جاسم عبدالله صالح
الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 15:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا يوجد مُجرم و هارب من العدالة و قطاعين طرق إلا و إنضم للمعارضة السورية ! بالمقابل لا يوجد مُنافق و جاهل إلا و إنضم للنظام ! بمعنى آخر : كلاهما وجهان لعملة واحدة هي عملة خراب الوطن ، بطريقة مباشرة أو بأخرى! . لا يعني إن المعارضة كلها مُجرمة ، كما ليس كل المؤيدين جهلة و منافقين ، فأنا هنا لا أعمّم . و لكن الطرفان من سمحوا لتلك الأصناف بتشويه الطرف الذي يقفون معه ، يُطلقون على بعضهم " شبيحة/منحبكجية ؛ عرعوري/ مندس " .
المُعارضة اللاوطنية قالت : مُستعدين للتحالف مع الشياطين لأجل أسقاط النظام [ ملاحظة رقم 1 ] ، فتحالفوا مع " الإسلاميين " الذين يفوقوا الأبالسة بأبلسته . فأصبحنا نعلم جيداً : مؤمن إسلامي فهو مُعارض لا شك بهذا! فقد كتبت من أيام على صفحتي بالفيسبوك :
أصبحت كلما أرى مؤمن أعرف جيداً أنه مؤيد للثورة الإخوانية بشكل عام ، وللعرعور بشكل خاص! لماذا ؟!
ثورة يدخل بها رجال الدين ما هي بثورة ، هي خرافة من خرافات الدين تُفرض على المجتمع ، مصر ليبيا تونس اليمن و سوريا لاحقاً ، إعتلاها الجهل و ركبها المُتجاهلون لأدنى معايير الأخلاق .
ـــــــــــــــــــ
تحالفهم مع الإسلاميين كان لأجل تدمير النظام! لكن هذا التحالف أصاب المُعارضة بمقتل! لأن الإسلاميين لا يقتلوا النظام بقدر ما يقتلوا الشعب السوري ككل ، وبالتالي سيرفض المجتمع السوري الوقوف بجانب تلك المعارضة الغبية لأجل تحالفها مع الإرهابيين / كيف لا وهم أعداء الإنسانية ؟ و إليكم صفاتهم : .
لا تحضرنا عبارة نرضاها لنعقّب عن عيوب أعداء الإنسانية وجرائمهم وفظاعة أفعالهم فلو قلبنا كُتب اللغة أجمع وطالعنا تصانيف أبلغ البلغاء وأفصح الفصحاء لا نكاد نعثر على لقب يوافقهم . ومن ثم نقر بعجزنا و ندع الأمر لغيرنا ، فقد رأينا شناعاتهم بعيننا و وقفنا على قبائحهم فهم قوم قبضوا مقاليد الفساد والشقاق ودرسوا أساليب الكذب والنفاق حتى فاقوا الأبالسة ببيلستهم وفاقوا الوحوش بهمجيتهم ، أصبحوا أعق من ضب وأظلم من حية ، حازوا على قصب السبق في شراسة الطبع وفظاظة الخلق ، تمكنوا بالدناءة والخساسة وقذفوا كل مروءة وكرامة ، قرعوا صفات السوريين واستطالوا في أعراضهم ، حسبوا هدر الدماء واسترقاق الناس وأغتصاب النساء والرجال والأطفال ويظنوا أنفسهم من فعال المجد والشرف ، غدت مودتهم كيداً وصحبتهم صيداً وتقربهم مكراً ومواصلتهم غدراً ، فعلوا كل ما تم تحريمه قديماً وحديثاً وتطاولوا إلى كل قبيح ، أضحوا أحقد من الجمل وأشكس من النمر ، وباروا الأرنب بشبقهم ، والباز بضيق خلقهم ، دخلوا كالبومة على الطيور في وكرها و افترسوا فراخها ، و إذا رأوا أمرأة حسناء غيروا صوتهم وبدلوا حركتهم حتى يبلغوا منها الأرب ، استعذبوا كالظبي ملوحة الشهوات الأجاجية و استحلوا مرارة الخزايا الحنظلية ، تهافتوا تهافت الفراشة على على ركوب كل محظور ومحذور ومقارفة جميع المفاسد والشرور ، فجروا وفسقوا خلافاً لما أدّعوا [ دينهم دين رحمة ] ونقول على وجه الاختصار أنهم حسبوا السوريين أذل من نعل وأبخس سلعة فتصرفوا بهم كما سوغ لهم الهوى دون أن يرعوا الأرض عهداً ، اما السوريين فأغضوا على ذلك كله وصبروا وضحوا بدمهم حباً لوطنهم وحاذين حذو القائل : فمت ما على من مات حراً نقيصة الا انما النقصان أن تتهضما
قولوا لي يرحمك الله أي دليل أصرح ام أي برهان أوضح مما ذكرناه تأييداً لخزاياهم ، أيتيسر لهم أن يبرئوا ساحتهم مما قلناه ، أفي وسعهم أن يحجبوا شناعاتهم وقد أخرجوها من عالم الكمون الى عالم الظهور حتى وقف على جليتها القاصي والداني والغبي والذكي .
فليتذكر هؤلاء بما أورده إميل زولا : الحقيقة تتقدم ولا يستطيع أحد إيقافها.
فتأمل!
أما المُتعلمنين الذين هم مؤيدين بتعصب رهيب للنظام بكافة تخاريفه و فساده و إجرامه! ركبوا موجة العلمانية لعدة أسباب و أهمها هو " شتم المعارضة و دينهم " بالإضافة لتشويه العلمانية ، فيبقى الحل أمام الحيارى هو النظام فقط ، لماذا ؟ لأنهم يعطون نظرة عن الكل على الشكل التالي :
المعارضة إسلامية إرهابية ، العلمانيين أعداء الإسلام كما يصوّروه ، فبقي النظام الحالي المُتأسلم المُعتدل كما يروجون له!
إذن هم أعداء العلمانية مثلهم مثل الإسلاميين!
يجولون بالعالم الإفتراضي تحت أسماء مُستعارة أو حتى حقيقية ، لكنهم يحملون صفات علمانية كما يروجون لمواقفهم ، فكلامهم عبارة عن شتم المعارضة و شتم الإسلام كدين ، بعيدين كل البعد عن النقد الموضوعي الأكاديمي ، كما أنهم بعيدين كل البعد أيضاً عن العلمانية التي تعني " الحياد " أو بتعبير آخر : العلمانية تقف بجانب الحق فقط . و السؤال هنا : هل النظام على حق حتى يكون هناك علماني مؤيد لذاك النظام ؟! لنحلل الموقف معاً لنرى الجواب ...
يقولون بأن المعارضة إسلامية إرهابية فيها القاعدة و بقية العصابات الإرهابية وهذا صحيح ، لكن من يقف ضد المعارضة لأجل تلك الصفات فعليه أيضاً الوقوف ضد النظام لأنه يحمل نفس الصفات هو الآخر ! فأنا كعلماني لا يُمكنني رفض تلك المعارضة الإسلامية الإرهابية بدون أن أرفض النظام الأشد إرهاباً من المعارضة ، فكيف أرفض مواقف المعارضة الإسلامية حين يُطالبون بدولة الخلافة و تطبيق الشريعة الخ ، و أصمت على دستور النظام الإسلامي الإرهابي الذي يقسم الشعب لدرجات ؟!
كيف أرفض فساد المعارضة و أصمت على فساد النظام الذي أوصلنا لهذه الأيام ؟! قلت من عدة أيام :
لا يُمكننا أن ننسى بأن النظام كان له فرصته لفرض العلمانية بسوريا قبل أن يحدث ما حدث ، أما كان النظام يفتخر بالعلمانية التي صنعها الشعب السوري بنفسه بتعايشه مع الآخر ؟ [ طبعاً ليس الجميع ] ، والفرصة الثانية كانت بالدستور القديم الجديد ، كان يُمكن حذف المادة الثالثة منه مع المادة " الرقيب " على جميع المواد والتي هي المادة الثامنة ، تلك الشرطي الحارس على الكل ، ذهب الشرطي وبقيت الثالثة ، مالقادم إلا أعظم مما نراه!
فهؤلاء المُتعلمنين لم يسمحوا لنفسهم بالوقوف ضد الأسلمة التي يقيمها النظام بدستوره أولاً ، و بتسليم الإسلاميين السلطة بالتدريج ثانياً ، و رئيس جامعة حلب الإبن للأخواني الأكبر كمثال . و البوطي و الحسون و مايحملوه من صلاحيات في سوريا كمثال ثاني! [ ملاحظة رقم 2 ] .
و بكل وقاحة و سذاجة يقدمون الأعذار التافهة على تلك المواقف قائلين : الوطني و الرافض للتدخل الخارجي ، و المُهتم في مستقبل وطنه ، هو حتماً يجب أن يكون " مؤيد " فكما يقولون هم أنفسهم : الوقت غير مناسب لمُحاسبة النظام على فساده! فهل يعلم أحدكم متى الوقت المناسب ؟
كان العلمانيين من 30 سنة يحاربون فساد النظام و إرهابه و أستبداده و ديكتاتوريته ، فكانت نفس الأعذار التي يقدمها المُتعلمنون ، ليس الوقت المناسب الأن فالنظام يُحارب الإخوان المسلمون [ سنة 82 ] و لم يأتي الوقت المناسب منذُ ثلاثين عاماً!
نحن كعلمانيين لا نهتم كثيراً للمعارضة لأنها " فاشلة " بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، فلو كانت ناجحة لما سمحت للإسلاميين بالتدخل في مواقفها ، لكان الآن جميع الأقليات تقف بجانبها! ولكن نحن نهتم للنظام و ننتقده بشدة ، فبنظرنا الحيادي ، النظام لن يسقط نهائياً ، وهو من يصنع القرارات في سوريا ، ونحن نهتم لصناع القرار في البلد ، لذلك حين نرفض الديكتاتورية و الأسلمة و التنكيل بأصحاب الرأي ، فحتماً سيكون رفضنا للنظام الذي يفعل كل تلك الأمور !
نحن لا نُصادر الحرية بنقدنا لتلك المواقف المُتعلمنة ، لكننا لا نرضى بأن يشوّه أحد علمانيتنا .
لقد شاء القدر أن أتعرف على الكثير من المُتعلمنين ، أما عن طريق صفحاتي العلمانية على الفيسبوك ، أو معرفة شخصية ، فتبين لي بأن هؤلاء المُتعلمنين هم أكثر الناس إستفادة من فساد النظام البعثي ، أما أحد أفراد عائلته من البعث أو جنرالات الأمن ، أو النظام البعثي قد أرسلهم " منحة دراسية " كما أعرف الكثير منهم هنا في ألمانيا ، هؤلاء أبواق بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، كلامهم مُثير للأشمئزاز ، و حين أضعهم بموقف لا يُسحدون عليه يقرون بأنهم مستفيدين من النظام إستفادة كبيرة ، هؤلاء كان لي معهم حقيقة أخرى ، فقد ذهبت من فترة إلى مُترجم لأسئله عن جملة باللغة الألمانية القديمة التي وردت في الكتاب الذي نعمل على ترجمته الأن [ ملاحظة رقم 3 ] و للصدفة رأيت ورقة على المكتب أستطعت قراءة 3 أسطر منها تقريباً ، وهي قادمة من وزارة الصحة موجّهة لدكتور أسمه " شادي " يقولون بها أنهم و ( للأسف ) سيقطعوا عنه المساعادت المالية الخاصة بالمنحة الدراسية لأجل الأحداث المؤسفة في البلد ، فسارعت للأستفسار من هؤلاء الأبواق ، فتبين لي أنهم لم يأتي لهم أي شيء من هذا القبيل ، فعلتم وقتها بأن الأمر عبارة عن إن الدكتور شادي ليس بوق للنظام فحرموه من المنحة ! [ ملاحظة رقم 4 ] .
ملاحظة رقم 1 : نُقدم إعتذارنا للشياطين على تشويه سمعته الطاهرة العفيفة بتشبيهه بتلك المخلوقات .
ملاحظة رقم 2 : علمانيين " مُلحدين " يُدافعون عن البوطي الإرهابي و الحسون المُنافق ، أكثر ما يُمكننا الضحك بسببه!
ملاحظة رقم 3 : لقد كان هؤلاء المُتعلمنين يقولون لي سيعملوا معي على ترجمة الكتاب الألماني الذي يحكي عن سرقات محمد من اليهود ، ولكنهم أعتذروا لاحقاً عن المُشاركة بحجة الوقت ، مع العلم هم دائماً بالديسكوات مع عاهرات الليل ، و الحجة مثل حجة العاهرة حين تعتذر عن عدم إمكانيتها ممارسة الجنس بحجة الدورة الشهرية ، [ المثل السوري يقول : حجة العاهرة بدورتها الشهرية ] فجميعنا ليس لدينا الوقت الكافي وجميعنا يعمل و يدرس ومع ذلك نعمل على ترجمته و خصوصاً هؤلاء الدكاترة الذين يعلمون لوقت طويل ويدرسون إختصاص ما ، ولم يمانعوا من المشاركة بقليل من العمل . السبب الرئيسي كما قالها لي أحد المُتعلمنين علانية : أخاف من إنزعاج النظام البعثي البوطي مني لأجل هكذا عمل و بالتالي سيحرموني من المنحة !
ملاحظة رقم 4 : أكثر من خمس أشخاص قادمون من سوريا منحة " بالواسطة " كما قالها لي علانية أحدهم و البقية عرفت ذلك من مستواهم الدراسي الفاشل .
ملاحظة أخيرة : أتركوا العلمانية بحالها فهي لا تنقصكم ، يكفي شيوخ الدجل و الإرهاب الذي شوّهوا العلمانية تشويهاً نحتاج لسنين طويلة لكي نستطيع إفهام جهلة القوم بأن الحل للنهضة بالبلد و محاربة الفساد و عدم الإقتتال الطائفي هو : بالعلمانية فقط .
أختم بما قلته سابقاً و أقوله دوماً :
المتعصب للشيء هو بالحقيقة ضد الشيء المُتعصب لأجله!
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟