أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - لنصوت من أجل تغيير الخارطة السياسية التقليدية المتهرئة















المزيد.....

لنصوت من أجل تغيير الخارطة السياسية التقليدية المتهرئة


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1087 - 2005 / 1 / 23 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شهد تاريخ العراق الحديث صراعات دموية ومنعطفات تاريخية كثيرة، جميعها وضعت بلدنا بالشكل الذي نراه اليوم، وبتدقيق بسيط نرى ان وراء ذلك تلك التقليدية في القوى السياسية التي سادت كل هذا الزمن الأغبر، وأغلبها يشترك في جوهر واحد – سواء كانت أحزاب أيدلوجيا، قومية، دينية – هو تلك الشعارات البراقة عن خدمة الجماهير والوطن والفقراء، عن الأحلام الكبيرة، عن مشاعل الثورات، عن البطولات، وعن تلك المنازلات لدحر العدو، عن السعي لإقصاء الآخر الخائن والعميل، عن تلك الملاحم القادمة من تلك التضحيات الضرورية لتقديم الناس قرابين على مذبح الهتاف، والهتاف دوما، حناجر تصدح وتعب حثيث من اجل رص كتل مخدرة بفعل شحن هستيري من جماهير مسحوقة على شكل (صوملات) تخشع للحضور السرمدي لقادة عظام في أزمان غاربة وفي شوارب قادة تصطفيهم مؤامرات، وحكومات، وشعوب بعيدة عن رحاب المعرفة، محرومة في الإطلاع على ثقافات الغير بالحرية الكافية، عن قواعد صدئت بفعل تقادم السنيين رغم حسن النوايا، بفعل المتعارف عليه من ركود مزابل( ثوروية ) عفنة.. ..بهذه الغرائبية الفكرية، ودغدغة المشاعر على حساب المعايير العملية والعلمية وحسابات العقل، وبتأثيرات خارجية، استطاعت هذه القوى أن تَسوقنا نحوها بشكل عجيب..لقد قدمنا تلك القوى وصنعنا هيبتها بسذاجة الكلمات المعسولة على المسؤولية الكبرى تجاه الوطن، وكيفية توظيف كل مما ممكن لخدمته....ففي حضرة خراب الحزبي تستطيع أن تبصق على الوطن، أما الحزب فهو المقدس، وعلى الشعب أما القائد الفرد هو الرجاء والأمل الذي انتظرناه، هو نعمة الآلهة..! وعلى هذا الطريق قدمنا أنفسنا مشاريع استشهاد، وقدمنا عوائلنا وأهلنا وأبنائنا في خدمة ذلك الشعار الذي لا يأتي أبدا.. ومع الزمن كما في كل العالم تحولت هذه المؤسسات بفعل غياب الديمقراطية الداخلية إلى خدمة تلك الهرميات المركزية التي يتربع عليها شبح الدكتاتور، وتلك العصابات، والمافيات المستعدة لاستخدام عقولنا وأجسادنا بطريقة شريرة ومتقنه مما أعطى لمسلسل الذبح والقتل ذلك الحضور الفاقع....وهذه الأمثلة ماثلة بقوة في عالم سقطت فيه والى الأبد تلك الخرافات التي حولت أحلام الشعوب إلى خراب وحطام ومقابر، فلم تخلف ورائها سوى الحروب والفقر والمجاعات لنكتشف كم من الانتهاكات باسم الثورات وباسم الجماهير لتي دفعت ثمنا باهظا من المغيبين والسجناء والمعدومين...لقد عاشت الشعوب زمنا مرا تحت ما يسمى البلدان الاشتراكية وتحت رحمة الأنظمة المماثلة من بعث وأنظمة الملالي في إيران أو أفغانستان..وعندما تسأل أحدهم عن سبب أفول وتحطم هذه الأنظمة – السجون – تجد الجواب التاريخي والجاهز الوحيد والذي مللناه حقا – الخطأ ليس في النظرية وإنما في التطبيق- ولكن كل عاقل سيدحض هذا الرأي فحسابات وفرضيات خاطئة هي التي أدت إلى نتائج خاطئة وهذا ما أثبتته الوقائع وتجارب الشعوب...ما يهمنا اليوم هو ضرورة تغيير الخارطة السياسية التقليدية في بلدنا، فتلك مهمة وطنية كبرى، فبعد أيام سنتوجه إلى صناديق الاقتراع، وعلينا أن نفتش عن تلك القوى الجديدة، الحداثوية، المتطلعة إلى جعل العراق ينتمي إلى هذا العالم..
سأضرب مثلا كم هو الفرق بين الأحزاب التقليدية وبعد هذه الفترة الغير قصيرة منذ سقوط الدكتاتور، جميعها لم تقم بأي فعالية تنظيمية علنية منتخبة، ولازلنا نرى نفس الوجوه التي تحيط بها مجاميع ( مصفقة)، مقابل ذلك يقدم حزب ( نصير الجادرجي ) أول ممارسة ديمقراطية شفافة لحزب عراقي، فقد اجتمعت قيادة الحزب وصوتت إلى جانب الدخول في العملية الانتخابية على عكس رأي رئيس الحزب الذي كان يطالب بالتأجيل ولم يؤدي ذلك إلى انشقاقات أو اتهامات أو إقصاء بل أن رئيس الحزب أحترم اللعبة الديمقراطية، وهو يقف خلف قائمة رفاقه رغم أن أسمه لم يندرج فيها.. ، كذلك شهد حزب الباججي أول فعالية تنظيمية علنية، وكذا الحال في طريقة أداء مجموعة حميد الكفائي، وفي طرح قائمة الأخ الشاب رياض الحسيني...، مع الاعتذار بعدم ذكر الكثير من القوى المتنامية على صعيد هذا الفهم في مجتمعنا العراقي...، قد نختلف معهم في هذا الطرح أو ذاك، لكنها قوى منتمية للمستقبل، علينا جميعا أن نبارك هكذا توجهات في الفكر السياسي العراقي، فهذا هو مفتاح لتأسيس ديمقراطية مجتمعية تقف بالضد من أي مغامر قد يغتصب إرادة الشعب.
إن عصرنا هو عصر سقوط الأيدلوجيات، وبالضد من ذلك هو عصر الحريات والتفاعل مع الآخر على جميع المستويات..نحن نريد قوى تنتصر للديمقراطية وتمارسها عمليا، فيها تلك الثنائيات وتعدد الآراء ومنابر فكرية حرة لنقاش مثمر، قوى تنتمي لأمة عراقية تنعكس فيها بشكل جلي كافة مكونات العراق على أساس من الكفاءة وخدمة الوطن، وتنتمي في برامجها وأنظمتها الداخلية إلى دستور ديمقراطي ننشده جميعا.....
صوتوا للقوى الليبرالية – للقوى الديمقراطية حقا واكنسوا بأصواتكم تلك الأحزاب التي لم تخلف سوى مهرجانات الدم والرقص على تضحيات شعبنا المسكين.
لنعمل جميعا من أجل فكري يساري – ديمقراطي واسع وانتقائي، من أجل فكر سياسي في يمينه ويساره يحترم أرادة الناس، نحو اشتراكيات ديمقراطية، وأحزاب يمين علماني تقوم في أدائها وفي علاقاتها مع السلطة والناس على آليات ديمقراطية حقيقية...قد يكون طموحنا كبير، لكن فقط فرصة توجهنا إلى انتخابات، بالرغم مما يشوبها وما عليها من ملاحظات سيجعلنا نقول أننا نضع الخطوة الأولى الصحيحة نحو تطوير الحياة السياسية في بلدنا. قد تنتصر قوى تقف بالضد من التقدم في هذه المرحلة لكن في انتخابات لاحقة ستزداد تجربة الشعب بالقدرة على اختيار الأفضل المنتمي إلى المستقبل، المنتمي إلى العالم.
أحدثكم ليس تنظيرا كما تعودنا عليه سابقا بل من تجربة شخصية وعلى تجارب ملموسة للشعوب فقد عشت في بلدان كانت قائمة على الفكر القومي ومررت في بلد قائم على الفرضيات الدينية، وفي بلدان قائمة على الفكر الشيوعي، كما أنني انتميت إلى ذلك فكريا عندما كنت أقدم العاطفة والشعار على حساب العقل والبيدر والحاصل.. وشاهدت ولمست حجم الخراب في كل هذا، لقد تماهى وتمازج البعث مع هذه التجارب والأفكار وقدم خير ماكينة حطمت كل شيء في بلدنا.
إنها أنانية كبرى عندما يدفع الأيدلوجي القومي والمغرم بحكم الملالي والشيوعي الآلاف الدولارات لكي يصل الغرب (الإمبريالي) كما يدعون، وبهذا يؤمن عيش كريم له ولعائلته في حين يريد أن يصوت إلى امتدادات هذه المكونات المنقرضة في بلدنا الجريح، سؤالي البسيط لماذا نصوت لأفكار أثبتت الشعوب خيبتها وفشلها...؟ نحن نريد من يخدم أهلنا وشعبنا حقا وخير لنا أن نجرب ذلك الفكر الذي له إنجازات على الأرض...!
ليس عيبا أن نغير أفكارنا، فالبشر بدون معطيات متجددة لا يمكن أن يبنوا مجتمعات حديثة حقا..!
نداء حار إلى القواعد المناضلة لهذه الأحزاب والتي قدمت تضحيات كبيرة من أجل العدالة والخير أن تضع مصالح الوطن فوق كل شيء وان تعمل بجد على تعمق مفاهيم الليبرالية السياسية، والجدل الديمقراطي في هذه الأحزاب، لكي يندفع الجميع في منافسة حرة وواعية في خدمة عراق ديمقراطي معافى يُحترم فيه الإنسان كقيمة عليا...
نحن بحاجة إلى مزيد من أصنام فاسدة تتهاوى، لقد مللنا الشعار وتلك الوجوه التي حولت مصالحنا وأحلامنا البسيطة إلى غايات معقدة وإلى متاجرات وأرباح وصفقات، لنقل كلمتنا بوجه من أشاعوا كل هذا الخراب في ربوع وطننا الجميل، لقد اشترك الكثير من هؤلاء للأسف في تحطيم حلم الإنسان العراقي بمجتمع عادل لأنهم غلبوا مصالحهم الضيقة على المصالح العليا للناس، وبهذا داسوا على كل القيم الوطنية وعلى مثل العدالة التي كنا نأمل بها أن تتحقق يوما ما...!
لقد تفننوا في بناء السجون وفي إطلاق الرصاص بلا رحمة من أجل قليل من المال أو لتصفية فكرة مناوئة، تماهوا مع الجلاد الكبير ووزعهم سياطهم بما يتناسب وإمكانيات كل واحد....!
لنقلها منذ اليوم كفى، كفى قوية ومجلجلة لكي نرحم العراق ونخرجه من هذا التاريخ الحزين.
نريد قادة يخضعون لنبض واحتياجات الناس من ماء وكهرباء وعمل..، قادة بلا ضجيج، بهذا ننصف شهدائنا وعظمة تضحياتهم، ونؤمن مستقبل أفضل للأجيال القادمة...!
هي ليست دعاية انتخابية أبدا فانا مستقل والحمد لله، لكن أسعى لعراق ينعم بالخير وبالسلام والأمن.
صوتوا من أجل طبقة سياسية جديدة، بهذا سنضمن مستقبل أفضل لشعبنا العظيم....!

* كاتب مستقل، غير مرتبط بأي حزب سياسي، وجميع هذه القوى التي ذكرتها لا أعرف أي عضو منها، ولكني أحكم على شكل الأداء والفكر وطريقة التنظيم....فحب العراق فوق كل شيء.



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكلمة والموقف: عن موائد الملوك عند زهير كاظم عبود وهادي الع ...
- أي انتخابات عراقية نحتاج...؟
- حوار متمدن: ليسار يكتب ولا يقرأ....!!!
- ( بقايا حطام ماثل )
- بشتاشان بين الآلام والصمت
- الإرهاب يطال الصديق والمناضل وضاح حسن عبد الأمير- سعدون
- لحظات خائبة
- دعوة لأرشيف عراقي
- رأي حول الديمقراطية … ومنظمات حقوق الإنسان في المهجر
- جائزة نوبل للآداب لعام 2004 إلى النمساوية الفريدا يلينيك
- حكايات من زمن الخراب
- أهلاً وسهلاً بكم في محافظة الكوت
- لا للحياد...نعم لتعبئة الجماهير
- الجنرال واللوحة
- بدل الورد
- رياضة
- الفاشية العربية -البعث كنموذج
- لقاء مع الفنان عماد الطائي
- عن الشيوعية واليسار، مع بعض التطبيقات..-3
- وردة حمراء


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - لنصوت من أجل تغيير الخارطة السياسية التقليدية المتهرئة