الشعب يريد انهاء الانقسام

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3670 - 2012 / 3 / 17 - 02:43
المحور: القضية الفلسطينية
    

نحن نريد انهاء الانقسام
محمود فنون
تتعدد اليوم محاولات الشباب الانتظام حول شعار -الشعب يريد انهاء الانقسام والشعب يريد انهاء الاحتلال-ولا شك ان نوايا الشباب سليمة ومخلصة بالرغم من المحاولات الكثيرة التي تنشط من ا جل تبديد هذه الجهود باسم مجموعات الفيس بوك وباسم الاخلاص للشعار وخشية منه.
لقد حصل الانقسام بفعل فاعل او بالا صح فاعلين ,راوا ان مصلحتهم في ذلك ,وذلك اثر تنامي احداث ووقائع جعلت الراغبين في القسمة يرون ان هذا هو الحل لمصلحتهم كما يرونها.
ان فعل التقاسم جغرافيا جاء اثر تعذر الاتفاق على اقتسام السلطة . فتمت قسمة الجغرافيا بدلا من اقتسام المناصب.
لقد احتدم الصراع على تقاسم المناصب والصلاحيات كما لو كانت غنائم حرب انتصرنا فيها,او حقوق, ثمنا للتضحيات التي بذلها ابناء الشعب الفلسطيني والتي تنسب الاطراف لنفسها حصصا منها .ويصر كل طرف على ضخامة حجم التضحيات التي ينسبها لنفسه ,ويصر على حصة من الغنيمة توازيها او اكثر .
هنا يصعب الاتفاق فكان الانقسام .
مضافا الى ذلك وبدرجة اقل الاختلاف في المشاريع السياسية والاجتماعية.
ومهما كانت ادعاءات كل طرف بحصر المسؤولية عن التقسام في الطرف الآخر..فان كوادر ومسؤولين قد ساهموا في تاجيج الاوضاع ودفعها نحو الانقسام ,كاقل الخسائر بالنسبة للطرفين.
ان اعادة الوحدة كما كانت عليه في اقل تقدير,هي بيد الاطراف ذاتها التي قسمتها,فهي التي تقاسمت الجغرافيا وعليها ان تنهي هذا التقاسم ,واعادة الجغرافيا للشعب وليس لاي طرف.فلم يعد الوالي صاحب حلب وصاحب دمشق كما كان في السابق .فالوالي اليوم موظف عمومي.
ان الذين قسموا البلد يتحملون المسؤولية عما فعلوه ويقع على عاتقهم افساح المجال لامكانية توحيدها ثانية بل وتجب مسائلتهم .فالشعب لا يصطف وراء هذا الطرف او ذاك من اجل اثبات برائته من دم ابن يعقوب وفي نفس الوقت ويبقى الحال على حاله .ان الشعب يريد انهاء الانقسام وقد مل كثيرا من تلك الشروحات التي يستهدف منها المنظرون تحميل الاخر كامل المسؤولية عن خراب الشعب دون ان يتقدم خطوة واحدة نحو الحل .وعلى الاغلب كل منهما يريد حلا تؤول فيه كل الجغرافيا له بوصفه صاحب الشرعية.
لم يعد هذا مقنعا لاحد اليوم ولا كل حلول تقاسم الجغرافيا او تقاسم السلطة والدخول في فصال قسمة طاقم الموظفين من الساعي حتى الوكيل.
الشعب يريد انهاء الانقسام . الشعب يريد قيادة ضد الانقسام . الشعب يريد قيادة تتحمل مسؤولية انهاء الانقسام . يريد قيادة ليس لها اي مصلحة في تقاسم الغنائم ولاتضر بمصلحة الموظفين العموميين ولا تبتذل الوظيفة العمومية لصالح مغانم الاطراف السياسية .بل وعليها ان تدخل علي الوظيفة العمومية الاصلاحات اللازمة.
قيادة كهذه بعيدة عن هذا التصارع ولا تخضع لتنازع السلطات ,ومن شخصيات وطنية محترمة وتستطيع ان تقود نفسها بشكل مستقل عن المنازعات ,وتقطع دابر كل امكانيات الفصل ثانية ,وتحترم نفسها وتحترم ارادة الشعب . مستندة على حقيقة ان اي منا...... لم يصل الى السلطة على دبابة التحرير الذي لا زلنا نحلم به.
ان مطلقي شعارات الوحدة الوطنية ليسو دائما بعيدون عن النوازع. فبعضهم يطرح شعار حكومة وحدة وطنية من كل الفصائل اما من اجل ان يقول كلمته ويمشي او بعضهم يعني بها --جاه الله عليكم من شان الله حطوني وزير--كما حصل مرات عديدة سابقا.
ليس المطلوب حكومة وحدة وطنية على وجه التحديد . المطلوب حكومة توحد الوطن وتشكل بعيدا عن تقاسم المناصب وتنازع السلطا.ت.
بقي الامر الاهم والمفعم بالمرارة....بقي الطرف الحاسم في اتخاذ القرار والمشارك في كل قرار شئنا ام ابينا ...فنحن لسنا مستقلين ولا حياء في الحقيقة . الثابت المقرر هو اسرائيل ومعها او الى جانبها اطراف اقليمية ودولية...يمكن معاندة بعض الاطراف ولا يمكن معاندة اطراف اخرى .ومن جهة اخرى ان الامر ليس مجرد مصالحة وتبويس لحى واستقبالات .
وتظل مسؤولية انهاء واسقاط الانقسام هي مسؤولية القوى السائدة فلسطينيا

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل