أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - كلمة الدكتور شعبان في تكريم الاستاذ عزالدين الأصبحي














المزيد.....

كلمة الدكتور شعبان في تكريم الاستاذ عزالدين الأصبحي


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 3689 - 2012 / 4 / 5 - 16:10
المحور: الادب والفن
    


السيدات والسادة في منظمة التنمية من أجل حقوق الإنسان (تمكين)
أيها الحفل الكريم
تحيات عطرة وتمنيات قلبية،
كان بودي أن أحضر بنفسي لأحيي مبادرتكم بتكريم أحد أبرز نشاط حقوق الانسان في العالم العربي، ومن الذين عملوا طويلاً لتحقيق السلم الأهلي والمجتمعي في اليمن، فضلاً عن نشاطه لنشر وتعزيز ثقافة السلام على المستوى العربي، وأعني به المكرّم عزالدين الأصبحي، لكن وصول الدعوة متأخرة وارتباطات مسبقة هي التي حالت دون حضوري المباشر ومشاركتي الشخصية باحتفالكم المهيب هذا، على الرغم من أنني أعيش معكم وأشاطركم هذا الحدث المعنوي والأدبي، بمنح جائزة حقوق الإنسان وبناء السلام للاستاذ عز الدين الأصبحي، الذي يستحقها بجدارة.
إن منح هذا الوسام لعز الدين الأصبحي، إنما هو اعتراف جميل بواقع قائم وهو الدور الريادي الذي قام به ومارسه الأصبحي طيلة ما يزيد عن عقدين من الزمان، وفي الوقت الذي كان فيه دعاة حقوق الانسان والناشطون في هذا الميدان لا يتجاوزوا على عدد الأصابع، وكانت النظرة العامة تقلل من شأن دور مؤسسات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان والعمل المهني بشكل عام، لاسيما بتغليب السياسي على الحقوقي، كان عز الدين الأصبحي، يدرك معنى أن يكون مناضلاً في هذا الميدان، ويتحرك في أرض وعرة، خصوصاً بعد حرب العام 1994 حيث توزّع الكثير من النشطاء بين فريقين متصارعين.
ولكن نضال النخبة الأولى من مناضلي حقوق الإنسان وفي المقدمة منهم عز الدين الأصبحي جعلت حركة حقوق الإنسان واقعاً حقيقياً، إنخرط فيه المئات والآلاف هذا اليوم، بل انه وزملاؤه أعطوها هذا البعد المُهاب والمحترم، باعتبارها حركة مستقلة وغير منحازة الاّ إلى الضحايا بغض النظر عن أفكارهم وانتماءاتهم السياسية وانحداراتهم الاجتماعية ومواقعهم، فقد حرص الأصبحي على إبراز وجه الحركة الحقوقية المهنية، ونأى بنفسه وعدد من زملائه أن يكون جزء من الصراع السياسي والاجتماعي الدائر في المجتمع، الاّ بقدر الاقتراب من تلبية الأهداف الإنسانية للحركة الحقوقية، وحاول أن يضع مسافة واحدة بين الفرقاء ليس بمفهوم الحياد، بل بمعنى عدم اتخاذ مواقف مسبقة، الاّ بقدر تعلق الأمر باحترام حقوق الإنسان والحريات، على المستوى الفردي والجماعي.
أدرك عز الدين الأصبحي أن قضية حقوق الإنسان لا تتجزأ ولا يمكن لجزء منها أن يتم تفضيله على آخر أو انتقاء بعضها وإهمال البعض الآخر، لحسابات سياسية أو حزبية أو اجتماعية، في السلطة والمعارضة، لأنه لا يمكن أن يتم التعامل معها الاّ ككل كامل، فبعضها يكمّل البعض الآخر، ولذلك لا يمكن اهمال أو اقتطاع جزء منها أو حتى تفضيله على الأجزاء الأخرى. وبقدر شموليتها فقد أدرك عزالدين الأصبحي وصحبه من المؤمنين الحقيقيين بالحركة الحقوقية، خصوصيتها، سواءً لظروف اليمن أو لظروف العالم العربي وهمومها ومشكلاتها والتحديات التي تواجهونها الداخلية والخارجية.
لقد جمع عز الدين الأصبحي في نضاله من أجل حقوق الإنسان بين ثلاثة مسائل: المسألة الأولى هو ربطه بين الحرف والحق، فوظّف حرفته الصحفية وكلمته الأنيقة والواعية لخدمة الحق، والمسألة الثانية جمع بين المعرفة والخبرة التي تراكمت لديه سابقاً في المجالات المختلفة يستثمرها على نحو حيوي لخدمة حقوق الإنسان، بما فيها الانشغالات الفكرية والنظرية الجديدة التي كيّفها ليوجهها صوب الدفاع عن الإنسان وحقوقه، ليس هذا فحسب، بل جعل من قضية السلام مسألة مركزية في كفاحه المتواصل على صعيد اليمن وعلى صعيد المنطقة ككل.
أما المسألة الثالثة المهمة فهو حرصه على الجانب الأخلاقي والنزاهة في التعاطي مع قضايا ذات أبعاد عقدية، وحاول ونجح إلى حدود كبيرة أن يقدّم قوّة المثل كمناضل في حقل صعب ومليء بالألغام ساعياً لتقديم صورة حسنة، وعاملاً بكل ما يستطيع من أجل أن تظلّ هذه الصورة مشرقة، وسواءً نجح وهو ما يحفل به سجله الواسع والعريض، أو أخفق أو أخطأ، وذلك من طبائع البشر، فقد كان صميمياً وصادقاً ومجتهداً، وهو ما لمسته طيلة معرفتي به التي زادت على عقدين من الزمان.
ولأجل ذلك ساهم عز الدين الأصبحي بعد أن امتلك أدواته الفكرية والعملية والتنظيمية والأخلاقية ومرّن نفسه على أن يكون كما يريد مناضلاً من أجل حقوق الإنسان، في بناء حركة واسعة لحقوق الإنسان وموازياً لها حركة للدفاع عن السلام سواءً على صعيد اليمن أو على الصعيد العربي، مستفيداً من علاقاته العربية والدولية الواسعة لمقاربة هذا الهدف النبيل. وامتاز بوضوح الهدف وابتعد قدر ما يستطيع عن الخوض في مسائل ثانوية أو جانبية، بل جعل صلب اهتماماته في القضايا الجوهرية، مترفعاً في الكثير من الأحيان عن الانخراط في صراعات لا غنى عنها، مؤمناً بقيم التسامح ورسالة الحق.
وخلال عقدين من الزمان نظم عز الدين الصبحي عشرات الدورات والندوات والمؤتمرات لتأهيل وتدريب مئات من الشباب العربي واهتم في السنوات الأخيرة بشباب الخليج وبالنساء بشكل خاص ولاسيما المبدعات منهن ليضخّ فكر حقوق الإنسان وقيمه السامية. ولم يبخل في جهده لتدريب العشرات من العراقيين وتأهيلهم ليساهموا في بناء منظمات حقوقية في العراق.
وإذا كان لي من كلمة أخيرة أقولها فهي التي تتلخص: إن على اليمن أن تفخر بأن عزالدين الأصبحي المناضل من أجل حقوق الإنسان، ينتمي إليها وأنه نشأ وترعرع في ربوعها، وحمل لواء الحق من أجل الانسان ولسعادته ورفاهه ومستقبله، غير عابئ بالتحديات والمخاطر.
وبهذه المناسبة أهنئ الحركة الحقوقية اليمنية والعربية، والعالمية على مثل هذا الوسام والجائزة الذي هو وسام لها ولجميع مناضلي حقوق الإنسان متجسّداً في عزالدين الأصبحي.
تحية حارة لعز الدين الأصبحي وتهنئة قلبية، وإلى المزيد من النجاح والتقدم
ومن أجل حركة مستقلة ومهنية لحقوق الإنسان، تتجسد في القيم العالمية النبيلة مستلهمة من تراثنا الأصيل.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأكراد في النجف
- الحركة الطلابية
- من هو العراقي؟
- الحركة الوطنية بقضّها وقضيضها لم تكن ناضجة
- ماذا بعد الربيع العربي!
- قراءتنا للماركسية كانت أقرب إلى -المحفوظات-
- المساءلة: عدالة أم انتقام؟
- الماركسية تحررت واستعادت عافيتها بعد تخلّصها من البطريركية ( ...
- حلبجة: العين والمخرز! - شهادة عربية حول حلبجة والأنفال
- “إسرائيل” . . من حل الصراع إلى إدارته
- البارزاني في ذكرى رحيله الثالثة والثلاثين..الكاريزما الشخصية ...
- الأمن أولا والحرية أخيراً.. والعنف بينهما
- العدالة وإرث الماضي
- الجنادرية والروح الجامعة
- العدالة الانتقالية وخصوصيات المنطقة العربية
- العدالة الانتقالية: مقاربات عربية للتجربة الدولية!
- كلام في ثقافة التغيير!
- الهوِيّة الوطنية والربيع العربي
- الربيع العربي منظور إليه استشراقياً
- فريضة التسامح وجدلية القطيعة والتواصل!


المزيد.....




- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الحسين شعبان - كلمة الدكتور شعبان في تكريم الاستاذ عزالدين الأصبحي