أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - فادي الجبلي















المزيد.....


فادي الجبلي


عبد الرضا حمد جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3681 - 2012 / 3 / 28 - 13:33
المحور: المجتمع المدني
    


قد يُذّكِرْ هذا العنوان بالزميل الذي استعار اسم( فادي يوسف الجبلي) ليكتب به والذي نتمنى له السلامة وراحة البال فهو منقطع منذ تاريخ 18/01/2012 ونعتذر منه مقدما لان العنوان فيه جزء من استعارته ولذلك قصه سنحيكها(قرأت له امس تعليق على موضوع للزميل امين يونس حول مشعان الجبوري)
في بدايةالعام1983واثناء الحرب القذرة الطاحنة بين العراق وايران التحق الى وحدتنا س4ف3لمش506*في قاطع زرباطيه* شاب وسيم نحيل قصير هو الجندي الاحتياط(ش .س الحرف الاول لاسمه والثاني لاسم جده لأنه هكذا كنا نسميه للسهولة لذلك هذا ما بقي عالقا في الذاكرة ونعتذر عن ذكر الاسم لأننا لم نتمكن من اخذ موافقته على ذلك كما سيتضح لا حقا و لأنه محور هذه النافذة) تبين لنا انه معلم من الأخوة الكرام الأيزيدية من اهالي سنجار ويعمل معلم في احد القرى التابعة لها
بعد واجب الاستقبال المحكوم بالأمور العسكرية استدعاه معاون امر السرية الملازم الاول(شاكر...سكنة بغداد حي القاهرة)لتمتع امر السرية الراحل الانسان النقيب( سلمان اسماعيل فرحان المياحي)(كان محور الجزئين التي نشرناها تحت عنوان مذكرات جندي احتياط)الروابط
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224856
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224704
اخبره وكيل امر السرية بوجود ثلاثة اخوه من الايزيديين ...التحق معهم في الموضع فصاروا اربعه
تبين لنا بعد ذلك انه هادئ متبحر بالعربية يكتب الشعر الحر ويبحث عن الصور الجميلة في تلك الاماكن والظروف الكالحة القاسية العفنة.
كان حالماً...ويكرر لازمة لازمته كل الوقت حيث يردد بمناسبه وبدونها(الجبلي فادي)...بتكرارها حسبنا انه لها وهي له... ان فيها منه و منها فيه...حتى ان امر السرية كان يسميه او يناديه باسم (الشاعر الجبلي( او( المعلم فادي) حسب الموقف ويقول لا تسلموه سلاح فهذا شاعر يحتاج الى قلم...كان ذلك من باب التندر او المناكفة تارة والاعجاب تارة...لان فيما يقول او يقوم به شيء قد يفسره البعيد عنه بانه هوس او مس...
توطدت علاقتي به وكنا نقضي معاً ساعات لكسر الملل والقلق والتعب وكان فيما بيننا ما يقربنا لبعضنا ولو انه عام ولم يقترب من المحظورات المقلقات الخاصات في تلك الظروف والساعات.
من احلامه التي تَنّدَرَ عليه فيها القوم هو مناجاته للكلمات السابحة في الفضاء حيث اقترب عندها عندهم من الجنون...حَلِمَ بما يعرف اليوم بثورة المعلومات او الانترنيت ربما قبل حُلمْ من سُجِلَتْ بأسمة واقصد المهندس الانكَليزي الذي حلم بالأنترنيت في بداية الثمانينات... الغريب بأنهم فكروا بها في نفس الفترة وقد صاغها( ش.س) بكلمات اقرب الى الشعر اثارت الضحك والتندر والهمسات وبعض الاعجاب.
نحاول هنا ترتيبها او ترتيب معانيها و موسقتها ويعذرنا (ش.س) لضعف المحاولة ونتمنى عليه ان تمكن من الاطلاع على هذا الموضوع ان ينشر تلك الكلمات او القصيدة وها نحن نشهد له من انه فكر بها وصاغها وقالها في تلك الايام اي في ايام ما قبل التفكير بالأنترنيت....قال التالي:
ستقتحم الكلمات السماء
وتزاحم القصائد النجوم
وتلتقي الافكار هناك
بعيدا عن الرقيب
في فضاء لا يسيطر عليه
سعادتي ستكون في حيرة هذا الحاجب
اضحك...لان كلماتي تتقافز من بين فَكّيهْ وفَكّيْ المقص
ستضج الاجواء بالهمسات
وتتقافز المشاعر
لألتقي من لا أراه
ويلطم الرقيب...ونضحك
سيصرعه طنين كلماتي
سيكون العالم اصغر من قبر من يقتل هنا
وليس فيه ارض حرام...مشبعة باللألغام
قبل شهيقي الثاني
سأتدفأ بزفير من يتوارى في كوكب اخر
خلف تلك الهضاب يا صاحبي
انعكاس ضياء
سنرى اثار ودماء
سيزدحم الفضاء
بالأغاني والضوضاء
لكن الشر مع الشر
سيدنسه
ويأخذنا ربما الى فناء
كان( ش.س) يرفض ان يقال على من يسقط قتيلا في تلك الحرب الملعونة شهيدا...لآن الشهيد في زحمة افكاره هو من يسقط في المعمل او في الحقل او وهو يلقي قصيده او بين اذرع حبيبته...نحن كلنا جبناء كان يقول ويفسر ذلك بأن الشجاع من يرفض الحرب ويتقدم لعقوبة الاعدام غير نادم
كلنا جبناء لأننا نرفض الحرب ونشارك فيها ونطرب لسماع الاغاني التي تمجدها ونهتف لمن اشعلها ويديم اوارها
كلنا جبناء لأننا نلم اجزاء اجساد رفاقنا ونصلي عليهم وربما نزغرد نفاقا ونحن مرعوبين من القصف...
قال انا أُعلن لك اني جبان لأني أولاً هنا وثانياً أخاف ان اقول ذلك بصوت عالي ولكن لي طلب وهو من جبان ذليل يريد ان يكون شجاع بعد ان يقتل هنا
طلبي ان لا تنقلني من المكان الذي أُقتل فيه ولا تطلقوا عليّ اسم شهيد و لا ترسلوا بقايا جسدي الى اهلي أريد ان اتعفن هنا او تأكلني الجوارح عسى ان تُزكم جيفتي انوف مشعلي الحرب فيهربون وتتوقف او يرعبهم منظر نهش الجوارح لما تتفضل به القذيفة وتتركه من جسدي النحيل فيعتكفوا وتتوقف الحرب وبذلك سأكون انا سيد السلام...بطل السلام ويقام لي مزاراً هنا تقام فيه مهرجانات الفرح والحب والشعر
يا صديقي قال لي: جيفتي وجيفتك وجيف الاحبه الاخرين ربما تكون السلاح الذي سندمر به الحرب لماذا لا نجرب ذلك...
احذرك يا صديقي من نقلي الى اهلي بعد ان أُقتلْ لأن لعنتي ستطاردك وستطارد كل من سيساهم في ذلك او يتأسف على موتي...ستدفعكم لعنتي الى الجنون او الانتحار.
سألته ما قصة ما يردد(الجبل فادي)...قال انا لا اردد انا أُنشِدْ ولكن هل تَرَكَتْ فيك شيء يختلف عن الاخرين فأجبته انها حيرتني ..أفردتُ الكلمتين وسرَدتُ معانيهما وحاولتُ الربط بينهما وكان سهلاً
فالجبلي من الجبل وهو من سَكَنَهُ او بالقرب منه وتعلم منه فصار متمرس صابر محب قاسي دقيق سريع الحركة ورد الفعل حريص على ما بين يديه شجاع هذا ما تفرضه علية قساوة الجبل وجماليته
والفادي من الفداء والبذل والتضحية والايمان وهو من يعرف ما يريد ولمن يضحي وكيف يقدم التضحية فالجبل هو فادي يتحمل القصف والبرد ويحمي من يلجا اليه ويمده بما يتيسر من ماء وغذاء
والفادي جبل صامد يقابل فداء الجبل بفداء ويحاول حماية الجبل ليتبادلا الحماية فالجبل يفدي الفادي والفادي يفدي الجبل.
اكملت كلامي برجاء ان يُسِمعُني شيءً منها وانا معتقد انها قصيده بهذا العنوان لما فيها من موسيقى ومعاني واكيد انها تحكي عن الجبل والفداء...قاطعني طالبا رايي بالاثنين (عمو وخديدا( وهما الاثنين المتميزين من الثلاثة الايزيديه في السرية قلت له:
عمو: منافق يبحث عن المشاكل ويتربص بالجنود وهو غير محبوب
(بالمناسبة فان عمو كان برتبة عريف احتياط وهو من سكنة الشيخان وذو لحية طويله نحيف و يظهر من تعامل الاخرين معه انه اما ابن شيخ قبيلة او رجل دين)
خديدا:طيب هادئ متعاون محبوب يجيد استعمال اكثر من سلاح ماهر في التصويب بالبندقيه قليل الكلام ملتزم
(وهو ممتلئ الجسم حسن المعاملة محترم من الاخرين يحترم الجميع كان من المتميزين في اصابة الهدف بالبندقية الاليه كلاشنكوف حيث كنا وفي اوقات التسلية نتسلى بإقامة مثل هذه المسابقات).
ثم قال لي: جوابا على استفسارك عن(الجبلي فادي)
خديدا جبلي فادي
عمو جبلي فاضي
انا جبلي ضادي
تبسم لاستغرابي وقال:
خديدا: ترك الجبل وهو فادي
عمو: ترك الجبل وهو فاضي وسيبقى
وانا: تركته حالما بالضاد اي الكتابة
خديدا: ثائر صلب محب نزل لزيارة اهله كما فعلها في مرات سابقه ولكن هذه المرة وشيّ به من القريبين عليه و منهم من على شاكلة (عمو) وحشروه بين الابلاغ عنه او اعلانه الندم وكان شرطه عليهم ان يترك ولا يتم استجوابه فاقترحوا التحاقه بخدمة الاحتياط
عمو:...هذه افعاله وهو فارغ الا من الخرافة ولم يصعد الجبل كثائر وانما كأحد الجحوش*
انا: لم احمل السلاح في الجبل ولم اطلق اطلاقه واحده...نزلت حالماً في ان اساهم في اقتلاع الأميه التي تنخر في الاطفال واعلمهم القراءة والكتابة ليكون في المستقبل آلاف الشباب مثلي واحسن وحلمت ان اكتب قصائد للأطفال ليرددونها في افراحهم ومدارسهم واعيادهم واقنعت نفسي ان هذا نضال وواجب مهم
فشلت لأني وجدت نفسي مُجبر على تعليمهم الكذب والتصفيق وتمجيد القائد الرئيس والحزب وان اردد ما حشروه في الكتب المدرسية وأكون اول المصفقين في رفعة العلم
(فادي) عند (خديدا ) ومن هم على حميد خصاله...فائها من فداء... والفها من أعلى... ودالها من درجات... ويائها من يقين
(فاضي) عند (عمو) ورهطه فائها من فضيحه او فراغ... والفها من أرعن... وياءها من يُتْم
و (ضادي )عندي ومن هم على شاكلتي ضادها من ضياع... والفها من ألم... ودالها من دجن... ويائها من يأس
فانا ضادي عندما فكرت بالكتابة بلغة الضاد واعتبرت ذلك نضالا لأشعر الان ان راسي تحت(بسطال)*خديدا وتحت(بسطال) عمو...انا من يضع راسه تحت بسطال خديدا وهو يرفض ذلك ويعتذر وعمو يضع بسطاله فوق راسي وهو شامت شاتم.
كانت تلك المواقف والكلمات راكده في الذاكرة ولم اتطرق لتفاصيلها في ما كتبت سابقا تحت عنوان مذكرات جندي احتياط(جزئين )لكني ذكرت شيء عن (عمو) في اجابتي على الاسئلة التي طرحها علينا الاستاذ الفاضل (سلام توفيق)في حواره معنا لصالح موقع كرملش لك(الرابط)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=270222
راكده الى ان صُدمتُ وانا اقراء اسم الشاعر( ش .س) في احدى الحملات التي تبناها موقع الحوار المتمدن عام 2010 فهرعت الى موقعه الفرعي لأجد انه نشر بعض المواضيع فأرسلت له رساله على خدمة راسل الكاتب على اخر موضوع نشره ولم استلم الجواب(الان لا استطيع ان ادخل على موقعه لأني كما قلت لا اتذكر اسم ابيه حيث كما قلت(ش...من اسمه و س...من اسم جده) ولكني سُعدت حينها لسلامته من تلك الحرب القذرة
الى ان عاد لتنشيط تلك الصدمة الزميل الذي استعار اسم (فادي يوسف الجبلي) ليكتب به في الحوار المتمدن حيث كتب تعليق على موضوع نشرته فأسرعت الى موقعه الفرعي فرحا لأجد شيء لم اتمكن من ان استنتج منه شيء وكتبت لصاحب التعليق رداً قلتُ له فيه انا احترم قناعاتك وقد زرت موقعكم الفرعي...وقد ذكر في موقعه ان فادي يوسف الجبلي هو اسم مستعار
فادي والجبلي هما ما كان يكرر صاحبي (ش.س) و حروف (يوسف) هي نفس الحروف التي يتشكل منها اسم جده لكن بترتيب مغاير...لم افقد الامل وتابعت كلما كتبه الزميل الذي يكتب بأسم فادي يوسف الجبلي واخبرته في اخر تعليق له على ما نشرته بحق الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم بعد مرضها وكان بعنوان الكريمة المكارم(الرابط)
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290251
...اخبرته اني اتابع كل ما يكتب سواء مقالات او تعليقات...
(اكرر الاعتذار للزميل الذي يكتب باسم فادي يوسف الجبلي لزج الاسم الذي يكتب به في هذا الموضوع دون أذن منه وانا اعتمد في ذلك على انه انسان وكاتب ويقدر مثل هذه الامور.)
نعود الى صاحبي(ش.س)وتلك الايام...قلت له مره...لماذا وانت الساخط المتذمر لا تهرب من الجيش؟ وهناك ما يمكن ان تحتمي به او يحميك
ضحك وقال : تقصد الجبل...واستمر يقول...ربما انت مجبور على تواجدك هنا...انما انا جئت باختياري...تركت الجبل ونزلت حالما ان أسمع ترديد الاطفال لكلماتي التي اكتبها او ما أُعَلِمُهمْ...لكني اصبحت مُهْمِلاً بعد ان صرتُ مُهْمَلاً...لأصبح انا من يعلم الاطفال حب القائد واغاني تمجيد القائد...وفي اللحظة التي قرر فيها القائد( رائد العدالة الاول والمعلم الاول)* ان يكرمنا نحن الايزيديين ...فكانت مكرمته لنا هي قبولنا في الجيش كمكلفين او احتياط...يعني سمح لنا ان ندافع عن الوطن وهذه خطوة مهمه عنده في طريق اعتبارنا مواطنين من اي درجه لم يقرر بعد...فَرِحَ لذلك بعض كبارنا وباركوا ذلك وهللوا وصفقوا ولم يعرفوا أنَ نزعت القائد المريضة أوحت له بان يقتل الكفار بالكفار حسب اعتقاده...اي يتقاتل الكفار من عبدة الشيطان نحن مع الكفار المجوس عبدة النار الايرانيين كما يؤمن هو وفي النتيجة مهما كانت فهو قد تخلص من الكفار
قلت له مستفزا اياه وماذا كنت تفعل في الجبل غير قتلنا نحن الابرياء؟
قال: رجال الجبل لم ينزلوا يوما ليقتلوا الابرياء وكانوا يتحاشون ذلك وقدموا في ذلك دماء زكيه ...كانوا ينزلون ليقنصوا اتباع النظام وجلاوزته وعملاءه من رجال امن ومخابرات واستخبارات وحزببين ومتعاونين معه من المجرمين الذين يذلون الشعب ويحاولون قتلنا ...ولكن عندما تَهِبّونْ انتم(الابرياء...قالها بتهكم)للدفاع عنهم وانتم تعرفون انهم مجرمون وقتله وتفتحون النار على ثوار الجبل فما كان الا ان يرد ثوار الجبل دفاعا عن انفسهم وقتلاً لكم لأنكم تدافعون عن من يذلكم ويهينكم .
قلت له عود الى الجبل حتى لا تهب للدفاع عن القتلة وعن النظام في حربه علينا وعلى الاخرين...
قال انت لا تعرف الجبل ولو انك قلت قد قضيت بعض خدمتك العسكريه فيه او في محيطه
الجبل يا صديقي لا يعرفه الا من يعاشره او يعيش معه...الجبل لا يحب من يتركه...ولن يسمح لمن نزل من دون تكليف او واجب ان يعود اليه مهما قدم من اعذار او اسباب لنزوله حتى لو قَبِلَ بعض رفاقه او أصدقاءه بتلك الاعذار او الاسباب...سيلفظه الجبل او يدفعه الى الانتحار لأنه يشك بالعائد كل من في الجبل سواء كان بشر او حجر او شجر.
قلت له مره كيف تعيشون في موضع واحد وانتم بهذه التناقضات ومع تعسف عمو...هل يزيديتكم هي من تلمكم أو تجمعكم؟
قال : انا وخديدا نلتقي في الكثير من الامور لكن المشكلة مع عريف عمو...ثم سألني :هل هناك ما بين خديدا وعمو ما يجمعهم غير يزيديتهم؟...وقال:إنَ ما يجمعنا هو رفضكم لنا وابتعادكم عنا وهنا لا اقصدك انت حيث جمعنا عرق بحزاني(كان خديدا حريص على ان تكون هديته لنا عند عودته من الاجازة الدورية بطل عرق رغم صعوبة ذلك وكنا نَدور على البطل من حلكَ الحلكَ لأننا نضعه في مكان بعيد عنا ونذهب لنرتشف منه خلسه).
قلت له حقا انه سبب رئيسي...ولكنك تلاحظ احترام الكثيرين لك وللعزيز خديدا...قال هذا صحيح لكنه لا يكفي لان هناك الكثير من الامور التي تباعد بيننا انها امور عميقه تحتاج الى وعي ووقت وشجاعة لتجاوزها حينها لن تجد مثلي من يرغم على العيش مع شخص مثل عمو لا تربطه به اي علاقه سوى انهم يؤمنون بخرافة واحده ...انا اقدر صعوبة ذلك الان واتمنى مستقبلاً ان نلتقي دون حساسية دينيه او قوميه او غيرها ...تجمعنا الانسانية واحترامها
قلت له مره يبدو ان (عمو) مستأنس لرتبة العريف وربما مستفيد منها هنا او هناك...قال هذا ما تعلمه وما تربى عليه وما سيبقى عليه ولكنه من ضمن ما سيبقى عليه ايضاً وسيلازمه طويلاً هو كُره الناس واحتقارهم له
كان الشاعر الجندي الاحتياط(ش.س) يلتقط صور وجميله ويتدخل مرات ليضيف عليها ونحن في تلك الايام الكالحة منها:
كان السائق البديل للنقيب امر السرية الجندي احتياط (ارشد) من اهالي بلد يصلي ثلاثة مرات حسب المواعيد وكانت صلاة الظهر والعصر متميزة وهو يؤديها في العراء ويكثر من التسبيح فيها والدعاء باللسان واليدين والشفاه
في احد الايام وهو فاردا يديه في الدعاء حط على كفه الايسر عصفور واطال الوقوف لعدة دقائق اثار انتباه الجميع...كان ارشد قد تسمر اكثر ولا يستطيع انزال يديه الى ان طار العصفور وكنا انا و ش.س من ضمن من شاهد الموقف...هب ارشد مستفسرا معتقداً ان هناك بلاغ رباني جاء به هذا العصفور ويريد منا نحن آيات الله انا و ش.س التفسير
فقاطعه ش.س قائلاً له اهرب اليوم من الجيش هذه رسالة العصفور لك...ارتبك ارشد وهو الناجي للتو بفضل امر السرية من الاعتقال وفقا للأوامر التي نصت على اعتقال كل عسكري من اهالي الدجيل او بلد خلال محاولة اغتيال صدام الفاشلة في ناحية الدجيل.
ثم قال لي ش.س ان ارشد طيب وصافي لذلك اختاره العصفور وفعلا كان ارشد من انقى البشر فلا يعرف الكذب و لا الحيلة و لا الغش و لا التلفظ بكلمه واحده بذيئة يثق بالجميع لحد البلادة حتى اننا كنا نضحك وهو خلف مقود سيارة امر السرية العسكرية حيث نقول له وهو خلف مقودها انها احترقت يقول( ب لله) كيف ومتى بلهجة اهالي بلد الكرام...
اللقطة الثانية: كان معنا الاخ( علي عناد عبد) من اهالي كربلاء وهو شاب نحيف قصير متزوج وله طفل حديث الولادة...في احد الايام نهض (علي) وهو يردد اغنية شاعت في وقتها للمطرب سعدون جابر تقول:
(ابو حسين علي يكرار علي
يا سيف الاسلام سيفك امانه
بيدين صدام سيف بمكانه)
تصاعده صوته وهو يرددها وخرج من الموضع ليزيد عليها وهو يتحرك بعنف:
(علي عناد عبد...يكَواد عبد
نعله عله ابيك تقبل مهانه
ابنك يكَلك مو ابنك انه
يكَواد عبد)
خر( ش.س )على الارض ضاحكا مقهقها وهو يقول(همزين مو بس انه مخبل) وقال له بعد أن هداء الاثنين علي من هيجانه وهو من ضحكه
(فيك ثائر يصرخ اما ان تسكته او يقتلك)
وقال وهو ينشد:( علي عناد علي
يمغوار علي
الجبل فادي
يذل الاعادي
علي عناد علي)
كنت اتصور حتى لحظة فراقنا ان (الجبلي فادي) هو عنوان قصيده لم تكتمل وانها تحكي قصة شاب ثائر ترعرع في الجبل او محيطة وتبادل مع الجبل المشاعر والمواقف وتعانقا كثيرا....وفي القصيدة شيء عن من عاش معهم من اصدقاء وزملاء ورفاق...وما تركوا وبالذات من غادروا سواء الحياة او الجبل...ويمكن ان اتخيله وهو النحيل المحب الطيب في ليلة عاصفه جبليه وهو يتدثر من البرد بما تركه المغادرين من ملابس او افرشه ومع ازيز الريح يسمع اهاتهم واحلامهم واناتهم وقصصهم...واتصور انها تتضمن ما كتبه المغادرين من ذكريات على الصخور سواء بالحراب او علب المعلبات الفارغة او حتى بأظافرهم وقد يفرد فيها موقع لماسي الحرب وعني وعن ارشد وخديدا وعلي عناد والراحل الطيب امر السرية...لا ازال اتمنى سماعها بصوت ش.س
خاتمة :لم اجد في الزميل الذي يكتب بأسم( فادي يوسف الجبلي) ما اردت ولكن تجمع الاثنين من ردد (الجبلي فادي) ومن استعار (فادي يوسف الجبلي) نقطتين هما التمكن من اللغ’ والصراحة...فتحيه لهما.
*س4 ف3 لمش506:السرية الرابعة الفوج الثالث لواء المشاة506
*الجحش: تطلق على المتعاونين مع السلطة
*زرباطيه:منطقه حدودية في القاطع الاوسط من الحدود مع ايران حصلت فيها معركه كبيره سميت بمعركة شرق زرباطيه
*من يرغب معرفة شيء عن الانسان الكبير الراحل النقيب سلمان اسماعيل فرحان المياحي يراجع ما كتبناه تحت عنوان مذكرات جندي احتياط اربعة اجزاء وكان محورها الراحل الروابط http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=224716
*



#عبد_الرضا_حمد_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المستعار والوهمي/الجزء الثالث
- المستعار والوهمي/الجزء الثاني
- المستعار والوهمي الجزء الأول
- وداعا ايها الرجل الفضيل
- شعوب العالم الاول/2
- شعوب العالم الاول
- الحوار المتمدن في اليونسكو2/2
- الحوار المتمدن في اليونسكو/2/1
- المرأة/ أجابات
- أ...... م.....أم
- رآي متواضع في النقاش
- حوار مع رفيق عامر ديوب حول سوريا
- الكريمه المكارم
- نتذكر الشهداء في العام الجديد
- الغباء
- الطفل والماي والثوار
- أجوبة اسئلة الحوار مع مقدمه
- ترك البر وهان وخان
- رسالة الى الاخوان المسلمين/مصر
- طرقت الباب


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الرضا حمد جاسم - فادي الجبلي