العجيبة(الشنيعة) من التراث الشعبي

محمود فنون

الحوار المتمدن-العدد: 3651 - 2012 / 2 / 27 - 21:13
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

العجيبة (الشنيعة) من التراث الشعبي
تميزت اعراس نحالين في المرحلة الفلاحية بالتوسع في الفرح سواء لجهة مدة الفرح حيث قد تصل الى اسبوع او اكثر ,او لجهة التنوع المتميز في مضمون الفرح. ---حيث تمارس الزغاريد ,زغاريد وفود القادمة للتهنئة وزغاريد االاستقبال الدافيء والمفعم بالحرارة والحيوية.
-والدبكة بأنواعها :وانا اذكر منها دبكة الوحدة ونص(شّيل) وهي الدبكة الاوسع انتشارا ويشارك بها الجميع ودبكة ويا زريف الطول ودبكة علاّّّّّّّّّّّّ ودبكة طيارة وهي يرقصونها بعدد اقل وكان اللويح محمد عبد المعطي ودبكة عبد خليل ويبدو ان عبد الرحمن خليل نقلها وكان في زمن شبابه يلوح بالشباب ثم تناقلها الآخرين
-والدبكات تقام على انغام الشبابة واشهر وفي ذات الوقت اقدم من اذكرهم حسين علي سليمان وبدر ذيب عبد الحميد واحمد علي ابو غياظة واخوه يوسف علي وكان محمد المدني يجيد الشبابة و تقام كذلك على انغام اليرغول المجوز بقصبتين احدهما اطول من الاخرى واذكر ان موسى يوسف عبد الرحمن هو الذي كان يجيد النفخ على اليرغول.واليوم يوجد كثيرون من الشباب يجيدون الشبابة وبعضهم يجيد اليرغول.
-وحلقات الغناء والرقص النسوية ويستعملن الدربكة او أي تنكة او برميل للايقاع.
-والسامر واذكر من ابطاله عبد الفتاح حسن واحمد خليل الشيخ وعوضالله ابو دية وعيسى ابو دية ومسلم موسى وموسى يوسف عبد الرحمن .
-وزفة العريس وكانت تتم اما بدق العدة الصوفية او بانشودة صلوا على من شرف الاسلاما المستعملة حتى اليوم (ولم تعد تلح للاطوار الجديدة)وابطالها وقادتها اما محمد عيسى مسلم او عبد القادر طه صلاح او كلاهما .
لا يوجد حمام ولا طراد خيل في اقدم فترة اذكرها .
واذكر عروستين واحدة من حوسان تزوجت في نحالين جائت محمولة على الجمل وهي الزوجة الثانية لسالم محمد مصطفى واسمها جليلة واخرى من نحالين محمولة الى الجبعة وهي بدرية طه صلاحمتزوجة من احمد محمد الطوس,اما الباقي فكانت العروس تنتقل سيرا على الاقدام ثم في الباص ثم بالسيارات المزينة كما هو معمول حاليا .
وكانت العجيبة اجمل محطة من محطات الاحتفال بالعرس,وهي قد تقام اكثر من مرة واحدة اثناء ليالي العرس .فما هي العجيبة:
هي بمثابة اسكتشات مسرحية يجري تأليفها وجمع ممثليها وتعبأتهم بأدوارهم وتوزيع مهماتهم والتنفيذ والاخراج بشكل تلقائي .
وعناصرها هي:
المكان المتوفر أي باحة او ساحة او الشارع,او مكان منبسط يتم فيه العرض النهائي , واي مكان آخر يستعمله الممثلون لاعداد انفسهم وفقا للادوار ,على شكل شاب او عجوز مسن او امرأة شابة او مسنة قبل ان يأتوا الى مكان العرض.
الممثلون :وهم من الموجودين عامة غير ان هناك من احترفوا الصنعة اوتناقلوها افضل من غيرهم مثل نصار محمود عثمان وعلي يوسف عبد الرحمن وحسن محمد خليل وموسى يوسف عبد الرحمن وعلى ما يبدو ان هؤلاء امتلكوا نوعا من الموهبة .
مادة العرض :وهي على الاغلب كوميديا وحتى لو كانت غير ذلك فانها تقدم بشكل كوميدي يعزز الهدف ويظهره جميلا ومثيرا ومقبولا ,وكانت تتضمن لقطات كوميدية من اجل الاضحاك مثل استخدام الرجال بدلا من الثيران للحراثة عليهم ,او اظهار المسن الذي يتزوج صبية بأنه عاجز عن مجاراتها ويظهر عجزه بوضع حدبة على ظهره ويسير بعكازة ولا يملك ضبط الاصوات الخارجة منه من مؤخرته.
الجمهور فبالاضافة انه مستهدف فهو كذلك يشارك بشكل تلقائي في ادوارويطلب تقديم اضافات وادوار اخرى غير التي قدمت وهذه مشاركة .
كان المكياج هو الليفة المستخدمة للحمام بدلا من اللحية الشائبة والطحين وبعض ادوات زينة المرأه وملابسها والعكازات ,والمخدات التي توضع في الظهر لتدل على الاعوجاج والتحدب وكبر السن ,وبعض الحبال ,
وفي السياق كان يتم تمثيل العرس في بعض الاحيان حيث ترقص العروس الشابة مع العريس الشايب وبعد ان يموت او ينفصلا احقاقا للعدالة ,تتزوج من الشاب وترقص مع العريس الشاب رقصة مختلفة ويعم الفرح.
وفكرة القصة هي من صلب حياة الفلاح وتتعلق بالزراعة والجيرة والعونة وسبل المعيشة وزواج الشايب من الصبية وزواج الاثنتين وطبعا هذا بصورة انتقادية ساخرة.

#محمود_فنون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل