عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3165 - 2010 / 10 / 25 - 01:13
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ما هو معروف لدى جزء كبير من الرأي العام الفرنسي ، أنا نيكولاي ساركوزي
يعتبر أسوء رئيس عرفتها الجمهورية الفرنسية . إن مشروع قانون التقاعد ، يعتبر
النقطة التي أفاضت الكأس وجعلت النقابات العمالية وحتى الرجل العادي ، يخرج
الى الشارع للاحتجاج ، ليس فقط على مشروع قانون التقاعد ، بل حتى على سياسية
الرئيس الفرنسي الداخلية ، وما عرفته من أخطاء ، ساهمت في تأزم الوضع الاقتصادي
وأججت مشاعر الكراهية والعنصرية ، إتجاه المهاجرين بفرنسا ،بما فيهم حتى الجيل
الثاني الذي ولد بها ، وفي هذا السياق يمكن أن نورد مشروع قانون نزع الجنسيية الفرنسية
عن فرنسيين من اصول مهاجرة . الاحتجاجات التي تعرفها فرنسا اليوم ، سيكون لها آثر
سلبي على المستقبل السياسي لنيكولا ساركوزي ، هناك احتمال قوي في أن يخسر الانتخابات الرئاسية المقبلة ، بدأت إرهاصاتها الأولية حتى داخل الحزب الذي ينتمي
له . هذا دون أن ننسى الفضائح المالية التي عرفتها الحكومة الفرنسية في شخص
يعض أعضائها والتي كانت محل مناقشات واسعة في الصحافة الفرنسية ، وهي الآن
مطروحة الآن على القضاء الفرنسي رغم ما هو معروف عنه من تباطء في معالجة هذا
النوع من القضايا والتي رغم أنها تكتسي صيغة مالية ، لها كذلك طابع سياسي .
في المستقبل القريب وحسب ما هو متداول في الوسط السياسي والاعلامي ، أن ساركوزي
مقبل على تعديل الحكومة وتطعيمها بشخصيات جديدة محل قبول من طرف الرأي العام الفرنسي ، لاسكات غضب الشارع ، لكن هذا الحل ليس من شأنه ترضية القطاع العريض
من الفرنسيين ، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وفشل الرئيس الفرنسي في معالجة الكثير
من القضايا الداخلية التي وعد بها خلال ترشجه للانتخابات الرئاسية . عدوى الاحنجاجات
في فرنسا ، بدأ صداها يصل إلى إنكلترا ، بعد عزم الحكومة البريطانية ، على القيام بمجموعة من الاجراءات التقشفية بسبب الازمة العالمية ، وكباريس ، فإن لندن مقبلة
على إحتقان شعبي كبير ، قد يطيح بالحكومة الريطانية الحالية ، في الانتخابات المقبلة .
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟