أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي بندق - ازالة اسرائيل على الفيس بوك















المزيد.....

ازالة اسرائيل على الفيس بوك


مهدي بندق

الحوار المتمدن-العدد: 3667 - 2012 / 3 / 14 - 14:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جاء في صحيح مسلم أن بعض المسلمين قالوا: يا رسول الله ألا تدعو على الكفار؟ فقال عليه السلام: إن الله بعثني رحمة ولم يبعثني لعـّانًا".
تذكرت هذا الحديث النبوي الشريف مرتين .. أولاهما وأنا أتابع التصريحات " الشعبوية " المتصاعدة مع التماع نجم التيارات الدينية بعد فوزهم بانتخابات مجلسي الشعب والشورى ، وكلها تصب في مجرى مقاطعة أمريكا والاستعداد للحرب ضدا على إسرائيل دون إجراء حسابات دقيقة للنتائج المنتظرة . أما الثانية فلقد حملها إلى ذهني ما جرى منذ فترة وأنا أتصفح على الفيسبوك (هايدبارك عصر العولمة) آلاف التعليقات المطالبة ليس فقط بطرد السفير الإسرائيلي من مصر، بل وبإزالة إسرائيل ذاتها من الوجود. ولقد لفت نظري يومها قول شاب (معاتبًا المجلس العسكري) إن أربعين مليون شاب مستعدون للموت مقابل تخليص الأمة العربية والإسلامية من إسرائيل تلك، مردفًا صيحته باستنزال اللعنات على كل من لا يستجيب فورًا لندائه!
حوار مع الشباب
ودفعًا مني للتهمة الشائعة بأننا نحن المثقفين "العجائز" لا نكلف أنفسنا عناء الحوار مع الشباب، فلقد بادرت بالاشتباك مع تلك الأطروحات صابرًا على ما فيها من "شعبوية" قبلناها في عقديْ الخمسينيات والستينيات الماضية وكانت نتيجتها هزيمة واحتلالاً ودمارًا وتراجعًا مشينًا عن برامج التنمية البشرية المطروحة آنذاك.
قلت لمحاوريّ إنه لمن العبث – في ظل التوازنات الدولية والإقليمية والمحلية الراهنة تكرار الدعوة لإزالة ذلك الكيان الصهيوني الذي طالما استدرجنا لحروب استنفدت طاقاتنا وأهدرت مواردنا، ولولا انتصارنا عليه مرةً في أكتوبر المجيد لظلت أرضنا محتلة ولبقيت نفوسنا رهينة أبدية لمشاعر الهوان. ولكن كم كلَّفنا ذلك النصر سياسيًّا بغض النظر عن تكلفته والاقتصادية والاجتماعية الرهيبة؟ كلفنا الاعتراف بالعدو صديقًا ما أدى إلى تفكك المنظومة العربية الواهنة أصلاً، فضلا عن استنزاف موارد البلاد في إعادة إعمار مدن القنال وغيرها، بجانب إعادة هيكلة الواقع الطبقي لصالح الانفتاحيين والكومبرادور وكلاء، ومقابل هذا الاندياح في عالم الرأسمالية العالمية المتوحشة جاء العصف بالمكاسب المحدودة التي ظفرت بها الطبقات الشعبية قبل حزيران الأسود، وقد أدى هذا كله إلى تدهور الصناعة المحلية، والتراجع النسبي للمنتج الزراعي (ومصر بلد فلاحي بالأساس) حتى إن الناتج المحلي للفرد في مصر عام 2010 لم يتعد 6300 دولار مقابل 33000 دولار لناتج الفرد في إسرائيل. ومن نافلة القول أنه في حالة إعلان دولة عربية الحرب على إسرائيل فإن موارد الولايات المتحدة تغدو تحت تصرفها دون تحفظ، وعليه فإننا لو استحضرنا قول المؤرخ البريطاني المعاصر بول كيندي "إن انتصار أو انكسار الدول في الحرب متعلق بقاعدتها الإنتاجية قبل قدرة جيوشها على خوض المعارك في ميادين القتال" لتوقعنا نتيجة جد سلبية لإعلاننا الحرب على إسرائيل في الظروف الحالية غير المواتية، بما تنذر به من خسار وشرور لا يرضاها عاقل لبلاده.
فإذا انتقلنا إلى الأزمة السياسية الناشئة عن عمليتي تفجيرات إيلات في 18 أغسطس العام الماضي وقتل وإصابة جنودنا الستة في طابا برد فعل العدو، فلا غرو أن يتم التعامل معها بمنطق من يدرك طبيعة إدارة الأزمات للوصول بصاحبها إلى تحقيق أفضل النتائج الممكنة. وأول ما ينبغي عمله في هذا الصدد هو قراءة الموقف في جانبيه لا من جانب واحد. وهنا تأتي أهمية القاعدة الشرعية القائلة: ناقل الكفر ليس كافرًا بالضرورة. والمغزى أنك بحاجة إلى فهم عدوك.. ماذا يقول؟ وكيف يفكر؟ وأية حجج يستخدمها دفاعًا عن نفسه؟ وهل بإمكانك تفنيد تلك الحجج للمراقب المحايد؟ وغير ذلك كثير عبر مسيرة الصراع ذاته. وتبعًا لهذه القاعدة الشرعية – قلت لمحاوري على الفيسبوك - سآتيك بالجواب على سؤالك الأول ذي الصيغة الزاعقة: كيف تقتل إسرائيل جنودنا وتقول لن أعتذر؟! والجواب: إسرائيل "تزعم" أنها لم تخطئ، ومن ثم فلا مجال للاعتذار. إذن فسؤالك تحت الانفعال بصيغته تلك يوحي بأن إسرائيل قالت متغطرسةً: "أنا من حقي قتل جنودكم وليس عليّ أن أعتذر؟ " بينما واقع الحال ليس كذلك بالطبع.
أما عن سؤالك الثاني فأنا متفق معك تمامًا في أن أميركا منحازة لإسرائيل 100% وانطلاقًا من هذه الحقيقة تأتي الإجابة عن السؤال الثالث "أين جيشنا الأبي؟" وإجابتي: جيشنا يا فتاي العزيز هو الدرع السابغة على صدر الوطن، التي تحول دون استشهاد 40 مليون مقاتل شجاع حسب قولك بسبب أزمة يمكن اجتيازها بالطرق السياسية والدبلوماسية دون التفريط في حق الشهداء الأبرار. وهو ما يعمل عليه الآن المجلس العسكري بوصفه الممثل الشرعي لسيادة الدولة والمسؤول وحده بحكم الإعلان الدستوري عن اتخاذ قرار الحرب.
بعيدًا عن الفيسبوك
في هذا السياق اتخذ المشير طنطاوي قرارًا بإنشاء ميليشيات من شباب بدو سيناء (بين 8 آلاف إلى 10 آلاف فردًا) تحت إشراف الجيش المصري، تكون مهمتها مواجهة أية عمليات تجري على الحدود المصرية- الإسرائيلية, تفاديًا لتكرار أحداث طابا يوم 18 أغسطس. وسيقدم الجيش للمتطوعين في هذه المليشيات رواتب مجزية تكفيهم شر الاعتماد على ما كانوا يحصلون عليه من المشاركة في عمليات التجارة غير المشروعة عبر الأنفاق, ولسوف يقوم الجيش المصري بإمدادهم بأسلحة حديثة ويدربهم عليها. وقد وافق شيخا قبيلتيْ "السواركة" و"التياها" على تقديم رجال من قبيلتيها يؤمـّنون الحدود ضد الهجمات الإرهابية وتهريب الأسلحة والمخدرات على أي من جانبي الحدود، وذلك بعد أن توافرت معلومات استخباراتية تؤكد أن جماعة "الجهاد الإسلامي" الفلسطينية المدعومة من إيران تستعد لعمليات فدائية على الحدود المصرية الإسرائيلية. ويمضي هذا الإجراء بجانب اعتزام مصر تدمير أنفاق التهريب من سيناء لغزة. ومعروف أن هذه التجربة قد طبقت بنجاح في العراق عامي 2006 و2007 حين اعتمد الجيش الأميركي على زعماء القبائل السنية في المنطقة الغربية, مما ساهم في تتبع زعيم القاعدة بالعراق مصعب الزرقاوي وقتله.
إن الذين يضعون إستراتيجية الأمن القومي المصري نصب أعينهم قد برهنوا بهذا الإبداع التكتيكي على مقدرتهم في حماية الناس من انتشار الإرهاب المتقنع بالدين، وعيًا منهم بأن خطر الإرهاب الذي صار عالميًّا ليس مما يمكن السكوت عليه فهو كالسرطان الذي يضرب الجسم من داخل، بينما خطر الأعداء الخارجيين ممكن درؤه سياسيًّا بالبقاء داخل الأسرة الدولية تفاعلاً مع قوانينها ومواثيقها، وعسكريًّا بالحوار الإيجابي مع المصدر الرئيسي للتسليح دون إهمال التوسُّع في صناعة السلاح محليًّا (وهو ما نراه اليوم في عملية إنتاج الدبابة M,1.A,1 مثالاً لا حصرًا) فضلاً عن التدريب المستمر للقوات المسلحة ورفع كفاءتها القتالية بالأساليب العلمية الحديثة.
بهذه الإستراتيجية السياسية والعسكرية يمكن للبلاد أن تخرج من النفق المظلم، وأن تبنى المستقبل المنشود لأجيالنا القادمة، والتي نرجو لوجودها على الفيسبوك أن يكون مشمولاً بالعقل الناضج لا بالشعبوية الغوغائية المهلكة



#مهدي_بندق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسيالة من البرزخ
- قصيدة : المنام
- مجتمع الاستعراض في عالم رأسمالية ما بعد الحداثة
- من يكتب تاريخ مصر في قادم الأيام
- موضع السر
- قطرة في المنام الوجيع
- مقدمة مقترحة للجنة صياغة تاريخ مصر الحديث
- الديمقراطية المصرية حمار بوريدان
- الانقلابات العسكرية بين الجنرالات الترك ونظائرهم المصريين
- الشيخ والدكتور ورأس ماركس
- الديمقراطية تتحقق بالإرادة الشعبية بينما الشعبوية تخنقها في ...
- دين النبوة ودين الدولة
- المصريون الجدد يطاردون وحوش الفاشية
- سكبت في التراب دواءك
- كيف نؤرخ لثورة يناير
- اللبرالية .. الهمجية .. الفاشية .. مصطلحات
- قصيدة : رؤوس القبائل ملقية في السلال
- حرية الإرادة بين ألغاز الخطاب الديني وحلول الفيزياء الحديثة
- دليل الشباب الذكي إلى مصطلحات الفكر الثوري
- قصيدة : الذي لا يجئ


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهدي بندق - ازالة اسرائيل على الفيس بوك