أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - أمير الدراجي والانتحار انتخابيا














المزيد.....

أمير الدراجي والانتحار انتخابيا


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 1055 - 2004 / 12 / 22 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وقفت على أبواب حارة الأخ أمير الدراجي في عراق الغد، كاتبنا المبدع والحبيب، فوجدته يرفع كأس السم. يا للهول! قد لا يختلف اثنين على ضرورة إطلاق العقل نحو المطلق، ولكن ربما سيكون الأفق أيضا جدار، حيث يبقى السؤال قائما بأي اتجاه يمكن أن نطلق هذا الطائر البهيمي المسكين، العقل؟ فلو أطلقته غربا لم يذهب إلا بذلك الاتجاه، وهكذا دائما نجد إن البدء هو ما سيحدد المنتهى، هذا إن كان هناك منتهى حقيقي، فلو أطلقنا العقل نحو ظلام التشاؤم، فالظلام سيزداد حلكة حتى يصبح الظلام كما الجدار، وهكذا سنصنع من تلك الرحلة للعقل المطلق نحو الحرية، سجن حالك الظلام كما الجدار الذي بناه آلهة ما قبل التكوين الأول للكون. فالقول " ان قراءة وفحص حراك الازمنة في ضوء الافكار والثقافات السائدة تتطلب الاستنتاج الحاسم حيال توصيف فكرة الديمقراطية ، ولعل النتيجة الحاسمة تدل على عدم وجود أي ملامح متفائلة لوجود مثل هذه الديمقراطية"
هو تحديدا ذلك الجدار الذي يقف أمام أي حركة جديدة للعقل، فيسقط، ليس مترنحا، بل جثة هامدة، ولكن لعلي أتلمس شيئا ما في عالم التشاؤم الحالك الظلمة هذا، فالقول ""حراك الأزمنة في ضوء الأفكار"" ليكون منطلقا جديدا نحو أفق آخر، ولكن قبل أن أذهب بعيدا، أنا لا أخفي عليكم جريمتي الحقيقية، وهي أني متفائل، ولست متأكدا جدا من إنها جريمة أم إثما، فهناك الكثير من الآثام لم يعاقب عليها القانون، ولكنها أشد وطأة على العقل والإنسان والحركة والضوء، وهنا ينشأ سؤال آخر، هل الضوء شقيق التفاؤل أم التشاؤم هو الشقيق الحقيقي له؟ وما ذلك إلا شقيق مزيف؟ ولكن لم أبقى كما كنت أفعل يوما ما قبل أن أحسم أمري لأكون مهندسا وليس قارئ فنجان، فالمهندس يحسب أن كيف سيقف الجسر، وقارئ الفنجان يرى متى سيسقط، هذا إن سقط فعلا يوما ما، من هنا جاء الإيمان بالأرقام، ولعي هنا أمام نوع آخر من الأرقام، تلك التي تم حسابها من خلال آيات أو تعويذات يمنحها الدجال، فهذه لها شأن آخر لا يختلف كثيرا عن هيئة علماء المسلمين في العراق، أو إعلام كإعلام الجزيرة حين يحول التمنيات إلى تحريض على القتل، أو معلومة لمن يريدها كتعويذة من حالة إحباط، كلا النوعين من الأرقام له شأن مختلف، فالأرقام تعني مرة أن في جيبي عشرين دينارا وأخرى أملك ألفا، بالتأكيد أنا في الحالة الثانية أكثر غنى من الأولى وأكثر حرية و عيني أكثر بريقا وصوتي صهيلا إن ضحكت. لكن السؤال كيف أضع الأرقام وكيف أتعامل معها، فإن فيها سحرا يشد نحو التشاؤم والتمني والتفاؤل والإحباط، فهي السحر بعينه، ولكن تبقى هي من يعبر فعلا عن الحقيقة.
أما أن نقول ""الثقافة السياسية موضوع غير سار ولا يحمل على التفاؤل، إلا انه لا يمثل النهاية الحاسمة للمصائر"" فهو عين الصواب، ولكن هل وصلت الأمور بحساباتنا حد الصدام مع جدار الظلمة ذاك؟ وأين هي الأرقام كي نصل إلى تلك النتيجة؟ لعل هذا الأمر يذكرني بصديق طبيب، إذ دائما يقول لي "" لو تفاءلت بشيء، سوف تحدث الكارثة، لذا لم أرغب يوما ما أن أتفاءل، بالرغم من كوني طبيب، وينبغي أن أكون متفائلا. فتذكرته وأنا أقرأ قولكم ""يبدو ان خطرا مهولا يتلثم بغشاء البكارة الديمقراطية"" وتذكرت كيف أني أذهب إلى أي طبيب آخر غير صديقي الحميم هذا حين أمرض، خشية أن يصيبني اليأس لأنه متشائم، في الوقت الذي أنا فيه بأشد الحاجة إلى جرعة مركزة من إكسير التفاؤل، كي يساعدني في رحلة الألم والصراع مع المرض، ومضيت أقرأ عن عالم لم يبلغ سن الرشد بعد، كما تقول، فتوقفت عند قول لكم هو لب الموضوع، ""فكرة الدولة الدينية التي ستأتي بالانتخابات تبقى شاذة جدا على نظام الحسابات التراتبية والمنطقية والتاريخية، ولكن في عالم لا تشكل فيه الارقام مادة للحقيقة البادهة من الممكن ان ننتخب ميتا على حياتنا ومجتمعنا"" فالقول إنها ستأتي، يعني هناك جزم في الأمر، في حين تؤكد إنها شاذة على الحسابات، فلم اخترت الاتجاه السلبي للمنتهى ولم تختار الجانب الثاني؟ مادامت شاذة على الحساب؟ وما لم أستطع أن فهمه أن كيف لا تشكل الأرقام مادة للحقيقة البادهة مادمنا لا نعيش في عوالم الميتافيزيقيا، بل الفيزياء والواقع والملموس والمرئي والمسموع، ألا ترى معي الأشياء وهي تقف شامخة على أساس من الأرقام؟ وهل نحن بحاجة لإثبات أننا نعيش في عالم الواقع الموضوعي وليس الميتافيزيقيا، ألا ترى معي أيضا أن التشاؤم أو التفاؤل مسألة في النفس وليس بالأرقام؟ حيث صديقي الطبيب، من رجال الواقع الموضوعي رغما عنه، وهو من المبدعين في مجال عمله، وممتحن للأطباء الأخصائيين في جامعات إنجلترا وأيرلندا، ولكن رغم ذلك، هو متشائم، وأهرب منه إلى طبيب آخر حين أمرض.
لقد اكتشف العلماء سطوة الأرقام، وبذات الوقت أكتشف سحرها المشعوذون، العالم بنى منها هرما وجسرا يعبر النهر، وجسرا آخر يعبر نحو المستقبل، أما المشعوذون مازالوا يصنعون منها نفس التعويذة لحد الآن، فهل أنا محق بالتفاؤل؟ وحب الأرقام؟ وهل هو فعلا إثم أم جريمة؟ إذ مادام الواقع الموضوعي متهما بكينونته، إذا التفاؤل، إما إثما أو جريمة وليس شيء آخر، وهل يعقل هذا!!
لنقف معا عند حافة الكون، فأي الاتجاهين نختار؟ أنا، من جانبي، سأختار العودة نحو الكون ولا أخرج من حافته، وأتجه نحو الواقع الموضوعي، حيث تحت قدمي أرض، وأنا متأكد إنك لا تختار الاتجاه الثاني، لأنك أيضا تقول، "" الخطر المحدق الان تلوح به قائمة ينبغي على كل العراقيين التحالف من اجل اسقاطها"" وهذه هي الواقعية بكل تجلياتها، والتحدي الذي يعتبر أعلى أنواع التفاؤل. ولكن الذي لا أجد له سببا وهو لماذا قائمة علاوي دون سواها، كما توصلت لهذه النتيجة الحاسمة في البدء ومن قبل أن تحسب رقما ما أو تقرأ تعويذة أو تقرأ فنجان، فهذا هو الاستبداد المطلق، لأنه بعثي، يؤمن بعودة البعث من جديد، ومازلنا لم ننتهي من آثاره المدمرة لحد الآن، وهل يختلف اثنين على خبث البعث؟؟؟؟؟؟؟ ولم نختار الهاوية؟؟؟؟؟



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث، أس البلاء، ولعبة شد الحبل مع الذات
- تيار ولاية الفقيه لا يهدد الديمقراطية في العراق
- الديمقراطية لابد قادمة لأنها إرادة شعب
- العراقي يستطيع أن يحمي صناديق الانتخابات
- لدي اعتراض
- حديث في الانتخابات، الكورد واليسار العراقي
- حديث عن الانتخابات، قائمة الشيعة
- فشلوا في الاختبار الأول، وتجاوزا على الدستور
- المصالحة بين أطياف الشعب وليس مع البعث
- مناورة تأجيل الانتخابات دعاية انتخابية
- القصة الحقيقية لانتصار العراق في شرم الشيخ
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 2-2
- مثلث الموت محاولة جديدة لإثارة حرب طائفية 1-2
- رسالة مفتوحة للدكتور علاوي رغم مشاغله
- رسالة من سيدة سعودية أبلغ من الجاحظ
- أنقذوا الموصل قبل أن تسقط بأيد الإرهابيين
- طلع تحليلهم --بوش--
- رسالة مفتوحة إلى رئيس أعضاء المفوضية العليا للانتخابات في ال ...
- سياسة تأهيل البعث الفاشلة هي السبب وراء تصاعد العنف في العرا ...
- هل ستعمل سقيفة شرم الشيخ على تأجيل الانتخابات؟


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمزة الجواهري - أمير الدراجي والانتحار انتخابيا