الإسلام هو ..حرية أم تبعية؟

عدلي جندي

الحوار المتمدن-العدد: 3642 - 2012 / 2 / 18 - 17:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

في عقيدة الإسلام ليس من حقك التفكير والإجتهاد أو النقد إن لم تنتمي إلي طبقة من طبقات المجتمع الإسلامي صاحبة القرار سيان بالفتوي أو الحكم فأنت كمسلم تظل تابع لأي ممن يحكم أويفتي ولا يحق لك الإعتراض أو الثورة أو الإختلاف وإلا الأحكام الشرعية القادرة علي إلغاء عقلك تماما والقضاء علي فكرك جاهزة لتجهز أيضا علي مستقبلك وأرضك وعائلتك أو حتي علي إقتلاع جذورك في مجتمعك من الحياة عامة بصورة أو بأخري بفرض أنك قد إعتديت أو إرتديت عن الدين الحنيف
- ملحوظة ..من يعطي هذة الأحكام حق الشرعية لا تطبق عليه ولا يمكن محاسبته حتي لو جلد ظهر المسلم ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم ) كما و معروف في كل القوانيين الجمعية الوضعية كميثاق الحقوق الإنساني
وفي الإسلام لا يمكن أن تتميز بخصوصية كأن تتفلسف أو تجتهد للخروج من مأزق التبعية -سيد القمني وفرج فودة وغيرهم مع الإحتفاظ بالألقاب - بل علي المسلم أن يمتنع تماما عن التفلسف والتحاور العقلاني ففي كتاب الله وسنته وأحاديثه ما يكفي لغلق عقول ماشاء لهذة الحواديت من سلطان علي البشر
واليوم وبعد ثورات الربيع العربي والتي هلل الجميع لها ... وطني يعيش علي أرض الوطن... أوأجنبي يساند الحرية والعدل والمساواة هلل الجميع في فرحة عارمة ان خلاص الشعوب المسماة إسلامية بات وشيكا او قاب قوسين وان مرحلة الفوضي في الدول سابقة الإنفلات الحقوقي تحت ذريعة شرع الإسلام والديكتاتورية تحت أجهزة القمع والوراثة قد تخلت عن النظم والإيدولوجيات الأبوية التابعة ولكن ولأن الإسلام عقيدة هي عقيدة قائمة علي تبعية دون تمحيص أو جدال لم تتمكن شعوب الإسلام من الإختيار في حرية لم تتعود عليها أو تمارسها في أبسط أمورها الحياتية منذ ولادتها وحتي مماتها من تبعية لدعاء دخول بيت الراحة وصعود المصعد أو الطائرة مما أدي إلي فوز بنسب كبيرة للتيارات الدينية بل والمتشدد منها مما يثبت أن ثقافة العقلية الجمعية للشعوب الإسلامية تقوم علي التبعية وليس علي حرية التفكير والتعبير وبالتالي الإختيار أو حتي الإعتقاد ويكفي متابعة أخبار المحاكمات والإتهامات التي قامت في نظرها المحاكم مؤخرا بعد نجاح الثورات العربية من الإطاحة بنظم الحكم السابقة و تم الحكم في معظمها بإدانة من حاول الإجتهاد في فهم أو نقد صورة أو شكل أو فكر فصيل أو جماعة إسلامية- حتي لو كانت تلك الحالات قديمة جدا- وبالتالي التهمة الموجهة لكل من كتب أو دون أفكاره الخاصة أو قام بالتمثيل كالفنان المصري عادل إمام كانت التهمة هي إزدراء الدين الإسلامي ....!!! إنها أحكام تدل علي ثقافة تبعية للقطيع فكل ما يتعلق بدين الإسلام هو مقدس وشريف ولا يمكن نقده أو التقليل من شأنه حتي لو لم يتعرض لرسول الإسلام ذاته لم تتحرك كثيرا الشعوب الإسلامية ضد هذة الأحكام لأن ثقافتها ثقافة تبعية ..
التابع هو شخص دون إرادة حرة يعمل في مصلحة قائد القطيع ولا يهتم بمستواه العلمي وما يمكنه لفائدة المجتمع الإقتصادية والثقافية والعلمية بل المهم هو مقدرة قائد القطيع الإستحواذ علي إنتباه الغالبية حتي لو كانت كل مواضيعه دون جدوي مكررة ومعادة آلاف المرات ولا تمثل قيمة إنتاجية فعلية بل مجرد حواديت عن السلف وإعمالهم وعظمة تاريخهم ووجوب المضي علي طريقهم ....للتذكرة ....الخلف في عصر النفاثة والصاروخ وعلي طرق ممهدة ومستقيمة وفي وجود أعمال ومجهودات ومخترعات وآلات حقيقية رائعة ومفيدة وتحت مواثيق عالمية الجميع يتفاوضون علي إحترامها وتطبيقها أو تعديلها حسب إحتياج ومستجدات المراحل دون الدخول في مناوشات وحروب أما حواديت السلف هي مجرد قصص دون وثائق في أفلام تاريخية لتضييع الوقت تقوم فيها الشعوب الإسلامية مجتمعة مقام الكاتب والمنتح والمخرج والممثل والمشاهد تكرار في أزمنة مختلفة دون ملل لنفس السيناريو والنقد والنقاد يمتنعون.....!!!!!!
الإسلام عقيدة تبعية وثقافة المسلم منذ ولادته ثقافة تبعية ولذا من الصعب علي المسلم ان يفكر أو يقبل التفكير والنقد في حرية بل كل المجتمعات الإسلامية وشعوبها تنحاز وتعبد الفكر و الرأي الواحد و تحاكم من ينقد هذة الظاهرة أو من له فكر يختلف عن فكر التبعية والتهمة هي إزدراء الأديان
التبعية سجن غير مرأي في وجود سلطات غير إسلامية وبمجرد زوال تلك الانظمة تمارس التبعية مظاهرها المرئية وتتغير حتي ملابس الشعوب وكأن زي المسجون في وجود النظم الإسلامية يجب أن يكون هو أيضا حسب ما يشرعه الحاكم بإسم الإسلام ونظرة سريعة علي التغيير في الدول الإسلامية نري كيف تحولت الأزياء إلي الزي الشرعي علي نفس أنظمة السجون لكل سجن زي موحد فكر تبعية ..... الإسلام لا يؤمن بالحرية عندما يحكم هو تبعية خالصة لوجه الله ورسوله وأولي الأمر ولا يسمح إطلاقا بأي صورة من صورالحرية

#عدلي_جندي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل