سوسن شاكر مجيد
(Sawsan Shakir Majeed)
الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 15:34
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
التطور التاريخي لضمان الجودة في العراق
ضمان الجودة عبر التاريخ / العصور القديمة
تشير المصادر التاريخية الى ان الجودة ليست ابتكارا من ابتكارات الثورة الصناعية بل انها كانت في القرن الثامن عشر عند البابليين في العراق وخير شاهد على ذلك ماورد في شريعة حمورابي ( 1780 ق. م ) من انظمة وقوانين بلغ عددها 282 بندا ، تشير بشكل واضح الى الجودة في جميع مجالات الحياة.
اما المدارس النظامية التي تاسست عام 1066 م في بغداد ووضعت تحت رقابة الوزير السلجوقي نظام الملك ، ومن بعده تحت رقابة اولاده ومن ثم وثق بهم . فقد وضع اسس اختيار الاساتذة في اختبار معلوماتهم من خلال المناظرات وتلقى عليهم الاسئلة فاذا لمس نظام الملك في احدهم علما وذكاء وجهه الى المسلك الذي يريده ، والذين يكونون اهلا للتعليم عينهم اساتذة واسس لهم مدرسة ومكتبة او يوفدهم الى ولاية سكانها جهلاء.
اما مراتب المتعلمين : فلعل اولى درجات الدارس ان يطلق عليها اسم تلميذ او طالب ثم بعد ان يصل الى المرحلة العالية في المعرفة يقال له مثقف ثم فقيه ، فأذا اكمل دراسة منهجه وبقي ملازما لاستاذه ليستكمل علومه يسمى بالصاحب وقد يعتمد على استاذه فيعينه معيدا لدروسه وناسخا لمؤلفاته تحت اشرافه
اما المدرسة المستنصرية التي افتتحها الخليفة العباسي المنتصر بالله في عام 1233-1638 م فقد طبقت معايير جودة اختيار المدرسين ، والطلبة ، والمناهج وكانت تدرس فيها الرياضيات والطب والصيدلة وعلم الصحة والقران والسنة النبوية والمذاهب الفقهية والنحو والفرائض والتركات.
ومنذ ذلك التاريخ بدأ الاهتمام بالجودة ففي مجال التعليم العالي جرت اولى المحاولات عام 1976 عندما وضع يوسف حمامي اولى المؤشرات لضمان جودة الجامعات ومنها:
معدل الزيادة السنوية في اعداد الخريجين ، عدد البحوث لاعضاء هيئة التدريس ، كلفة الطالب الواحد ، الهدر التربوي ، الزيادة في اعضاء هيئة التدريس وغيرها .
- وفي عام 1977 وضع الباحث غانم العبيدي تقويما لكفاءة جامعة بغداد ووضع عددا من المؤشرات وهي :
نسبة طالب/ عضو هيئة التدريس ، معدل المحاضرات الاضافية ،نشاط اعضاء هيئة التدريس في البحث العلمي ، معدل نمو الخريجين ، ...وغيرها.
في عام 1985 وضع يوسف حمامي ايضا انموذجا لقياس الاداء في الجامعات العربية واقترح عددا من المؤشرات منها:
التغير في نسبة الطلبة المقبولين
معدل كلفة الخريج الواحد
معدل كلفة الطالب الواحد
معدل كلفة الاستشارة الواحدة
مدى استفادة الخريج من المعلومات التي درسها
وغيرها من المؤشرات.
تلى ذلك محاولة الجامعة التكنولوجية بعقد ندوة كرست لمناقشة الانتاجية وعلاقتها بالاداء الجامعي ووضعت عددا من المؤشرات وهي: عدد الخريجين ، عدد التدريسيين ، التسرب والرسوب ، الاستفادة من المكتبة العلمية ، القاعات الدراسية ، المختبرات ، الهدر ، الندوات العلمية وغيرها .
في عام 1988 وبدعوة من وزارة التعليم العالي قام فريق اردني بزيارة الجامعات العراقية بهدف تقييم تحصيل طلبة المرحلة الاولى والنهائية في كليات الطب والهندسة وترتيب الكليات في مستويات وفق تحصيل طلبتها وعلى وفق عدد من المؤشرات ونتج عن الزيارة وضع عددا من التقارير وهي :
تقرير عن العلوم الاساسية ( الكيمياء ، البايولوجي ، الفيزياء )
تقرير عن العلوم الطبية والسريرية.
تقرير عن الهندسة.
تقرير عن جوانب العملية التدريسية .
في عام 1988 وبناءا على طلب وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ومن خلال الهيئة العراقية العليا للاختصاصات الطبية تشكل فريق من اربعة اساتذة بريطانيين لزيارة كليات الطب وقيم الفريق الجوانب التالية:
التسهيلات التدريسية في كل كلية
مؤهلات اعضاء هيئة التدريس
نسبة طالب / تدريسي
المستوى السريري لطلبة الصفين الخامس والسادس
الطرق والاساليب المتبعة في الامتحانات التحريرية لطلبة الصف السادس
البحث العلمي ، المكتبات وغيرها .
في عام 1992 تم تقويم كفاءة اداء كليات العلوم في الجامعات العراقية من خلال اختبار الطلبة من قبل ممتحنيين خارجيين كما قورن اداء الطلبة باداء طلبة الكلية الملكية البريطانية .
في عام 1992 وضع هادي خليل اسماعيل رسالة ماجستير في قياس اداء الجامعات العراقية . ووضع عددا من المؤشرات في مجال تقويم اداء الجامعات- الكليات-الاقسام العلمية
وفي نفس العام وضعت مؤسسة المعاهد الفنية نظاما لتقويم اداء الجامعات وعددا كبيرا من المؤشرات
وقد تمكنت جامعة بغداد من اجتياز عتبة القطع وحصلت على الترتيب الاول ، وتلتها جامعة الموصل ، وثم تكريت ، والمستنصرية ، وهيئة المعاهد الفنية ، وجامعة البصرة .
اما الكليات التي اجتازت عتبة القطع وحصلت على المراتب الخمس الاولى هي ( الزراعة / بغداد ، الطب البيطري / بغداد ، التربية / المستنصرية ، العلوم / بغداد ، الطب / بغداد
في عام 1995 صدرت الدراسة الثانية في تقويم اداء الجامعات العراقية .
في عام 1999/ 2000 صدرت الدراسة الثالثة في تقويم اداء الجامعات العراقية بعد تطوير الملفات التقويمية ووضع معايير اضافية لتقويم اداء الجامعات العراقية كما صدرت ( 18 ) دراسة متخصصة لكل جامعة بشكل منفصل ، مع (8 ) دراسات حول تقويم اداء الكليات الاهلية.
وصدرت كذلك عددا من الدراسات للاعوام 2000/ 2003 وهي :
تقويم الدراسات العليا في العراق
تقويم الكليات الاهلية
تقويم الدورات التأهيلية في الكليات الاهلية
دراسة مقارنة مابين اداء الكليات الهندسية للدراسات الصباحية والمسائية
تقويم جودة المخرجات التعليمية من خلال الامتحانات المركزية لأكثر من 10% من المواد الدراسية
تقويم الاطاريح الجامعية ( الماجستير ، الدكتوراه )
تقويم الاختبارات التحصيلية للطلبة في اكثر من 10% من المواد الدراسية
تقويم اداء الملاكات العلمية
تقويم اداء اعضاء هيئة التدريس في الجامعات العراقية
تقويم اداء القيادات الجامعية العليا
تقويم النتاجات العلمية والابتكارات والابداعات لاعضاء هيئة التدريس
في عام 2004 اعيد النظر مجددا في:
الملفات التقويمية لاداء الجامعات والكليات والاقسام العلمية.
استمارة تقويم اداء اعضاء هيئة التدريس.
استمارة تقويم القيادات الجامعية
تم وضع مؤشرات جديدة لاداء القياس الجامعي وتم وضع المعايير والاوزان
وصدرت بعد ذلك عددا من الدراسات والابحاث المتخصصة في مجال ضمان الجودة والاعتماد
وساهمت جامعة بغداد للمدة من 2007-2010 بالمشاركة مع فريق عمل اتحاد الجامعات العربية في انجاز
دليل التقويم الذاتي والخارجي للجامعات العربية
دليل ضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي للجامعات العربية
دليل المقاييس النوعية والمؤشرات الكمية لضمان جودة اداء الجامعات العربية
دليل المعايير والاوزان للمؤشرات الكمية والنوعية مع تحديد عتبة القطع
تم تطبيق الادلة على جامعة النهرين عام 2009 وقد تمكنت الجامعة من اجتياز عتبة القطع.
دعوة الجامعات العربية الى توثيق تجاربها في مجال التقويم الذاتي والخارجي وضمان الجودة والاعتماد الاكاديمي.
يمكن لاتحاد الجامعات العربية اصدار كتاب يتضمن توثيق تجارب الجامعات في هذا المجال.
يمكن اصدار دليل لخبراء الجودة والاعتماد الاكاديمي في الوطن العربي للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال
#سوسن_شاكر_مجيد (هاشتاغ)
Sawsan_Shakir_Majeed#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟