أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي بندق - دليل الشباب الذكي إلى مصطلحات الفكر الثوري















المزيد.....

دليل الشباب الذكي إلى مصطلحات الفكر الثوري


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 23:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سألت سيدة الفيلسوف الأيرلندي الساخر برنارد شو : ما الرأسمالية ؟ فأشار إلى لحيته الكثة وصلعته اللامعة قائلا ً : مثل هذه وتلك ، غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع . لكنه حين سألته عن الاشتراكية ، استمهلها زمنا ً حتى يؤلف كتابه الأشهر " دليل المرأة الذكية إلى الاشتراكية والرأسمالية والسوفياتية والفاشية " يفصل فيه ما سبق وأوجز ، عاكفا ً على شرح هذه المذاهب وملقيا ً الضوء على الأسس الفلسفية التي قامت عليها .
تذكرت هذه الأمثولة بينما كنت أناقش نماذج من شباب يناير ذوي الحماس الجارف والشجاعة الباهرة ، فأذهلني أن معظمهم تجري على ألسنتهم عبارات وألفاظ تشبه المصطلحات العلمية لكنها ليست هي ! وهو أمر خطير ينذر بانزلاق هؤلاء الفتية الأبرار على رغوة التضليل الفكري الساعي لاقتيادهم إلى عكس مبتغاهم . وآية ذلك أنك حين تطالبني بالالتزام بالعهد لابد أن تركز على حرف الدال ، مدركا ً أن شبيهه " حرف الراء " لو حل محله لأبلغت عنك النائب العام الذي سيوجه إليك تهمة التحريض على الرذيلة .
ولأن اللغة هي ما يفرق بين الإنسان وغيره من المخلوقات ، فلا عجب أن تسقط هيبة المتكلم إذا هو خرج على قواعدها النحوية والصرفية أو استسلم لظاهرة " اللحن " ومثالها تغيير لفظ الزخم المفترض فيه تسكين الخاء [بمعني الدفع الشديد] ليصبح الزخم بفتح الخاء [حيث تشم الرائحة النتنة ! ] فما بالك لو تاه المتكلم عن سبل المصطلحات العلمية ؟ مثل هذا الشخص حتما ً سوف يجد نفسه في النهاية ضمن من يمهدون – بالغفلة - أرضهم لكي يستولي عليها الأعداء بكل يسر وسهولة .
في هذا السياق رأينا من يستهين بما صار بديهيا ً في علم الثورات ، من قبيل التأكيد على أنه لا نجاح لحركة ثورية بدون نظرية ثورية . فهل يدرك شبابنا معنى كلمة نظرية ؟ وهل هم متفقون على ما يشير إليه مصطلح الثورة ؟ وهل يدركون الفارق بين الديمقراطية كغاية وبين وسائلها؟ أو سبروا غور الأيديولوجيا أو الميتافيزيقا ....الخ ؟
كاتب هذه السطور واحد من تلامذة جورج برنارد شو أمضي نصف قرن وهو يتابع ميلاد ونشأة وتطور تلك المصطلحات ، وهاهو اليوم يستأذن أستاذه في أن يقف وسطا ً بين الإيجاز والتفصيل بغرض ضبط المصطلح بقدر ما تتيحه مساحة النشر في هذه الصحيفة ( القاهرة ) القريبة جدا ً من ذوق الشباب المعاصر دون تفريط في الجدية أو إفراط في التبسيط ، آملا ً أن يلتقي جهد الكاتب في التصنيف بجهد القارئ الذكي في المتابعة والنقد والإضافة .

*** *** ***
سلطة Power : محصلة لنوازع الهيمنة والهيمنة المضادة ، تتجلى رأسيا ً وأفقيا ً في الحياة السياسية والاقتصادية وداخل العلاقات الأسرية وحتى في اللغة ( خاصة المكتوبة ) ولا يمكن احتكارها لأحد دون غيره ، فلكل كائن سلطته التي يمارسها على غيره أو على نفسه بواسطة آلية الكبت .
ثقافة Culture: كل ما صنعه البشر مقابل ما صنعته الطبيعة .
فلسفة Philosophy : لغويا ً تعني حب الحكمة ، وفي المصطلح هي إنتاج نسق من المعرفة بالكون والطبيعة والإنسان ، وأما أدوات هذا الإنتاج فهي التصورات الذهنية Concepts وبقدر ما تختلف هذه التصورات تنشأ الفلسفات المختلفة عقلية كانت أم تجريبية أم ميتافيزيقية أم نفعية .
نظرية Theory: أعلى مستويات المعرفة ، فهي بناء عقلي مؤلف من مفاهيم أو تصورات منسجمة تؤدي إلى ربط المقدمات بالنتائج
تاريخ History : هو الوعي بالتراث الذي هو حي بالضرورة في الحاضر ، ويتحقق هذا الوعي بالرصد المنظم لوقائع الأحداث الكبرى ومحاولة الكشف عن أسبابها والوقوف على نتائجها ، ثم إظهار ما بينها من ترابط وتداخل بحيث تشكل معا ً ما يشبه القصة ذات المعنى والمغزى .
ميتافيزيقا Meta- physics: هي مجموعة الأفكار الفلسفية الدائرة حول الغيبيات
أيديولوجيا Ideology : نظام معرفي يقبله المرء بشكل مسبق ، ومن سماته أنه آحادي الجانب ، مزيف للوعي العلمي ، وظيفته تبرير ثقافة الجماعة الخاضعة له من خلال إبراز محاسنها والغطرشة على عيوبها .
ما بعد الحداثة Post – Modernism: اتجاه فكري ظهر في ثمانينات القرن العشرين تعبيرا ً عن فشل الحداثة الأوربية التي ُطمست أسس مشروعها جراء 1- توحش الدولة على حساب الفرد ( المثال الريجانية والتاتشرية ) 2- تحول العقلانية إلى محض أداتية تكنولوجية 3- استعادة الأصوليات والبحث عن هويات عرقية مع شحوب حس المواطنة ، 4- إعادة إنتاج الفكر الأسطوري والخرافي والتركيز على علو اللاوعي الجمعي .
مجتمع الاستعراض Society of Spectacle عالم الرأسمالية المعاصرة الذي تقاس فيه كل لحظة في الحياة بما فيها الحب والصداقة بالمقياس السلعي الذي يعتمد على المراقبة المتبادلة ، وعليه يتبدى الواقع في هيئة مستعملة Second hand أن كل شئ قد تمت رؤيته وتم انجازه قبلا ، كأن الوجود مجرد فيلم سينمائي سبقت مشاهدته ، وعليه فإن المستقبل سوف يبدو متضمنا ً داخل الفيلم بما هو ماض في ذاكرتنا ، فلا سبيل لأي فعل مبتكر مبدع وذلك هو الجحيم بعينه .
الدستور Constitution: مجموعة القواعد الأساسية التي تبين شكل الدولة ونظام الحكم فيها ، فهو القانون الأعلى في الدولة الذي يصدره الشعب بحسبانه الصياغة الرسمية للعقد الاجتماعي المبرم – بطريق التراضي – بين جميع المواطنين حكاما ً ومحكومين .
مادة فوق دستورية upper- constitution : تعبير عن ُخلف ظاهر – كما يقول المناطقة المسلمون – فالواقع أن أية مادة دستورية متضمنة بالضرورة في الدستور ذاته ، فكيف يمكن لشيء أن يكون داخل موقع وفي نفس الوقت يكون فوقه ؟! ذلك شبيه بقول قائل إن محرك السيارة موجود داخلها وهو أيضا يرفرف فوق سطحها كالعلم. لكن هذا التعبير المضلل يروج له أصحاب الأيديولوجية الدينية لتحصين المادة الثانية من مجرد النقاش. بينما كان بإمكان المدافعين عن استمرارها الحجاج بعدم تناقضها مع الدستور بل والمبادئ المرتكزة على ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان من حيث كونها تتحدث عن مبادئ الشريعة الإسلامية كمصدر رئيسي – وليس كمصدر وحيد – للتشريع ، ومن حيث تفسير المحكمة الدستورية العليا لنصها بما أكدته من انعدام الأثر القانوني للنص على ديانة رسمية للدولة ، جراء ما أسست له (المحكمة ) من أنه لا يجوز في مفهوم الحق لحرية العقيدة، أن تيسر الدولة – سرا ً أو علانية – الانضمام إلى عقيدة ترعاها، إرهاقاً لآخرين من الدخول في سواها ، وليس لها بوجه خاص إذكاء صراع بين الأديان تمييزاً لبعضها على البعض ولا أن يكون تدخلها بالجزاء عقابا ً لمن يلوذون بعقيدة لا تصطفيها.
من هذا العرض الخاطف يتضح أن مخاوف المثقفين بأنواعهم واللبراليين بتوجهاتهم والأقباط بجميعهم لا تنبع في الحقيقة من نص المادة الثانية ذاتها[ التي ليست قرآنا ً ] بل من تسلط الإرهاب الفكري والمادي - الساعي لتوظيف هذه المادة لصالح الأيديولوجيا [ راجع التعريف بالمقال ] وليس لصالح أي من الدين أو الدولة .
ما قبل دستوري Pre- constitution : ويقصد بهذا المصطلح أي إعلان دستوري يصدر من سلطة ما – بعد انهيار نظام سياسي معين - للعمل به مؤقتا ً لحين انتخاب لجنة تأسيسية تضع مشروع دستور جديد يتم الاستفتاء عليه من قبل الشعب .
تنازع المواد الدستورية Conflict constitutional texts : المفترض في المواد الدستورية التكامل والاتساق ، ومع ذلك فقد يختلف تفسير مادة من مواده مع تفسير لمادة أخرى ، ومثال ذلك تفسير البعض لمناط ولاية المادة الثانية من الدستور المصري الصادر 1971 والتي احتفظ بها الإعلان الدستوري 2011 مع المادة(40) والتي أثبتها الإعلان الجديد برقم (7) بنصها " المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة " وفي هذه الحالة فإن التناقض الظاهري يرفعه ما استقرت عليه الأعراف العلمية من أولوية الحق الإنساني العام على غيره من أية أحكام أخرى ذات طابع مقيد باعتبارات تاريخية أو عرقية أو جنوسية أو دينية ...الخ حيث الأصل في البشر المساواة وليس التمييز . وهو ما أخذت به المحكمة الدستورية العليا كما بينا في فقرة سابقة .
الثورة Revolution :
يطلق علم الميكانيك اسم الثورة على دوران الجسم 360 درجة حول محوره ، ومن هذه الخاصية استعار علم الاجتماع السياسي تلك التسمية ليسبغها على كل حركة اجتماعية تؤدي إلى انقلاب في المفاهيم الفكرية مصحوب
بتغيير راديكالي شامل في أوضاع الملكية .ذلك هو التعريف الكلاسيكي لمصطلح الثورة من وجهة نظر المادية التاريخية، أما الفكر البورجوازي فلا يشترط اقتران الثورة بتغيير أوضاع الملكية ، وهذا ما يفسر وصف كثير من التطورات التاريخية الطبيعية بـ " الثورة " كما في تسمية الزمن اللاحق للنهضة الأوربية بعصر "الثورة الصناعية " والزمن التالي لها بعصر " ثورة الاتصالات " و " الثورة المعرفية " ...الخ وهي تعبيرات مجازية مقصود منها تفريغ مصطلح الثورة من مضمونه الإنساني وتحويله إلي لعبة من ألعاب اللغة .
Democracyديموقراطية

تعني حكم الشعب والانتخابات محض وسيلة لتحقيق هذا الغرض فالحكومات
تستمد سلطاتها من رضاء الناس وليس من كائن أعلى يتحدث باسمه رجال الدين . وبذلك تفصل الديمقراطية بين الدين والدولة في الشأن السياسي ، وعلى العكس من ذلك تقوم الثيوقراطية ( = الدولة الدينية ) بدمج الدولة بالدين ، قاصدة بذلك تحصين سياسات الحكومة ضد أية معارضة ، وإن وجدت فهي كافرة وجب عقابها .



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة : الذي لا يجئ
- قصيدة : يعوي لها ذئب صديق في الفلاة
- قراءة نقدية لمنجزات الخامس والعشرين من يناير
- قصيدة : من وصايا غيلان الدمشقي
- الفاشيون قادمون ..لبنان نموذجا والتطبيق في مصر
- هل يتمكن الشعب المصري من تعديل المصطلح الكلاسيكي لمفهوم الثو ...
- سقوط النمط الآسيوي للإنتاج وانتصار شباب الثورة الثالثة
- سالة من مواطن مصري إلى رئيس وزراء بريطتنيا
- قصيدة : تحولات يناير المعظم
- بين رمضاء العسكرتاريا ونار الجماعة الإخوانية
- القضاء على الإرهاب مشروط بحذف المادة الثانية من الدستور المص ...
- قصيدة : الشظايا
- الرعب السياسي بين الكونت دراكولا وجريجوري سامسا
- مصر- المحروسة- وشبح الفاشية
- مصير الدولة الحديثة بين قنابل الجهاد وموائد ماك وانزلاقات ال ...
- ورق في الثقب الأسود - قصيدة
- سؤال النهضة في مصر وإجابة الموجة الثالثة
- وهم استعادة النهضة في مصر
- أطباء بلا حدود والضوء الشاحب
- الفلسفة وحل مشكلات مصر المحروسة


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي بندق - دليل الشباب الذكي إلى مصطلحات الفكر الثوري