عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3688 - 2012 / 4 / 4 - 09:54
المحور:
الصحافة والاعلام
في إحدى تصريحات السيد مصطفى الخلفي ، وزير الاتصال الناطق الرسمي بإسم الحكومة
المغربية ، إعتبر أن ما يفوق 60 في المائة من المغاربة ، أصبح إهتمامهم منصبا على القنوات الفضائية العربية والأجنبية .هذا المعطى في المشهد المرئي الرسمي ، لايمكن إنكاره ، ويشكل حقيقة ، تزداد حدتها سنة عن سنة رغم المحاولات التي قام بها وزراء إتصال في الحكومات السابقة ، خاصة حكومة التناوب التوافقي الأولى والثانية . إن الوضع
المتردي للقطب الاعلامي المرئي في المغرب ، لايعكس الحراك السياسي والاجتماعي والثقافي ، الذي يعرفه المغرب ، بعد تنزيل مقتضيات الدستور الجديد ، ولازالت نفس العقليات تتحكم في تدبير الشأن الاعلامي الرسمي ، كما عهدناه في السنوات الماضية ، برامج ردئية لاتلبي تطلعات المشاهد المغربي ، اللهم إلا من بعد الاستثناءات القليلة ،غياب
الشفافية في تكليف إنتاج البرامج من طرف شركات ، همها المردود المادي ، في غياب
أي ضوابط قانونية ـ تحترم دفاتر التحملات والتشريعات المنظمة لقطاع الانتاج التلفزيوني
تحكم المحسوبية والعلاقات الشخصبة ، في إسناد المهام داخل القطب الاعلامي المرئي .الارتجال في تأسيس قنوات تلفزية ً متخصصة ً ، تبث مع الأيام أنها ضعيفة الآداء ولاتشاهد إلا من طرف نسبة ضئيلة من المغاربة وتشكل هدرا للمال العام ، تعتمد المحسوبية
والزبونية والعلاقات الشخصية كمعايير في ً إنتقاء ً المشرفين عليها والقائمين على تخطيط
برامجها ، تماما كما كان عليه الحال ، حينما كان القطب الاعلامي ً تابعة ً لوزارة الداخلية
رغم بعض الانفتاح الملحوظ على النخب السياسية والثقافية في المغرب ، نشرات إخبارية
ضعيفة الآداء والمردودية ، موجهة ولاتعكس طبيعة الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المغرب بعد تنزيل مقتضيات الدستور الجديد ، إلى درجة أصبح
معها المشاهد المغربي ، يبحث عن مصادر أخرى للأخبار ، في الصحافة المكتوبة والالكترونية محليا وعربيا ودوليا . إن ما يعانيه القطب الاعلامي العمومي من تردي وضعف في الآداء ، وغياب الشفافية في تدبير الشأن المالي به ، يقتضي مراجعة جدرية
لطبيعة آداء المرفق الاعلامي العمومي ، سواء من حيث المشرفين عليه ، الذين لازالوا
يعيشون بعقلية الماضي ويتعاملون مع الشأن الاعلامي الرسمي من منظور أنها مجرد
مؤسسات إدارية ، مهمتها الأولى تصريف الخطاب الرسمي ، في غياب أي ضوابط
مهنية ، ترتقي إلى مستوى تطلعات المشاهد المغربي .
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟