أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوى - وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً














المزيد.....

وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 10:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشهد اليوم كوارث لعبة السياسة، يلعبها جميع الخيول فى الحلبة من مختلف الأطياف، لا يخجلون من الاعتراف بأنها لعبة تحكمها المصالح، لم يخجلوا من التهليل للمجلس العسكرى والمجلس الاستشارى والمجلس الإخوانى، ثم الانقلاب على أنفسهم، والاعتراف بأن العسكرى كان خدعة، والاستشارى كان خدعة، والبرلمانى والإخوانى والسلفى وعرس الديمقراطية كانت خدعة، ولجنة الدستور كانت خدعة وننتظرهم ليعلنوا (بعد فوات الأوان) أن الانتخابات الرئاسية كانت خدعة. إذا انخدع أقطاب السياسة، وفقهاء القانون، ومن يسمونهم الشخصيات العامة فماذا عن الشعب الذى لم يتعلم، أو تلقى تعليما أشد تجهيلا من الجهل؟

أحد أقطاب النظام السابق، من المتنافسين فى الانتخابات الرئاسية، الذى شارك ويشارك فى إجهاض الثورة مع المجلس العسكرى والمجالس الأخرى المولودة منه، يعلن أنه لا يسعى إلى منصب الرئيس، بل لأنه يحب مصر، ويريد إنقاذ الثورة، هذه هى السياسة كما يفهمونها، «فن الممكن» فكرة خادعة، تهبط بالسياسة إلى ما يسمى «مستنقع البراجماتية النفعية»، تسلب من الشعوب قوتهم الثورية، فالثورة تقوم على «فن المستحيل»، الثورة لا تختلف عن الجنون إلا أنها عاقلة، عقلها مبدع متمرد، يكسر قوقعة العقل الخانع المطيع.

سياسة الممكن ترضى بالمكاسب السريعة، مثل كرسى الرئاسة أو كرسى البرلمان، كرسى المجلس الاستشارى، كرسى الجمعية التأسيسية للدستور، كرسى فى الحزب، أى كرسى. يؤمنون بأن الغاية تبرر الوسيلة، لكل منهم وجهان، وجه يتملق الثورة، ووجه آخر يتفاوض «سرا» مع السلطة الحاكمة فى الماضى أو الحاضر أو المستقبل، الثورة لا تعرف هذه اللعب السياسية، الثورة هى التمسك بالمبادئ على حساب المصالح، الثورة هى تحدى السلطة الفاسدة ودفع الثمن، الثورة هى كسر المحظورات والمحرمات واختراق الخطوط الحمراء المفروضة، بقوة السلاح والتخويف والتخوين والتربية والتعليم. تحت اسم الحكمة والاتزان والاستقرار والأدب والطاعة والفضيلة استطاع الملوك والأباطرة والرؤساء أن يحكمونا بالحديد والنار، تحولنا إلى عبيد وجوار وإماء وأجراء، أصبح الإبداع جريمة، والثورة هى الشطط، والتطرف، والفوضى، والتبعية للغرب، والإباحية، وعدم احترام كبير العائلة أو رأس الدولة. أصبح رئيس الدولة هو رب العائلة، له السلطة المطلقة، يستمد قدسيته من رب السماء، يحق له قتل معارضيه، بتهمة الكفر والخيانة الوطنية.. تختلف درجة العقاب حسب قوة الأحزاب الدينية فى البلد، فى الغرب انكمشت قوة الكنيسة منذ عصر النهضة، لكن الأحزاب الدينية المسيحية واليهودية تملك الأموال والشركات والنفوذ السياسى الدينى فى كثير من البلاد حتى اليوم. تم إجهاض معظم الثورات الشعبية فى التاريخ، لم يتخلص العالم من ديكتاتورية النظم الطبقية الأبوية الدينية حتى اليوم، لم يتخلص العالم من الحروب والاستعمار الخارجى والداخلى، لا يختلف باراك أوباما عن كارتر وكلينتون وبوش إلا فى التفاصيل، كذلك لا تختلف جولدا مائير عن بن جوريون ونتنياهو، وهل يختلف الخديو والسلطان والملك عن السادات ومبارك وسرور والكتاتنى والمشير وشرف والجنزورى؟

قاد آية الله الخمينى بلاده بعد الثورة إلى الحكم الديكتاتورى الدينى، الذى لا يقل طغيانا ودموية وفسادا عن حكم الشاه الامبراطورى، الاستعمار الأوروبى الأمريكى أدرك بالخبرة دور التدين السياسى فى إجهاض الثورات الشعبية، التى تنشد العدالة والمساواة بين الناس، دون تفرقة على أساس الدين أو الجنس أو الطبقة، تعاون جورج بوش مع أسامة بن لادن و«طالبان» فى إجهاض الثورة الاشتراكية فى أفغانستان، ثم انقلب عليهم، بعد أن استغنى عنهم، فضربوه، تعاون السادات فى مصر مع التيارات الإسلامية ضد الحركات الناصرية والاشتراكية، ثم انقلب عليهم، فاغتالوه. الثورة تقوم على الشجاعة والصدق، الثوار والثائرات يخرجون بعد الثورة مقتولين، مسحولين، عرايا ممزقى الملابس، لا يفوز واحد منهم بمقعد فى أى مجلس، وإن فاز فسرعان ما يفقده بتهمة ملفقة، العمل الثورى مثل العمل الإبداعى لا يفكر فى العواقب، لهذا لم ينل مبدع أو مبدعة أى منصب أو جائزة دولة.

الثوار والثائرات ماتوا فى السجون والمنافى، شربوا السم، أو انتحروا أو تم إعدامهم أو إقصاؤهم، من سقراط إلى جاليليو إلى أبى العلاء المعرى إلى جان دارك إلى فرجينيا وولف ومى زيادة ودرية شفيق وأروى صالح، وغيرهم ثوار وثائرات يناير وفبراير ٢٠١١، اتهموا بأنهم عملاء للغرب أو خونة للوطن، تم إيداعهم السجون، نالوا التعذيب البدنى والنفسى، بعضهم يطالبون بالانسحاب من الانتخابات الرئاسية، التى يجرى طبخها وراء الأبواب المغلقة، لكن رجال السياسة المتمرسين على اللعبة، يقبلون الحلول الوسطى، وما يسمونه الأمر الواقع، يروجون لبعض المرشحين تحت اسم أنهم محسوبون على الثورة، أو تحت اسم التجربة، «قد نكسب أو على الأقل لن نخسر شيئا»، منطق المكسب والخسارة أدى إلى تقسيم قوى الثورة، وإلى كارثة الانتخابات البرلمانية، وكارثة الجمعية التأسيسية للدستور، التى يهرول للترشح لها زعماء فن الممكن والبراجماتية، كما يهرولون إلى الانتخابات الرئاسية، التى تجمع أقطاب النظام السابق وأقطاب النظام الحالى فى سلة واحدة، كلهم ينفقون الملايين من الأموال فى الدعاية الانتخابية، من أجل حبهم لمصر والخدمة العامة، وليس لخدمة مصالحهم الخاصة، كلهم حاربوا النظام السابق، وكلهم مع إنقاذ الثورة المجيدة، لا يسرقون دم الثوار فحسب بل كلماتهم الثورية أيضا.







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فن المستحيل «حوارات نوال ومنى»
- الخلع البائس.. ومجلس المرأة القومى
- المرأة ورفع الحجاب عن العقل
- النساء والدولة وفضيلة الركوع
- فتاة ثائرة فى ميدان التحرير
- نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح ...
- كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟
- الصندوق.. دموع النخبة والتماسيح
- الثورة المصرية الثانية
- الحضارة الرأسمالية الأبوية ومفهوم الفساد


المزيد.....




- -أنفًا لأنف مع رجل-.. دب جائع يقتحم دار رعاية مسنين ويدخل غر ...
- نائب ترامب: لا أعتقد أن إسرائيل ترتكب -إبادة جماعية- في غزة ...
- واشنطن أم طهران.. من سيقدم تنازلات؟
- رجل يقود سيارة وسط مجموعة من الناس في مدينة باساو الألمانية ...
- حركة المجاهدين الفلسطينية تنعى قياديين اثنين في غزة
- مدفيديف يكشف أسباب عدم استلام كييف لجثث جنودها
- شاهد.. زلزال يهز استوديو برنامج تلفزيوني في بث مباشر
- بوتين يوقع على قانون لتشديد الرقابة على نقل البضائع
- حديث الأمير محمد بن سلمان عن -العدوان الإسرائيلي- على فلسطين ...
- صحيفة: المفوضية الأوروبية كانت تمول منظمات بيئية لتفعيل أجند ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نوال السعداوى - وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً