عبقرية الدين

أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3680 - 2012 / 3 / 27 - 16:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عبقرية الدين الحقيقية ليست فى الإيمان، عبقرية الدين الحقيقية فى العزاء، عزاء النفس البشرية، أنها ليست وحدها على ذلك الكوكب، وانه هناك قوى عظمى أو عناية إلهية أو أبانا الذى فى السماء.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها صنعت دائرة مغلقة من الأوامر والنواهى، لتخبر البشر ماذا تفعل وماذا لا تفعل، وتريحها من عناء البحث والتفضيل والاختيار.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها خبرت النفس البشرية، وعرفت أنها تحتاج دائما لعزاء، وأنها إن لم تجد راحتها هنا، فبالتأكيد سوف تجد راحتها هناك.
عبقرية الدين الحقيقية، تستند على ولاء الأفراد والجموع، للاب أو المعلم أو القائد أو الزعيم فترضى لهم الله أو الرب أو المسيح أو الرسول قائدا ومعلما، لتضمن ولائهم.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها توفر لك ما لم يتوافر لك فى الحياة الدنيا، فتعدك بجنة ونساء وكل ما حرمت منه بوفرة وبمباركة ورضى من القائد أو المعلم.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها تستغل عقيدة الفداء، فتدفع بك للاستشهاد فى سبيل قضية محددة أو فى سبيل رضا المعلم عن قناعة ويقين ورضا.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها استندت لحقائق بسيطة علمية، ولم تجهد نفسها كالعلم بالبحث والاستنتاج والتساؤل، فقط استعارت منه العصا والجزرة والاستجابة الشرطية فمن لم يؤمن خوفا، سوف يؤمن طمعا.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها استفادت من الأدب وأخذت منه الخيال، فصورت الجحيم كما تخيله دانتى وتصورت الجنة كما تراها يوتوبيا.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها أرسلت رجالا، ولم تفصح عن الرب أبدا، فالرجال يأكلون ويشربون ويخطأون ويموتون، والأهم، أنهم للعين المجردة محسوسين وموجودون .
عبقرية الدين الحقيقية، أنها أعطت للرجل بحكم تكوينه وتاريخه فى حكم القبيلة ورعاية الأسرة، دور الرب، رب القبيلة ورب المرأة ورب الأسرة.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها استفادت من بساطة العامة، فتحركهم ذات اليمين وتحركهم ذات الشمال، كما كان يفعل القادة قبل ظهور الدين وكما ظل يفعل القادة بعد ظهور الدين.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها تأخذ من الأغنياء صدقة تزكيهم وترضيهم، ولا تأخذ منهم كل أموالهم كالشيوعية، فتفقرهم وتفنيهم.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها تصدر لك الآب أو الله قبل أن تأمرك بشيء أو تطلب منك شيء، فأنى لك أن ترفض شيئا قد طلبه منك الآب أو الله.
عبقرية الدين الحقيقية، أن قانون الصدفة غير مقنع كفاية، وأن قانون الخلق مقنع أكثر، فالأشياء لابد لها من خالق، حتى لو انك لم ترى ذلك الخالق.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها اختزلت لك 65 مليون سنة من عمر الأرض، وقربتهم لك إلى 3400 أو 2000 أو 1400 حتى تسهل الأمر عليك.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها لا تراهنك على الخسارة أبدا، فأنت لا محالة سوف تخلد وتدخل الجنة بشكل أو بآخر.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها لم تنهى حياتك عند حافة الموت، بل ستمتد بك وتجمعك بعائلتك وأحبابك فى مكان أرحب وأفضل.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها لم تحرمك من شيء، فأنت يمكنك أن تشرب الخمر كما شربه الرب، أو تمارس الجنس مع أربعة أو يزيدون كما أباح الله.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها فرضت عليك الصلاة لكى تشعر دائما انك على صلة مع تلك القوى التي تتخذ من السماء مسكنا.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها جعلتك تكلم الله فى اى وقت تشاء دون حاجة لميعاد أو حاجب أو وساطة.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها صنعت للكل أبا كبيرا رحيما، فجعلت منهم عائلة واحدة كبيرة وأعطت لهم أمانا وطمأنينة طالما الرب راعى.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها تصنفك وتميزك، وتجعلك تنتمي لشعب الله المختار أو ابن من أبناء الرب أو من خير امة أخرجت للناس.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها تجعلك تؤمن ولا تقتنع، فليس بالضرورة أن ترى الدب القطبى لتعرف انه هناك، فهو بالفعل هناك.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها جعلت من المناجاة شفاء، فجعلتك تتكلم وتشتكى وتفضفض، دون الحاجة لزيارة طبيب نفسي.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها لا تكلفك شيئا، فيكفى أن ترش بقليل من الماء أو تنطق الشهادتين.
عبقرية الدين الحقيقية، انه بسط لك الأمر وجعله كله خيرا لك، حتى المكروه منه " وعسى أن تكرهوا شيئا"
عبقرية الدين الحقيقية، انه جعلك تقتنع أن موسى شق الماء، وأن عيسى سار على الماء، وأن محمدا أفضل من كل البشر والأنبياء.
عبقرية الدين الحقيقية، انه جعلك تصدق أن الإنسان كلم الحيوان، وعاش فى بطن حيوان، وجمع فى سفينة واحدة 30 مليون زوجا من الحيوان.
عبقرية الدين الحقيقية، أنه سبق هارى بوتر ونارنيا وحياة نملة وغيرها، بقصص الأنبياء.
عبقرية الدين الحقيقية، انه جعلك تؤمن أن احد الجان نقل عرش بلقيس فى طرفة عين، وأن الله احتاج براقا ليأتى برسوله.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها تعدك بشيء أو أشياء، والوعد كالحلم أو الأمل، هو ما يبقى البشر صامدون وصابرون وإحياء.
عبقرية الدين الحقيقية، انه أجاب لك ببساطة عن سؤالك الازلى، لماذا خلقتم، لتعبدون.
عبقرية الدين الحقيقية، أنها لا ترهقك بالبحث عن إجابات، فهى قد جهزت لك كل الإجابات.

#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل