولم تحسب له حسابا جيدا من قبل. لكن بذات الوقت كانت الدبلوماسية العراقية قد حسبت ذلك الأمر بدقة وألحت بشدة على الولايات المتحدة وبريطانيا على دعم العراق في هذا المؤتمر وذلك لسحب القاسم المشترك من المعادلة العراقية الصعبة، حيث ما سيبقى من أهدافهم مجرد أطماع غير مشروعة لتأكل بعضها وتقوض نفسها بنفسها.
حقيقة كانت الحسابات الخطأ لعمرو موسى، كالعادة، قد ساعدت على هذا الأمر، فموسى كان قد صدق نفسه لكثرة ما أعاد على نفسه ذات الكذبة، هو أن الرئيس بوش سوف يسقط وستنسحب أمريكا من العراق، لذا راح يحرض الحكومة المصرية وفرنسا وألمانيا على طلب تأجيل المؤتمر لما بعد الانتخابات الأمريكية لكي لا يحسب المؤتمر على أنه ورقة انتخابية لبوش، ضنا منه وكما أسلفنا، أن بوش سوف يسقط بالانتخابات، ولكن بعد أن فاز الأخير وجرت الريح بما لا تشتهي السفن، فكان تأثير الفوز على المؤتمر قويا مما ساعد على إنجاحه وترك دول الجوار تتخبط بأهدافها المتضاربة والتي كل منها يمثل تهديدا للدول الأخرى. وهكذا أسقط بيد موسى كما أسقط بيد صبية السياسة من الرؤساء العرب، فراحوا يلوذون بأذيال أمريكا لكي تنقذهم من المأزق الذي أوقعوا أنفسهم به، فالوزير السوري يريد تعهدا من أمريكا أن لا تعيد الكرة وتدخل على دولة أخرى في المنطقة، وإيران أصبح مشروعها النووي في مهب الريح لأنه هو الوحيد الذي بقي بيد الإيرانيين كورقة يلعبون بها مع أمريكا، والسعودية صارت تعلن صراحة من تخوفها من حكم الأغلبية الشيعية في العراق مستجيرة بأمريكا أن تنقذها من هذا المأزق، وتركيا وجدت أن المشروع سيكلفها الكثير لو تمسكت به، لذا ألقت بكامل أوراقها على الطاولة منسحبة من اللعبة بعد أن تبين لها الخسارة المؤكدة، والأردن اكتفى بتدريب الشرطة العراقية مقابل مليار ونصف، والبعثيين الذين ذهبوا إلى شرم الشيخ تم تكبيلهم كمعتقلين وأرغموا على العودة إلى القاهرة بعد أن نقلهم عمرو موسى بطائرة خاصة إلى شرم الشيخ على حساب الجامعة العربية.
فهل يعتبر كل هذا انتصارا للدبلوماسية العراقية أم لا؟؟؟؟



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟
- شهوة الموت للشيعة مازالت متأججة وتزداد سعيرا
- ميلودراما مضحكة حد الاختناق فالموت
- الأمن الاقتصادي العالمي مقابل أمن واستقرار العراق
- أيلول الدامي في العراق هروب نحو الجحيم
- المطلوب مسودة لقانون الاستثمار في صناعة النفط والغاز
- رد تأخر بعض الوقت على علاء اللامي
- القوائم المغلقة الأسلوب الأمثل للانتخابات في هذه المرحلة
- محاولة خنق هيئة إجتثاث البعث بكيس بلاستك
- كيف يمكن أن نفشل إستراتيجية البعث القذرة
- فضائية العربية عينها على الحصة التموينية للعراقي
- إستراتيجية البعث احلاف محرمة وزوابع بأسماء مختلفة


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ