صوت الله.. وصمت الإنسان

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 3685 - 2012 / 4 / 1 - 17:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا...صوت الداعية المصري السلفي محمد حسان يرتفع مؤكدا أن الحل هو في كلمة واحدة وشعب دولة مصرستان في خطبة الشيخ حسان علي يوتوب التمدن شعب حالته ومظهره يدعو للرثاء والاسف وقد أعطي أذنيه بإهتمام و إنتباه لسماع صوت الله في أكاذيب الداعية الإسلامي بألا تفرقوا ....!!!
الغريب في بداية خطبة لا تفرقوا يحدد ويعمق الفرقة والخصام فهو يدعو علماء الامة من شيوخ الإسلام السلفي فالعلم في مصر اليوم صار هو علم الفقه والنكاح وسنة خير الخلق وأفضلهم وأشرفهم من وجهة نظر الداعية السلفي طبعا ....!!!! وعليه فمن كتابه وسنة نبيه محمد بن عبد الله ضروري أن يشخص الداء ويحدد للدواء من كتاب الله وسنة نبينا ص وقد انعم الله علينا جل جلاله بآية لا تفرقوا وعلي مصر وعلماء مصر أن يستمعوا لصوت الله الحساني.....!!!
بداية الشيخ بصوته وندائه يضع أسفين ما بين طوائف الشعب المصري وليس كل الشعب هو تابع للفكر والمشروع الصوتي الحساني السلفي ....
ثانيا لا تفرقوا إذا قصد منها مصلحة مصر العامة وقيلت من أجل رفعة مصر عليها أن تخاطب كل شعب مصر وليس فقط قادة التيارات السلفية بالإتحاد وإلا معناها هو دعوة لوحدة التيارات السلفية في غزو مصر وليس دعوة للخروج بمصر وشعبها إلي طريق ومكان لائق وآمن .
لم يحدد صوت الله في آية لا تفرقوا ما هو السبيل للقضاء علي البلطجة والسرقة والنهب وخداع البشر وإستغلال حاجتهم وفك أزمة الغاز والغذاء و...وخلاف بل لعب علي مشاعر الدهماء والبسطاء
العالم الغير إسلامي لا يعرف صوت ولا فكر ولا أسم قائل وأعتصموا بحبل الله بل يعمل في صمت بطريق عقل الخالق الصامت الفاعل العامل الجبار الذي لا نراه ولا نسمع عنه إلا في دول الإسلام ......
أليس صوت الدعاة هو المسموع والمقبول وهو مدعاة للعجب والحيرة من أحوال شعوب تشعر ان الله وصوت الله هما ما يدير الكون ويحدد مستقبل ورفاهية الإنسان ورغما عن ذلك تنتشر مظاهر الفقر والبؤس - شاهد خطبة الداعية وتمعن في ملامح وهيئة المستمعين - والفوضي والبلطجة والظلم علي الشارع مما يجعلنا نشك في قدرة هكذا شعوب يقوم بتوجيه مستقبلها صوت الله علي حسن إختيارها لقادتها وثقافتها ومصائرها ...
المحتل دائما ما كان ينتشل الشعوب العربية الإسلامية من تخلفها وفوضويتها ويعيدها إلي عالم العصر وبمجرد الإبتعاد عن ثقافة وسياسة المستعمر تعود البلاد الإسلامية إلي إيدولوجية وفكر وحياة عصور البداوة العتيقة تحت زعماء وقادة وشيوخ الدين البدوي الإسلامي....!!!
محلل أمريكي يصرح أن الطالبان الأفغان يعدوا العدة للعودة إلي حكم أفغانستان بعد خروج قوات التحالف الدولي من أفغانستان العام المقبل ......إنها الثقافة الإسلامية التي تعيد دائما تدوير نفايات العصور البدوية علي امل إستتنباط سلالات جديدة ولكن التوحيد يعيق التدوير ولا يمكن لكائن وحيد الخلية والمنشأ ويعيش متطفل منذ ان قامت أركانه علي أموالهم ونسائهم غنيمة لكم ألا أن ينقسم في متوالية طبق الأصل
صوت الله لم نري علي الإطلاق في مجتمعاته انه وضع حلول للأزما ت الإقتصادية والأخلاقية والثقافية والعلمية و,,, وكل مافي الأمر شعوب كسولة بائسة يائسة لديها وقت لا تعرف قيمته وتنتظر وعود الحياة الآخرة ...ما كان بناقص يخلق الله شعوبا بهذة المعتقدات من أصله وكان الأفضل له ولهم أن يحتفظ بهم في جناته من غير شقاء الدنيا ....؟؟؟
صمت الإنسان بتركيزه في عمله وعلمه وإبداعه وفنه وحريته وثقافته وقراءاته و...أفضل وله منافع لا تعد ولا تحصي ويخلق مجتمعات منظمة مجتهدة واثقة متطورة
صوت الله يدعو إلي الكسل وإهدار الوقت والتواكل ومحاربة الثقافة والفن كالرسم والنحت وخلاف ويقتطع من وقت العلم والتعليم والفكر والتأمل والنقد والمقارنة والتساءول والتعمق الفكري والفلسفي
صوت الله لن يحل مشاكل هو نفسه السبب في صنعها

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل