أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - قصيدة : من وصايا غيلان الدمشقي














المزيد.....

قصيدة : من وصايا غيلان الدمشقي


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 3294 - 2011 / 3 / 3 - 15:32
المحور: الادب والفن
    


من وصايا غيلان الدمشقي ّ
شعر : مهدي بندق

• يعد غيلان الأب الشرعي للمعتزلة المفكرين الأحرار في الإسلام . وكانت عقيدته تتلخص
في أن الله العادل قد خلق الناس أحرارا ً لكي تجوز مساءلتهم ، ولهذا حاكمه بنو أمية
- أصحاب عقيدة الجبر – بتهمة الكفر وقضوا بتعذيبه وقتله ، فطفق وهو على صليب
الموت ، يقول للناس :


رضيت ُ بما اخترت ُ لا أتذمرُ فالموت ُ كالنوم ِ
يأتي لنجدتنا من بلاء الظلام المقيم

فيا أيها الشرطي ُّ المؤجـَّر
تعال ودق المساميرِ في الكف والساق ِ والبطن ِ،
كل بطون ِ الرعية ِ بالجوع مثقوبة ٌ ، والصبايا
هنالك مثل الجنادب ِ تحت السيول ِ ، المياه الخناجر ُ
تنشب في الصدر منهن داء ُ السعال ِ المجنح ِ
يشهقن أو يرتمين على ُسرر الدمع ِ ، كل الأحبة في الحبس ِ
ينكمش العمر يغدو هباء ً فـُينفخ في القبر نحو الرميم

فيا أيها العسسي ُّ استرح واشرب الشاي واكتب
تقاريرك المستبيحة لحم العوانس تلطمهن
رياح ُ الضرار وعصف ُ الضرر
ويا ضابط الأمن طارد مواليد هذي المدينة ِ
حتى يعودوا صفوفا ً إلي رحم الأمهات ِ
بلا رضعة ِ من صدور الجفاف التي لا ُتدر
ويا بيت مال الرعية إن سألوك فأين الحليب الذي
وهب الله ثدي َ الأمومة ِ، هذا الحليب الكريم العظيم
فقل لرئيس الدواوين : صار ملاطا ً
لأحجار قصر الأمير ِ ،
وقصر الوزير ِ ،
وقصر النديم

يشير إلى ّ منفـّذ ُ أمر ِ الخليفة ِ
أخرج ْ لسانك هيا لكي أقطعه
فتلك مشيئة رب أفاء علينا الولاية منذ البداية حتى الختام
وأقوى دليل عليها الحسام
لذي سوف يقطع في الحال هذا اللسان الذميم
فكيف لمثلك أن يمنعه ؟

هتفت ُ : أنا لا أخاطبكم أيها الفاسدون َ ،
ولست أحاوركم بالكتاب الحكيم
فبرهانكم يستحي العقل ُ أن يسمعه
ولكنني لا أحادث غير الذي يعرف السر والجهر قبل
افتراق تبلبل تلك اللغات ِ
عسى أن ُأسمَّى لديه الكليم

وفي سكرة الموت راحت دمائي َ تنساب بين الشقوق ِ
لتكتب أوصابها الدائرية َ فوق الحوائط ِ أو
حين تبلغ قاع الأديم
ألف ْ......لام ْ.... ميم
يعود إليك إلهي َ من أنت شرفته بالخيار ِ
فأدخله مدخل صدق عميم
وخذ يا إلهي َ نفسي إليك
وخذ بيدي
ويا سيدي يا رسول البرية فلتشهد ِ
قريش الجديدة تعبد أوثانها باسمك اليوم يا سيدي
وهم يسرقون وهم يقتلون
وهم يكذبون يقولون أفعالنا قدرٌ فرضته المشيئة
فحاشاه ربى يقدّر ظلما ً ويرضى بما يفعل المعتدى
هو الله مانح نعمائه للبشر
لكي يسعدوا بالمحبة ِ،
كي ينعموا بالسلام ِ،
وكي ينهضوا للرُقى ّ كما ينهض النورُ عند السَحــَر
فما بال قوم يصدون عنه،
يريدون يا رب ُ سود َ الغطاش ِ،
وأحوى الـُغثاء ِ،
وشرَّ الوَزَر ْ
يقولون إن الشرور تغطى الوجود بثوب القدر
فهل شاهدوا الشمس َ تقتل شمسا ؟ !
وهل شاهدوا النجم َ يسرق نجماً ؟
وهل شاهدوا الأفــْق َ يصلب يا رب جسم القمر ؟

فيا مسلم العصر لا تستكن في الحياة
وقل للطغاة أنا محض حر
أزل عن ثيابك هذا الغبار َ
ونظـّـف ْ عن الروح طفح َ القَذَر
وخذ في يديك تراث النبي ِّ
وزد فوقه العقل نوراً يضئ ُ
على نوره في الجبين الأغر
فما زال دينك نبت َ العرار ِ
يضوع بطيب الغد المنتظر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وبعدها أسلم غيلان الروح



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشيون قادمون ..لبنان نموذجا والتطبيق في مصر
- هل يتمكن الشعب المصري من تعديل المصطلح الكلاسيكي لمفهوم الثو ...
- سقوط النمط الآسيوي للإنتاج وانتصار شباب الثورة الثالثة
- سالة من مواطن مصري إلى رئيس وزراء بريطتنيا
- قصيدة : تحولات يناير المعظم
- بين رمضاء العسكرتاريا ونار الجماعة الإخوانية
- القضاء على الإرهاب مشروط بحذف المادة الثانية من الدستور المص ...
- قصيدة : الشظايا
- الرعب السياسي بين الكونت دراكولا وجريجوري سامسا
- مصر- المحروسة- وشبح الفاشية
- مصير الدولة الحديثة بين قنابل الجهاد وموائد ماك وانزلاقات ال ...
- ورق في الثقب الأسود - قصيدة
- سؤال النهضة في مصر وإجابة الموجة الثالثة
- وهم استعادة النهضة في مصر
- أطباء بلا حدود والضوء الشاحب
- الفلسفة وحل مشكلات مصر المحروسة
- هنيئاً لأهل القاهرة الأذان الموحد
- إلى أين المصير؟
- هل يطلب البابا دولة قبطية في مصر؟
- أمازونية متوحشة تعذب طفليها بالإسكندرية


المزيد.....




- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...
- طهران تحت النار: كيف تحولت المساحات الرقمية إلى ملاجئ لشباب ...
- يونس عتبان.. الاستعانة بالتخيل المستقبلي علاج وتمرين صحي للف ...
- في رحاب قلعة أربيل.. قصة 73 عاما من حفظ الأصالة الموسيقية في ...
- -فيلة صغيرة في بيت كبير- لنور أبو فرّاج: تصنيف خادع لنص جميل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مهدي بندق - قصيدة : من وصايا غيلان الدمشقي