أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي بندق - احذروا النموذج الباكستاني في مصر















المزيد.....

احذروا النموذج الباكستاني في مصر


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 3673 - 2012 / 3 / 20 - 14:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في الأسبوع الماضي وبمنطقة عشوائية بالإسكندرية رأيت أناساً يسندون سقوف بيوتهم بعروق خشبية حذار سقوطها ، فلماذا قامت الثورة إذن ؟ سؤال لم أجد له جوابا! فكان أن سقط قلبي ملتاعاً يسأل : ما السبب؟ ليلتها كتبت قصيدة ثم محوتها . ما قيمة الشعر في زمن فيه الفقراءُ يهيمون على وجوههم كالفراش المبثوث، بينما الثوار ُيقتلون ، والمحتجات ُيسحلن والنخب السياسية تكتفي باستعراض آرائها في القنوات الفضائية .
بالأمس القريب كان المليارديرات الجدد يتبخترون بملاعب الجولف السندسية حول قصور الزبرجد، وكان مذيع البرنامج التليفزيوني يسأل أطفال "أبو دهشان" ماذا يطلبون؟ غمغموا : نريد الخبز. قال تلميذ منهم : أنا جائع الدهر ! فسقط قلبي إلى ركبتيّ باحثا عن سبب لذلك، بعدها قدمتْ نسوةٌ للمذيع التليفزيوني – على سبيل الاستشهاد - ماءً بلون البول، فانفجر المذيع يتحدى البيه المحافظ أن يشربه. قالت ثكلى مات ثلاثة من أبنائي بفشل الكـُلي فسقط قلبي تحت قدميّ بينما كان ثمة كهل يصيح : أين رئيس الحكومة ؟!
واليوم وقد ظننا – وليس بعض ما يُظن إثماً - أن الثورة سوف تغير الوطن وتنقذ البلاد ؛ ما زال المليارديرات الجدد لاعبين آمنين سواء في قصورهم أو منعمين مدللين في والمركز الطبي العالمي و" منتجعات " طرة ، وما زال الخبز عزيزاً على الطفل الجائع ، وما زال الماء كدرا ً وطينا ً للظامئين في أبي دهشان وابن دهشان وخاله وعمه ! فهل من سبب معقول لهذا التناقض ما بين ثورة نجحت في إقصاء رموز النظام وبين استمرار الأوضاع المعيشية البائسة ؟!
بين الهم العام والهم الخاص
في السنة قبل الماضية قيل فشلت مفاوضات مصر مع دول منابع النيل، وفي الإسكندرية تواترت الأنباء عن فضيحة كبرى : عرضت أرملة نفسها على طالبي المتعة الحرام لقاء أرغفة للعيال .. لكن شرطة الآداب تداركت الفضيحة بأن "ضبطتها.". وبهذا نظفت مصر ثوبها من لطخات الدعارة !
اليوم وقد مضى أكثر من عام الثورة ما تفتأ غيوم الهجمة المضادة وسحبها السوداء تحيط بالهلال الوليد كي تخنقه خنقا ً، كي تبقى مصر كما كانت مرتعا ً للوحوش الطبقية والذئاب الحارسة للغابة المصنوعة خصيصاً لصيد الكائنات البشرية التعسة . . والحق أن الهجمة المضادة هذه حققت أو كادت تحقق أهدافها الشريرة بنشرها للفوضى في البلاد من خلال آليتين ، أولاهما توظيفها للفئات المحرومة من العمل والكسب للقيام بأعمال البلطجة والإرهاب والقتل ما أسهم في تراجع المد الثوري بدرجة ملحوظة ، والثانية إشاعة اليأس في قلوب العامة عبر التمسك بمنظومة قوانين غير ثورية تؤدي فعالياتها إلى إفلات أغلب رموز الفساد من العقاب ، فضلا عن ترسيخ ثقافة بيروقراطية الدولة ذات التراخي المعهود الأمر الذي يحول دون مصادرة أموال الشعب التي نهبت وهربت . وبهذه هذه التكتيكات الشريرة والمرتكزة على إستراتيجية الجمود والثبات؛ عمدت تلك القوى إلى التمترس بمؤسسات الدولة ذاتها تباشر من مواقعها المحصنة تاريخيا ً مهمة تفريغ الثورة من مضامينها بعيدة المدى إلى مجرد انتفاضة " عابرة " مقصدها حسب ُ خلع رئيس وحبس أعوانه ، في اعتماد من هذه القوى المضادة للثورة على استعداد النفوس المرهقة لهجر الثورة الشعبية اكتفاء بـ " شعبوية " الشعارات ، وكأن في رفع الشعارات غاية المراد من رب العباد ! أما الاستعداد الكامل لسداد فاتورة العيش الكريم المشترك وترسيخ الحريات واعتماد السياسات الواقعية لتحقيق العدل الاجتماعي فدونه لاشك ثورة جديدة .
ذكرت هذا بأعوامي السبعين فسقط قلبي مخترقاً إسفلت الوطن المكسور الذي تتدحرج عليه الأعين المفقوءة والدماء الطاهرة المسفوكة والأعراض الغالية المنتهكة .
في العام قبل الماضي وقّعت حماس مع إسرائيل هدنة لعشرة أعوام، واستدارت تحاول اقتحام حدود مصر بالألوف من سكان غزة المحاصرين، فزايدت عليها إسرائيل بقرار ترحيل عشرات آلاف الفلسطينيين عن الضفة مرشحة لهم سيناء وطناً بديلاً، وكان السادات قد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع بيجين ، عامها سقط قلبي هلعاً فغضب السادات ورماني في "القلعة" مثل الكلب، وأمس قال السلفيون – الذين شيدوا مكانتهم عند الناخبين على عقيدة محاربة اليهود - إنهم يعترفون بمعاهدة الصلح مع إسرائيل عسى ترضى عنهم أمريكا كما رضيت عن أساتذتهم بني بديع الذين يستأسدون الآن ليس دفاعا عن الشهداء أو الأعراض المثلومة لنساء الوطن، بل دفاعا عن "حقهم" البرلماني كأغلبية كاسحة في تشكيل الحكومة القادمة ، وكانوا من وقت قريب يقسمون بالله أن الأخوان لا يطلبون الحكم، وكنت - مثل غيري من السذج - أصدقهم ، قائلا ً: أنهم كسياسيين محنكين، لابد أدركوا أن السلطة لم تعد تغري في ظل الانهيار الاقتصادي الحالي .. فأنىّ لهم أن يحققوا العدالة والتنمية اللهم إلا لو كانوا يستلهمون النموذج الباكستاني؟! وما أدراك ما النموذج الباكستاني ! إنه عدالة تقسيم الفئ ( = حاضر الشعب ومستقبله ) بين الدبابات والكتاتيب، وهو تنمية القواعد العسكرية الأجنبية على أرض الوطن ، جنبا ً إلى جنب تنمية الطبقات الحاكمة دون غيرها ، مع تراتب ثقافة الاستغفال لباقي الطبقات .
إشكالية النموذج الباكستاني ؟
سيقول البعض أنهم في باكستان، تمكنوا من تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية ، ونجحوا في إعطاء بعض السلطة للبرلمان و بعضا ً آخر منها لرئيس الوزراء بجانب تعزيز سلطة قائد الجيش مما أسهم في تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد، ليكن بيد أن ذلك الاستقرار جاء على حساب الديمقراطية كما يفهمها العالم المعاصر، فقائد الجيش الباكستاني – في نهاية المطاف - هو الذي يفرض السياسة العامة ويسيطر على مقدرات البلاد ثمة ، ولا أحد يجرؤ على معارضته. ولو أننا مضينا الحافر وراء الحافر خلف هذا النموذج – دون تعديلات حقيقية له - لحكمنا على ثورة يناير بالفشل الكامل .
ويبقى سؤال : ترى ما السبب فيما وصلنا إليه من أن النظام السلطوي الجائر باق في مجمل منظومة الحكم - وإن استبدل بالبذلة والقبعة الكاب والجلباب - بينما كتائب اليسار وفرق اللبرالية تقف شبه عارية إلا من ورقة التوت؟
سؤال لا بد له من إجابة .. هل السبب مؤامرة خارجية ؟ أم تجذّر دولة الاستبداد الشرقي في التربة المصرية بثقافتها المضللة ؟ أم هو ضعف خبرة الثوار واخضرار عودهم؟ لابد من سبب يذكر يا ناس قبل أن يطير العقل بددا . أم ترى العقل العربي لا يعبأ أصلا ً بقانون السببية ، منذ أنكره أبو حامد الغزّالي من قرون لصالح أدبيات التبلد؟ ليكن ذلك كذلك أو غيره ، ولكن ما الحل ؟
الحل أن يسقط قلبي في ثقب الكون الأسود، عسى الانفجار العظيم القادم يعيده للبداية فيحتاز القوة من منابعها ، رابطا ً بين النتائج والأسباب .



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازالة اسرائيل على الفيس بوك
- رسيالة من البرزخ
- قصيدة : المنام
- مجتمع الاستعراض في عالم رأسمالية ما بعد الحداثة
- من يكتب تاريخ مصر في قادم الأيام
- موضع السر
- قطرة في المنام الوجيع
- مقدمة مقترحة للجنة صياغة تاريخ مصر الحديث
- الديمقراطية المصرية حمار بوريدان
- الانقلابات العسكرية بين الجنرالات الترك ونظائرهم المصريين
- الشيخ والدكتور ورأس ماركس
- الديمقراطية تتحقق بالإرادة الشعبية بينما الشعبوية تخنقها في ...
- دين النبوة ودين الدولة
- المصريون الجدد يطاردون وحوش الفاشية
- سكبت في التراب دواءك
- كيف نؤرخ لثورة يناير
- اللبرالية .. الهمجية .. الفاشية .. مصطلحات
- قصيدة : رؤوس القبائل ملقية في السلال
- حرية الإرادة بين ألغاز الخطاب الديني وحلول الفيزياء الحديثة
- دليل الشباب الذكي إلى مصطلحات الفكر الثوري


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي بندق - احذروا النموذج الباكستاني في مصر