أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - إحتفال القتل البربري














المزيد.....

إحتفال القتل البربري


قاسم هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3674 - 2012 / 3 / 21 - 08:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أليس الموهومين بالإنتخابات كانوا أشد دفاعا عن الحرية التي سيتعرف عليها الجماهير يوما بعد آخر؟ عن ان الحكومة التي ستفرزها الإنتخابات ستحقق الدستور المدني الذي يحلمون به؟ بينما اثبتت الأحداث الواحد تلو الآخر بطلان ذلك حدثا تلو آخر تجر السلطات المجتمع الى الهاوية، يوما تلو آخر الى الرجعية والتخلف مضافة الى الفقر، البطالة، إنعدام الخدمات، والتهجير الذي يجري على قدم وساق دون توقف.
إنتشرت قبل فترة ظاهرة بربرية أخرى، بعمليات قتل علنية جرت بحق شباب غالبيتهم لم تتجاوز أعمارهم العشرين. وقد جرى ان تمسك مجموعة من المسلحين بشاب ويحيطونه ثم يبدأ الضرب والركل والإهانه وتمزيق الملابس ثم تنتهي بالرجم الذي تتبعه خاتمة أشد بشاعة من العملية برمتها وهي تحطيم رأسه أو رأسها بقطعة كونكريتية تعارف على تسميتها بـ "البلوكه." أضف الى هذه البشاعة ان كل تلك الأحداث تم تصويرها لحظة حدوثها من قبل الميليشيا المجرمة نفسها من دواعي فخرهم بالعمل البطولي الذين يقومون به وهو اجتماع هذا العدد المسلح من الأبطال لقتل مراهق برئ أعزل. ان ظاهرة قتل المراهقين الأبرياء هي واحدة من سلسلة الهجمات على مدنية المجتمع، على حريته، وبالتالي فرض التراجع على اي من الإحتجاجات التي من الممكن ان تتفجر هنا او هناك. بالنظر الى التهم التي وجهت الى هؤلاء الشباب وفراغ محتواها فان هذه الظاهرة هي واحدة من ظواهر فرض السلطة في وضع غياب الدولة والسلطة. إذا توخينا بحث التهمه مع اعتبار حرية اختيار الشريك الا ان الضحايا ليسوا بمثليين حيث ان جميع الضحايا ومن كلا الجنسين من المراهقين مما يعني ان بعضهم أطفال تم إغتصابهم مرارا وتكرارا بحيث ان الأمر لم يتم باختيارهم الواعي وهذا ينفي التهمه. القسم الآخر هم من الشباب الذين يعانون من شكل الحياة التي تتوفر لديهم. حتى ان من ضمن ماذكرة قادة التيار الصدري ان اعراض الظاهرة التي نسبوها لإتباع الشيطان هي الإكتئاب والإنزواء والتشاؤم وهي النتائج الطبيعية لمجتمع فقد كل مقوماته المدنية والحضارية. الا ان الشباب الذين اختاروا ملبسهم بهذا الشكل او ذاك هم اكثر انفتاحا وتعلقا بالحياة المدنية وارادوا اختيار تلك التقليعة محاولة منهم لإستعادة الجزء الحضاري المفقود حولهم بغض النظر عن اتباعهم الـ "إيمو" او اي شكل آخر متوفر.
لقد ذهب الكثير وراء ما بثته وسائل اعلام الميليشيات الإسلامية الدموية عن كونها ظاهرة مستوردة، شيطانية، ومنظمة الا ان الذي جعلها ظاهرة هي البشاعة والوحشية التي جرت بشكل احتفالي او حتى ماحدث اليوم حين ترك احدهم مشنوقا علنا على احد الجسور. ليس هنالك مايتخم تلك الميليشيات ويزيدها قوة اكثر من الموهومين بها وهم بشكل عملي الأبواق المجانية التي تنعق بعدالة ونزاهة وجدارة هذا التيار او ذاك بالسلطة. بينما يرزخ المجتمع باكمله تحت حكم الميليشيات وغياب السلطة والأمن تجد الكثير من الذين يعانون البطالة والفقر وانعدام الخدمات يجتر الوهم ويعيد تكرار الوهم على مسامعه حتى يصبح لديه حقيقة. بينما تجد الجماعات الأسلامية الدموية تزيد تنكيلا وقتلا وتزيد تخمتها من اموال ايران والسعودية بنهب الثروات التي لم ينعم بها الجماهير منذ بدء النهب الأمريكي المنظم حتى استلمت العصابات البرلمانية والوزارية عمليات السرقة والقتل المنظمين باحتفال السيادة الوطنية، تجد في الوقت ذاته عمليات الدفاع المجانية او مدفوعة الثمن عن ان تلك العصابات والعملية بالكامل ستؤول يوما ما الى الديمقراطية والحرية. بالرغم من هذا كله الا ان بذرات الوعي الجماهيري تنثر يوما بعد آخر وتتفتح عن ان احداث المجتمع الدامية هي ليست الا تلك الصراعات على السلطة المدعومة من الدول المتحاربة على ارض العراق، وسلسلة الهجمات الوحشية التي راح ضحيتها الأبرياء هي واحدة من الوسائل الدموية المتبعة للوصول الى السلطة من خلال تلك الهجمات والتفجيرات والحملات الدموية فان ارهاب المجتمع وتحويله الى ساحة الصراع وضحيته سيؤول أيضا الى ارهاب المنافسين السياسيين ويزيد من حصة الجماعات الإسلامية والقومية كل واحدة على حساب الأخرى.
إن إحتفالات القتل البربرية التي حدثت علنا تثبت ان إرهاب المجتمع يجري على قدم وساق، وتثبت أيضا ضلوع كل أطراف الحكومة في هذه الأحداث مع غياب واضح للأمن. تلك الأحداث لن تجعل اي من الذين يقفون معها او ضدها او يطالبون بوقفها لن تجعل اي منهم علما من اعلام الدفاع عن الحرية الشخصية فكلهم يقف في زاوية الإشتراك الفعلي والعملي بالأحداث او السكوت المهين عن الجرائم بحجة التوافق وادامة العملية السياسية. ان نفي او تأكيد صحة الأحداث لن ينفي هو الآخر تلطخ أيادي كل القائمين على العملية السياسية بدماء الأبرياء التي لن يوقف نزيفها الا إلتفاف الجماهير حول راية الحرية والمساواة وإقامة سلطة الجماهير بعد الإطاحة بسلطة الميليشيات، سلطة القوائم والأحزاب التي يتستر بعضها على بعض من اجل التوافق وادامة العملية السياسية التي تعني بالتالي العملية الدموية، وتعني ان كل جهة سترهب اكثر ستخيف المجتمع وتحكمه وتخيف ايضا الجهة الأخرى التي ستتنازل بالتالي عن بعض النفوذ لصالح القائمة الأكثر إجراما وأكثر ترهيبا. ترهات أخرى خاوية تلك التي يصرح بها بعض من المجرمين الذين يحتلون البرلمان والوزارات الحكومية كالتي يصرح بها الصدر للمدى او غيره ممن نفوا الظاهرة او صرحوا بان هذا القتل حرام!!! ان عمليات القتل حدثت علنا حتى انها لم تكن مثل عمليات الإختطاف الى جهات نائية كما في الكثير من الأحداث السابقة. انها حدثت أمام أعين الناس لإرهابهم وأمام أنظار السلطات لإبراز كونها شرعية من جهة وإبراز القوة والنفوذ الى الطرف السياسي المنافس في هذه المنظقة او تلك وبالتالي اعلان سلطة التيار الصدري على مدينة الثورة بالكامل وبلا منازع، او اعلان سلطة المجلس الأعلى على الكرادة وهكذا...



#قاسم_هادي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماهير في طريق اللاعودة
- الناتو يريدها حرباً
- سنكون معا ... ضد إتحاد البرابرة
- المجالس العمالية... مصير لا يمكن تفاديه
- معضلتان في أحداث العراق
- الجبهة المدنية والتحررية الغائبة
- رسالة إلى العالم بصدد اعتقال مسؤول حملة محاكمة صدام
- الى العمال في العالم
- مشروع قرار حول حل ازمة البطالة
- أزمة البطالة..الى أين تأخذ المرأة
- مشروع السلامة الوطنية.. أعادة أنتاج الاستبداد
- رداً على تصريحات وزارة العمل


المزيد.....




- قرار أميركي -بلا أساس- بشأن أوكرانيا.. وهيغسيث في موقف محرج ...
- رئيس إفريقي يعتذر لمواطنيه عن حربين قتل بهما ربع مليون شخص
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- كيتي بيري وأورلاندو بلوم يؤكدان انفصالهما
- نتنياهو يعلن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر الأحد لإجراء محادثات ...
- إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحر ...
- عاجل| 3 شهداء في قصف إسرائيلي على شقة في حي التفاح شرقي مدين ...
- عادل إمام بين أولاده وأحفاده.. تفاعل مع أحدث صورة لـ-لزعيم- ...
- بعد حادث تصادم جديد.. السيسي يوجه بدراسة إغلاق الطريق الدائر ...
- في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حز ...


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسم هادي - إحتفال القتل البربري