قصيدة الدنيا غابة

جمال الشرقاوى

الحوار المتمدن-العدد: 3696 - 2012 / 4 / 12 - 22:41
المحور: الادب والفن
    

الدنيا غابة
و احنا فيها ميتينْ
صاحيينْ
عايشين مش دريانينْ
ناس بتضحك
و ناس بتصرخ
و ناس ماشيينْ
و ناس بتبحث ع اللى ضايع
الوش ضاحك مبتسم
و القلب باكى من سنينْ
و ناس معهاش سلاح كمانْ
و دى غابة مفيهاش الأمانْ
و لا يملكوش غير الدموع
حتى من قبل السنينْ
الدنيا غابة
و اللى فيها مكشرينْ
كل م امشي جنب واحد
يإمَّا خنزير أو م الكلاب
ألاقيه بيغدر بالعينينْ
بيخور يا ناس بالصوت صوتينْ
الدنيا غابة
و اللي فيها كإنهم مش مخلوقينْ
من لحم و لا دم و لا طينْ
اللي يجهر بالعيوب
ع الصحاب و الجيران
بعاد و لا حتى قريِّبينْ
و اللي يسمع بالشتيمة ف ضهر اخوه
وودنه الاتنين من عجينْ
و اللي م يصدِّش ف ديب
بياكل جرح المجروحينْ
الدنيا غابة
ليه بتيجي كتير يا دنيا
ع المغلوبينْ
ع الحَيَارَىَ
و السْهَارَىَ
و اللي م الجوع يبكو أنينْ
و اللي ينهش لحم جاره
يتعَدَّىَ الأصول ذوق و عافية
و يلوي له إيديه الاتنينْ
و اللي أعطىَ لحد حاجة
ساعده يعني بأى حاجة
لإنه كان م المحرومينْ
جاله تاني يوم يعايره
سجَّان و بيعذب سجينْ
أو قاضي يطلب م المدينْ
الدنيا غابة
مفيهاش مكان للفقير
للضعيف للمسكينْ
الدنيا غابة
و فين يعيش الطيبينْ ؟!
الدنيا غابة
مفيهاش مكان للمحتاجينْ
الدنيا غابة
يا ربّ حُوش الظالمينْ
الدنيا غابة
م فيهاش رجال
فيها الذكور
بس تربيِّة حريمْ
إبن المَرَه
تربية الورشة اللئيمْ
قاسي و لو بيِّن حنينْ
إبن الشوارع
مجرم و ابن مجرمينْ
جالي صدَّر نفسه يوم
قاللي هسدّلك كل الديونْ
قلتله يا عم عيب
قاللى انت اخويا مش زبونْ
لمَّا جه ف الجَدّ قاللي
شق مع نفسك طريق
سابني وحدي ف الحريق
سابنى ف دموعي غريق
كأني كل المكروبينْ
عرفت إنه
كان متربِّي ع الرصيفْ
و كان م يلقاش الرغيفْ
و طبعه من طبع النسا
كلامه زبدة أو عجينْ
الدنيا غابة
و لا إيه رأي ( الزعيم )
أبو الكرم مضياف كريم
عايز اقوله أعمل ايه ؟!
رغم إنه كمان حزينْ
عايز اقول ( لعصام ) يا صَحْبي
أعمل ايه ؟!
الدنيا غابة
و الموج بيضرب ف السفينْ
الدنيا غابة
و الشمس خبيتها السحابة
و الليل طويل
طويل قوي
و مين بيسأل فينا مينْ ؟!
مين بيهمه أمرنا ؟!
مين بيسأل فينا مين ؟!

#جمال_الشرقاوى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل