الرحلة البيلوروسية لابن رشيد

طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 3668 - 2012 / 3 / 15 - 21:40
المحور: سيرة ذاتية
    

على خُطى ابن بطوطة في تدوين رحلاته الشهيرة سار الدكتور فايز رشيد في كتابه الأخير (الرحلة البيلوروسية في عهدين) الصادر عن الدار العربية للعلوم - بيروت. فقد ارتدى صاحب كتاب (تزوير التاريخ) في الرد على كتاب نتنياهو (مكان تحت الشمس) ثوب الرحالة للمرة الأولى في مسيرته التأليفية، آخذا بكتابة ما تسعفه به الذكريات من مُفارقات تتكئ على رحلته لبيلوروسيا في فترتين مختلفتين، الأولى وهي جزء من الاتحاد السوفييتي، والثانية بعد انهياره، وإعلانها جمهورية مستقلة.

وقد أمتع الدكتور رشيد جمهوره من القراء في حفل توقيع كتابه بالمكتبة الوطنية في العاصمة الأردنية عمَّان، والذي أُقيمَ يوم الأحد الموافق 11/03/2012 بالتعرض للمفاصل المهمة في مُؤلَّفِهِ الجديد، حيث أشار إلى أن العالم كله في ظل الانفراد الأمريكي بالهيمنة السياسية عليه يجد نفسه مضطراً للإقرار بأنه في حاجة لوجود قوة أخرى مضادة للنظام الرأسمالي القائم، سواء الاتحاد السوفييتي أو غيره، شرط أن تتوفر فيه الحرية، لأن الحرية كانت كلمة السر المفقودة في ذلك النظام الذي وقف نداً لطموحات الولايات المتحدة الأمريكية طيلة 70 عاماً.

كما أشار الدكتور إلى أن كتابه الأخير قد حوى بين دفَّتيه خلاصة تجربة مصغرة لإنسان فلسطيني وجد نفسه مضطراً لأن يتخذ من المنافى وطناً له، بعد أن جرَّدته الآلة الإسرائيلية من وطنه الأم، وكيفية تفاعل الآخرين مع قضيته وتفاعله هو معهم.

وإذا ما تعمقنا في خبايا العمل الجميل وجدنا أن صاحب رواية (وما زالت سعاد تنتظر) قد قدَّم لنا خلطة موفقة من السيرة الذاتية وأدب الرحلات في آنٍ واحد، حينما استدعى كثيراً من مواقفه الحياتية المَعيشة قبل رحلته الأولى لبيلوروسيا وبعدها من ناحية، وشخَّص لنا مجمل الحياة البيلوروسية من ناحية أخرى في لوحة بانورامية مميزة.

ونظراً لتنوع رحلات الدكتور كان من المنطقي والجائز أن يخلع عليه الأستاذ رشاد أبو شاور في ذات حفل التوقيع السابق ذكره لقب (ابن رشيد) تيمناً بالرحالة الشهير ابن بطوطة، وأن يُثني على عمله الدؤوب في جمع ما تيسر له من الأحداث والتفاصيل الدقيقة في حياته الصعبة، أملاً في أن يُحقق العمل ما هو مرجو منه، وأن ينجح في رفد قراء الدكتور فايز المتنوعين بما يثري معارفهم ويرتقي بآفاقهم الثقافية إلى أراضٍ جديدة، في مقدمتها أرض أدب الرحلات.

#طارق_قديس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل