أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم عبدالله صالح - خلصت سوريا على خير ! هكذا كانت النهاية السعيدة .















المزيد.....

خلصت سوريا على خير ! هكذا كانت النهاية السعيدة .


جاسم عبدالله صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 18:46
المحور: كتابات ساخرة
    


لم أصدق ما سمعته اليوم على الراديو فسارعت للتلفاز ؛ فانبهرت مما رأيته ، كادت عيناي تخرج من محلهما من الصدمة .. لكنها صدمة مفرحة غير متوقعة ، فقد رأيت بأن المعارضة السورية و النظام السوري كانا الطرفان المجتمعان و يبحثان في شؤون الوطن ، و كم أبهرتني تلك الابتسامة على وجوه كل منهما .. فتناقشا بمحبة لم يشهدها العالم كله بعد ، و أتفقا على إعلاء سوريا للعلالي ، أتفق الطرفان على أن سوريا أولاً و أخيراً . لا إسرائيل و لا أمريكا و لا روسيا ولا الصين ولا إيران .. سوريا فقط .

وبعد الجلسة التي وضعوا فيها خطة العمل المشترك قام الطرفان للعمل ، فكان الجميع يبتسم و يهنئ الآخر ، إلا أن هناك من كان يبكي !!! نظرنا جيداً حين اقتربت "كاميرة" قناة الدنيا المجاهدة في سبيل الوطن ، فتفاجئنا بأن من يبكي هو السيد برهان غليون قدس الله سره ، و حين ألتم الجميع حوله سألوه ما بك يا دكتور ؟ صرخ الدكتور برهان قائلاً : أرجوكم سامحوني على ما قلته عنكم ، فأنتم أشرف الناس و أنبل بني البشر ، و أكمل قائلاً : أعلم بأني أضحكت الناس عليّ و على سوريا كلها حين قلت بأن النظام الأسدي يُخفي الدبابات بمداخل الأبنية و المعتقلين بقلب الصواريخ وراح يبكي بشدة ، مما حرك الحس الوطني عند رئيس حزب البعث الاشتراكي العلّامة " عبد الله الأحمر " و لم يتمالك نفسه فشهق شهقة بكاء كبيرة وصرخ آآآآآآآآخ ماذا أقول أنا إذن يا دكتور برهان ؟ أنا أيضاً نادمٌ على كلامي حين أعطيت أمر لقناة الدنيا الأصدق في العالم أن تقول : خرج السوريين للساحة يشكرون الله على نعمة المطر .

و بعد أن هدأت النفوس خرج الجميع من صالة الاجتماع متوجهين لقاسيون لأنهم اتفقوا على أن يقسموا قسماً عظيماً أمام دمشق بأكملها ، فركب الجميع " الباص الداخلي " تعبيراً عن التواضع و تركوا خلفهم سياراتهم الفخمة التي كانوا قد سرقوا حقها من أموال الشعب ، و أمروا رؤساء مكاتبهم ببيعها و توزيع أموالها على الشعب الفقير ، لتصبح كلمة فقير سوري بالذكريات فقط ...!

المهم ، حين وصل الطرفان لقاسيون وقفوا على حافة الجبل و نظروا للشام المنورة ، و قالوا جميعاً هيّا للقسم ... فصرخ الجميع مع بعضهم صرخة جعلتني أبكي من شدة الفرح ، قالوا : يا شام ؟ يا شام ؟ يا شام ؟ أننا نتعهد لكِ أمام الجميع و أمام " آلهة سوريا " [ لأنهم قد أتفقوا سابقاً على نبذ كل شيء قادم من العربان و من السعودية بالأخص و لأن الله صنع قريش تركوه ] و أكملوا : نتعهد أمام آلهة سوريا جميعها أن نحافظ عليكِ كما نحافظ على فلذات كبدنا [ أطفالنا ] و نعدك أن نهتم بكِ كما نهتم بأطفالنا حين كُنا نسرق من أموال الشعب المسكين و نعطيهم لأطفالنا ليتمتعوا . أنا بهذه اللحظات لم أعد أتمالك نفسي ، فسجدت على الأرض و أنا أبكي و أقول " الحمد لآلهة سوريا على نعمة المحبة بين المعارضة و النظام .

و بعد أن انتهوا من قسمهم ، عادوا لقصر الشعب [ سمّي بقصر الشعب إلا أن الشعب لم يدخله بحياته ] و بدأوا من جديد بالتخطيط لمستقبل سوريا الباهر المُنتظر ، و أعلنوا عن انتظارهم الشعب السوري لكي يجلسوا معه و يضعوا مع بعضهم البعض خارطة الطريق السورية ، و لأجل حبهم لأبناء الوطن المغتربين قرروا وضع رقم هاتف خاص بالمغتربين لاستقبال اقتراحاتهم ، فسارعت أنا للاتصال بهم ، و حين قلت لهم بأني أحمل خطة لأجل سوريا لا بأس بها ، طلبوا مني عنواني في ألمانيا و قالوا لي سنتصل بك بعد قليل . فجأة أتصل السفير السوري أطالت الآلهة السورية عمره ، و أخبرني بأنه قادم لزيارتي ، و حين وصل و بعد السلام و الاعتذار عن القلق الذي سببه لنا نحن المغتربين ، قال لي هات ما عندك فسوريا بالانتظار ، ما جعلني أبكي من شدة الفرح .. فكان الحوار بيننا على الشكل التالي :

أنا : يا سعادة السفير : نحن نعيش بألمانيا و نرى كم أنها متطورة بسبب ذكاء شعبها و حكومتها ، و نرى بأم العين هذا التطور الرهيب فيها .

هو : ماذا تقصد ؟

أنا : على مهلك عليّ يا سعادة السفير ، لماذا لا نُطبق نظام ألمانيا في سوريا ؟ مثل السكك الحديدية و النقل الداخلي التابعة كله للدولة مما يخلصنا من النقل الجاهلي التي تتمتع به سوريا ، و المحلات الكبيرة التي تُغنينا عن المحلات الصغير المنتشرة بسوريا مما تسبب بأزمة كبيرة بين الناس بالمنتوجات و الأسعار ، و نفتح باب التعليم المتقدم كالتعليم الألماني الذي يجعل العالم كله يأتي لها ليتعلم لديهم ، و نفتح مجالاً لمن ترك المدرسة أن يدرس مهنة 3 سنوات و بعدها يعمل بالقطاع العام تحت أسعار يُحددها مكتب العمل ، كالنظام الألماني بالضبط ، و من لا يعمل لأسباب واقعية ، الدول تعطيه مرتباً شهرياً كما تعطي ألمانيا للعاطلين عن العمل ، مع فرض العمل عليهم لدى البلدية عدة ساعات في الشهر لأجل زراعة الورود في الطرقات و تنظيفها ، و الأمي يذهب للمعهد ليتعلم القراءة و الكتابة بلغتنا السورية الأصيلة .

هو : أفكار رائعة ، أكمل " أرجوك " .

أنا : باختصار لما لا نأخذ كامل "السيستيم" الألماني و نطبقه عنا ، بما إنا تركنا خزعبلات البوطي و من على شاكلته بأن تلك الأنظمة الغربية هي شرك و كفر ؟

هو : لحظة ، أريد الاتصال إلى مجلس الشعب .... ألو ، لدينا اقتراح رائع و يجعل من سوريا روعة ، انتظرونا: قادمون .
قال لي : سأتصل بك لاحقاً ، فأنا سأغادر لسوريا حالاً و سآخذ معي هذه الأفكار . شكراً لك .

أنا : لا شكر على واجب .

و بعد يومين فقط ، رأيت على التلفاز السوري ما لم تصدقه عيناي و تسمعه أذناي ، السفير السوري على شاشة الفضائية السورية العريقة ، يُعلن عن موافقة مجلس الشعب على الخطة المقترحة بتفعيل النظام الألماني بسوريا . و أخيراً لن ننبهر بالتقدم الألماني لأنهُ سيصبح لدينا أفضل منهم ، لأننا سنجمع ما بين نظامهم ونظامنا لنكوّن سوريا العريقة . وبعدها بدأ العمل بجدية ، و بعد شهر تقريباً نظرت لما يحصل بسوريا و إذ أصبحت أفضل من ألمانيا رغم عدم انتهاءهم من العمل لتطويرها ، مما جعلني أسحب إقامتي في ألمانيا و أغادر لسوريا الحبيبة ، فما حاجتي للبقاء هنا و سوريا أصبحت أفضل من ألمانيا ؟!

و هكذا أتمّوا العمل و أصحبت سوريا من أعرق الدول و أفخمهم ، و قطعنا علاقاتنا مع تركيا العثمانية و البدو العربان في الخليج ، و أرغمنا إسرائيل على إعادة الجولان و توقيع معاهدة سلام رغماً عنهم ، و طردنا عصابة حماس و فتح و قلنا لهم أتركونا بحالنا يكفينا قمع و فساد 50 سنة بحجة القضية الفلسطينية ، مما جعلنا نعامل الدولة الإيرانية مثلها مثل أي دولة صديقة معاملة عادية ، فلا حاجة لها لكي ترغمنا على الأسلحة لإيصالها لحزب الله ، فلم يعد لنا علاقة بأي ( مقاومة ) فسوريا تهمنا ولا شيء إلا سوريا . وعاش الشعب السوري برخاء و من تقدم لتقدم و من ابتكار لابتكار أفضل .


هكذا كانت أحلامي المتفائلة ، لأن أحد الأصدقاء قال لي : تفاءل بالخير تجده ، فسمعت النصيحة [ لأن النصيحة ببلاش و قد كانت سابقاً ببعير ] و عملت بها و هكذا كانت النتيجة ... ندعوكم جميعاً للتفاؤل ، فالتفاؤل يمحي الذنوب ... والحمد للآلهة السورية و الصلاة على أنبياء سوريا و آلهتهم أجمعين .


يقتلني من يقول " سوريا بخير " ليس لأنها كذبة ؛ بل لأني أتحسر على عدم صحتها!






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمين وعبادة محمد
- ما بين كلب تحت السرير و موت ورقة بن نوفل ؛ عاش الرسول تصحر ف ...
- لقد تعلمنوا لأجل شتم المعارضة كما آمنت المعارضة لأجل قتل الن ...
- ما بين الحجر الناطق والحجر الأسود النيزكي الناطق ؛ أين يقع ع ...
- الاقتباسات المحمدية من اليهودية والمسيحية ؛ قراءة ألمانية لل ...
- بُراق محمد الطائر ؛ أسطورة من آلاف السنين !
- أسطورة رجل بلا عنوان !
- أم المؤمنين تصف محمّد : بالكلب الذي يلهث !
- فتوى لسماحة المفتي البطرك ناصر قنديل قدس الله سره
- فتوى سماحة المفتي البطرك السياسي الديني ناصر قنديل قدس الله ...
- إن كان رسولكم محمد تاب و أعتذر عن سرقة الناس وهتك أعراضهم وش ...
- الحزب السوري القومي يبيع القضية و نارام سرجون يدس السم في ال ...
- هكذا قالت دكتورة التخلف القبيسية كندة شماط
- أثنان من كاتبو القرآن أحدهم كافر والآخر نصراني !
- وزارة الداخلية في سوريا : العلمانيين يُفسدون عقول الشباب !
- رافضو الدستور السوري الجديد ، نطالب بالمساواة بين الجميع
- سلبيات الدستور السوري وتناقضاته
- أننا نُطالب بتطبيق الشريعة المنصوص عليها في الدستور السوري !
- تعرفوا على شيخ الثورة السورية عدنان العرعور
- تعلم النازية في سوريا بخمسة أيام


المزيد.....




- تكريم الأديبة سناء الشّعلان في عجلون، وافتتاحها لمعرض تشكيلي ...
- ميريل ستريب تعود بجزءٍ ثانٍ من فيلم -Devil Wears Prada-
- ستيفن سبيلبرغ الطفل الذي رفض أن ينكسر وصنع أحلام العالم بالس ...
- أشباح الرقابة في سوريا.. شهادات عن مقص أدمى الثقافة وهجّر ال ...
- “ثبت الآن بأعلى جودة” تردد قناة الفجر الجزائرية الناقلة لمسل ...
- الإعلان عن قائمة الـ18 -القائمة الطويلة- لجائزة كتارا للرواي ...
- حارس ذاكرة عمّان منذ عقود..من هو الثمانيني الذي فتح بيوته لل ...
- الرسم في اليوميات.. شوق إلى إنسان ما قبل الكتابة
- التحديات التي تواجه الهويات الثقافية والدينية في المنطقة
- الذاكرة السينما في رحاب السينما تظاهرة سينما في سيدي بلعباس


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جاسم عبدالله صالح - خلصت سوريا على خير ! هكذا كانت النهاية السعيدة .