دفع الجزيه يتعارض مع ايات القتال ام ان هناك فهم اخر لها

عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 05:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

السلام عليكم: ايات القتال مانزلت على المسلمين ولم يعتمد القتال في الدعوة الى الاسلام طيلة خمسة عشر سنه وكان خلال تلك الفتره الدعوه الى الدين الجديد بالاساليب الدعوية الحسنة والتي اشارت الى هذا الاسلوب الدعوي الخالي من العنف والاجبار ومنها قوله تعالى:"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ، وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ، وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ" (النحل 125-128-) ولم يكن في هذه الايات اي اشارة لاستخدام القتال والاجبار لنشر الدين ومن جاء بعده من علماء المسلمين اعتبر ان اسلوب الدعوة بالتي هي احسن نسخته اية السيف التي وردت في سورة التوبه وما على اتباعه اليوم من المسلمين الا التنكر لااسلوب الدعوة بالتي هي احسن واتباع اسلوب القتال والقهر لفرض الدين والايه التي اعتمدوا على انها انهت او نسخت الدعوة السلمية الى الاسلام هي في قوله تعالى:: ""فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(5-التوبة) ولانها اخر سورة نزلت من القرآن فيجب اعتمادها كاسلوب حتمي ونهائي للدعوة الى الاسلام بمعنى ان هذه الاية نسخت ايه دفع الجزيه والتي تقول في قوله تعالى:[قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَا بِاليَوْمِ الآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ] فكيف استمر المسلمون بعد الرسول بعرض خيار دفع الجزيه على من يقاتلون وكيف تجاوزا عن اية نسخت كل الايات والتي الشرط فيها حتى يأمن من لم يدخل الاسلام على نفسه وماله وعرضه هو الدخول في الاسلام والتوبه واقامة الصلاة وايتاء الزكاة بمعنى اللاتزام الكامل بالدين الاسلامي. اليس هذا تناقض واضح وتجاوز واضح على نص الايه وعدم اللالتزام بها كيف اية تأمر المسلمين بقتال الكافرين حتى يسلموا ويقيموا الصلاة ولاتحقن دمائهم الابالاسلام كيف يتجاوزوا اية تحثم على ان يقتلوا الكافر بمجرد ان يتمكنوا منه اما ان يسلم واما القتل تستبدل بدفع الجزيه ويبقى على كفره وعلى اشراكه اليس هذا تناقض واضح وكيف تجاوز التجار المسلمين الاية التي نسخت الدعوة الى الاسلام بالطرق السلميه والتي نشروا في الاسلام في انونيسيا والفلبين وماليزها والهند وغيرها من الدول في حوالى العام 55 الهجري وما تلاها من اعوام التي اصبح سكانهامسلمين بالدعوة بالتي هي احسن اذا ان الامر ليس تناقض وانما هناك فهم اخر في فهم ايات القتال تجاوزه المفسرين الذين جاءوا وتخصصوا في الدين في القرون التي تلت رحيل صاحب الدعوة والرعيل الاول من الصحابه الذي قد يجوز لنا التعبير ان نصفهم بالتلاميذ المحمديين او الرسل كما اطلق على اصحاب النبي موسى واختلف الفهم لتابعي تابعي التابعين وخاصة منهم من عاش في القرن السادس او السابع الهجري والذين ماعاصروا نبي الدعوة ولا اصحابه الرعيل الاول فلا يتم فهم معاني القرآن الكريم الا بمقارة الايه بالفهم المحمدي لانه الوحيد الذي كان يوحى اليه والوحيد الذي كان يتلقى التأويل اللاهي للايات وايضا مقارنة الايه بالتطبيق العلملى لها من قبل الرسول ومنها الاية التي نزلت قيل فتح مكه والتي تخص التعامل مع اهل مكه والتي فيها امر صريح على قتلهم وتهجيرهم من ديارهم وكما في قوله تعالى:واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين ( 191 ) فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم ( 192 ) وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ( 193 ) سورة البقره/ فثقفهم الرسول وجنده فماقتلهم وما اخرجوهم من ديارهم هل خالف النص القراني الصريح نعم لاشك انه خالف النص القرآني الصريح الواضح وفق فهمنا للاية اذن اين الاشكاليه الاشكالية ان هناك توجيه اللاهي وتاويل اللاهي ابلغ به النبي وعلى ضوءه تصرف ولم يقتل من ثقفهم من اهل مكه ولم يهجرهم من ديارهم بعدما تمكن من فتحها وعليه لايمكن لااحد اليوم ان يفهم النصوص المحمديه مالم يطلع على مافعله النبي والتي نزلت عليه تلك النصوص وكيف نفذها عمليا على ارض الواقع فأما التفسير الكيفي وفق الهوى فيعتبر تفسير غير منصف وما تطبيق بعض الاعمال التي لم يقم بها صاحب الدعوه وعلى اعتبار ان ورد فيها قول منه وما ورد فيها عمل فاعتقد ان هذا فيه مغالطه كبيره وتجاوز على النهج المحمدي وليس من صلب الاسلام وخارج عنه فان تقوم دولة اسلاميه باجبار المسلمين على القيام بالعبادات وتشكيل مؤسسات لهذا الغرض استنادا الى حديث نبوي قال فيه الرسول لقد هممت ان افعل كذا او افعل كذا بمجرد انه هم ولم يفعل يصبح هذا الحديث قول ينقصه الفعل وبمعنى اخر انه مافعله لانه اتاه اخبار من الله بان لايفعله والا لماذا لم يفعله او لماذا لم يترك وصية لمن بعده بفعله ويعلم ان الله كتب على المسلم ان يترك وصية لمن بعده اذا حضره الموت والتي وردت في قوله تعالى: : كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ {البقرة:180}) سورة البقره /فلا ياتي اليوم احد امتلك القوة والقدره من المسلمين ان يفرض ما لم يفرضه الرسول لمجرد انه قاله او ورد فيه حديث عنه ولا لااحد الحق ان يعتبر نفسه وكيلا عن المسلمي لان الله لم يجعل صاحب الرساله وكيلا في قوله تعالى:و(لو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل} ولا احد من حساب للمسلمين لان صاحب الرسالة لم يكلف بمحاسبة احد كما قال تعالى (وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ) الأنعام/52 ولا احد سوف يحمل اوزار المسلمين كما قال الله تعالى:وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ومن ينتهج هذا النهج استعمال اسلوب الوصاية على المسلمين ومحاولته لفرض العبادات على الناس بالقوة والاجبار ويتصور انه يحسن صنعا فهم واهمون او انه يقدم خدمه للا سلام فما هو الا منفر من الاسلام وخرج عن وصية الرسول لاتباعه المسلمين السابقون واللا حقين بقوله كونوا مبشرين ولاتكونوا منفرين فهم بفعلهم هذا ما هم الا منفرين يدفعون الناس للنفور من الاسلام

#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات