الترجل

نايف حسين الحلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3678 - 2012 / 3 / 25 - 21:02
المحور: سيرة ذاتية
    

الترجل


ليس أصعب على المرء من أن يجد نفسه وحيدا في دياجير الغربة، يتخبط إلى أن يجد الطريقة التي يتخلص بها من كل الشوائب التي يحملها عبر سنينه الطويلة.

عندما تجد نفسك أمام مشكلة عصية على الحل، اعلم أن ذلك هو خير قادم لك!!!
بالطبع ليس من السهل أن تدير الدفة لوحدك، وبدون معين، وترى كل من حولك مشلول لا يقوى على شيء.

الوالد أربك العائلة بكاملها بقراراته، وكمن يدق الماء، لا فائدة ترتجى، المشكلة كانت عصية على الحل، ولكنني أدركت ذلك بعد مرور ثلاثين عاما انه قانون "الكارما"

ويجب أن أرضى بكل شيء لأدفع الفاتورة المطلوبة، ولكن الأيام تسير والقدر يحث خطاه وأنا على المذبح، وكل الظروف الخارجية تشد الخناق علي أكثر.

كان يجب أن أترجل وارحل، ولكن الأيام علمتني أن الصبر مفتاح الفرج، وكما يقول المثل " إن كثُرت همومك وزعها على الأيام " الحياة لا ترحم الضعفاء كل ذلك كان خيراُ لي أدركته بعد سنين طويلة من الأعباء والمتناقضات والأحمال الثقيلة.

وكمحارب يأخذ قسطاً من الراحة تحت ظل شجرة وارفة ليتنفس الصعداء، ويرتاح من عناء الأيام، أدركت أنها رحلة شاقة كان لا بد منها، وحرب لا بد من خوض غمارها لكي أتعلم وأدرك الحقيقة أكثر.

كان يجب أن أعيش حياتي التي بدأتها بكلف وعناء وحمل أثقال جسام لألملم شتات أحلامي وارحل بها بعيدا عن هذا العالم.

ولكنني أدركت ألان إن الرحلة التي تجعلني سعيدا ليس بترك ما أنا فيه لأرحل للبعيد البعيد، بل الرحلة هي رحلة داخلية للتخلص من كل الملوثات، وبناء بيت جديد، وروح جديدة، وفكر جديد، تلك هي المعرفة، تلك هي الولادة الروحية التي تكلم عنها السيد المسيح.

تلك هي رحلة المحبة والسمو التي تشعرني بالأمان والراحة المنشودة، وبالتخلص من كل هذه الإرهاصات الفارغة.

ألان عرفت كيف امتطي الحصان، وأقوده إلى حيث اشتهي، ألان بدأت الرحلة!!!
ورحت قائلا:
لكي تدرك حقيقة ذاتك يجب أن تكون خالي الوفاض، وتنفض عن كاهلك غبار تلك السنين، وتحمل أفكاراُ نظيفة تبني بها بيتك الداخلي، وترمم كل جراحاتك.

عليك ان تدرك إن هذه الآلام كانت حالة ضرورة في حياتك لتعيدك إلى رشدك، والى أصالة روحك التي فقدتها، وما حملك لكل هذه الأعباء الثقيلة، إلا لكي تتطهر روحك، وعقلك من الكثير من السموم، وليس لتدمر كل شيء..

لأنها ستلاحقك حيثما تذهب

#نايف_حسين_الحلبي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل