عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 2923 - 2010 / 2 / 20 - 13:22
المحور:
كتابات ساخرة
معوقات إبداعات المثقف العربي ، لها أكثر من بعد ومستوى ، من أهمها طبيعة النظام
السياسي السائد ، فالانظمة الشمولية لاترى في المثقف إلا عنصر مشاغب ، يهدد كيانها
ويمس إيدولوجيتها في الحكم ، ومن تم تحاربه بكل الوسائل ، اللهم إلا إذا تحول إلى بوق
دعائي لها ، يصرف وعلى طريقته الخاصة ، مفهوم هذه الأنظمة للثقافة والفن وكل مجالات
المعرفة الأخرى . فنظام الحزب الوحيد له ً مثقفوه ً وً منظروهً وأطره الثقافية التي يعهد لها
بتدبير وتسيير كل مؤسساته الثقافية . ثان معوق الذي يحد من إبداعات المثقف العربي ، تبخيس العمل الثقافي وإعتباره غير مربح وعنوانا للفقر والحاجة ، وً شغلانة ً لنخب
ً فاشلة ً تحلم ولاتنتج إلا مشاريع ثقافية وهمية !
لقد عاينا وسمعنا ، كيف أن العديد من المثقفين والكتاب يتمنون لأولادهم وبناتهم ، أن
لاينهجوا سيرتهم في الحياة وأن يختاروا مهنا أخرى لاعلاقة لها بالثقافة ، رغم أن الثقافة
كمفهوم وكدلالة تشمل كل مجالات المعرفة ، ولاتقتصر فقط على كتابة قصة أو روائية
أو مقالة !!
ثالث الاسباب التي تشكل معوقا لابداعات المثقف العربي ، غياب الدعم والتشجيع من طرف
الجهات الرسمية الوصية ، فحتى مع إفتراض أننا نعيش في نظام يأخد بالتعددية السياسية ، نلاحظ
في غالبية الدول العربية × غياب الدعم للكتاب ، بغض النظر عن ً مجاله ً المعرفي ، كما أن طبعه من طرف مؤلفه وعلى نفقته الخاصة ، يعتبر مغامرة قد لاتحمد عقباها ، فكم من مثقف عربي وجدا نفسه أما م المحاكم بسبب ديون مترتبة عن طبع كتاب !
لقد ولى زمن ً المثقف العضوي ً والمثقف المناضل ً الذي مقابل إبداعه ، قد لايجد حتى ما يسدد به نفقة بيته وأسرته اللهم إلا إذا كانت له مهنة أصلية توفر له دخلا قار يعيش به .
المثقف العاطل الذي يريد أن يعيش من كتاباته ولى وإرتحل ،اللهم إلا إذا تم إحتضانه من طرف هيئات أو مؤسسات رسمية أو شخصيات عامة ، وهي في زمننا قليلة !
رابع المعوقات التي تحد من إبداعات المثقف العربي ، الرقابة بكل صنوفها ، بإسم المس
بالمقدسات أو التوابث الوطنية .فقصيدة شعرية أو روائية أو فيلم سينمائي في إعتقاد هيئات الرقابة ، الخفية منها والعلنية ، قد تتسبب في الاخلال بالأمن القومي وتمس بمعنوية الأمة !
خامس المعوقات ، تدني نسبة القراءة في العالم العربي ، فنحن شعب لانقرأ ، فقط النخبة
تقرأ لبعضها البعض ، مع ً حروب أهلية ً بين أفرادها ، تشعل هنا أو هناك تزاحما على منصب أو طمعا في مكسب !
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟