أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق قديس - بين بريطانيا واليمين الإسرائيلي














المزيد.....

بين بريطانيا واليمين الإسرائيلي


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2978 - 2010 / 4 / 17 - 12:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامت الحكومة البريطانية مؤخراً بإجراء يُعَدُّ من الحوادث النادرة في تاريخ العلاقات البريطانية الإسرائيلية وهو إقدامها على طرد دبلوماسي إسرائيلي من بريطانيا بدعوى علاقته بقضية تزوير الجوازات المتصلة بحادثة إغتيال القيادي في حركة حماس (محمود المبحوح) في دولة الإمارات العربية المتحدة مطلع العام الجاري.

ولم يقف الموضوع عند هذا الحد، وإنما استدعى هذا الإجراء أن تقوم الحكومة بالإعراب عن نيتها اتخاذ كافة التدابير الممكنة حيال جهاز الموساد في حال ثبوت تورطه باغتيال المبحوح من خلال تزويد عملائه بجوازات بريطانية مزورة.

الأمر وإن كان لا يعني القطيعة بين بريطانيا وإسرائيل إلا أنه يشكل سابقة مشهودة في تاريخ العلاقات التاريخية بين الاثنين، خاصة وأن الداعم الرئيسي لقيام دولة إسرائيل كان بلا منازع بريطانيا العظمى، وذلك بشهادة وعد بلفور، والذي تم التعهد فيه بإقامة دولة إسرائيل على أرض فلسطين.

ومع مرور الزمن ظل الدعم يأتي لتل أبيب من لندن حتى مع تراجع مكانتها بعد الحرب العالمية الثانية، وحلول الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في المرتبة الأولى بدلاً منها، وظلت السياسة الخارجية تخدم المصالح الإسرائيلية دون النظر إلى الجانب الفلسطيني وحقوقه المشروعة بإقامة دولته المستقلة فوق كامل ترابه المحتل، فكانت أية محاولة لإدانة إسرائيل على أي جرمٍ ترتكبه – مهما كان صغيراً - ضد الفلسطينيين يتم إجهاضه من قبل لندن على الفور، لذا فقد عُدَّ طرد الدبلوماسي الرفيع من فوق أراضيها من الأعمال النادرة وغير المسبوقة في تاريخ العلاقة بين الاثنين.

ورغم ندرة هكذا حدث إلا أن الإجراء بالمقاييس الدولية يعتبر رد فعلٍ طبيعي ومشروع، خاصة بعدما أدت عملية تزوير الجوازات في حادثة الاغتيال للإساءة إلى لندن، وقد تأكدت المقولة الدارجة بأن إسرائيل في الوقت الراهن أصبحت عبئاً لا يحتمل على أية دولة تقوم بدعمها أيَّاً كانت.

وأمام هذا الرد، ماذا كانت ردة فعل في تل أبيب؟ كان رد الفعل أن قام نواب من اليمين بوصف البريطانيين بالكلاب، دون حرج ، ونعتهم بأنهم معادون للسامية، مع أن الموقف لم يكن أكثر من إبداء الاستياء بأقل الطرق المشروعة تعبيراً عن الواقع، فهو لم يحمل قطعاً للعلاقات، ولم يمس الاعتراف بقيام دولة إسرائيل، ولم يشجب المشروع الاستيطاني الدائم في مدينة القدس، ولم يستنكر أيَّاً من الأعمال الإجرامية التي تقوم بها آلة الدمار الصهيونية ضد المدنيين العزل من الشعب الفلسطيني في الداخل! إن الأمر لم يكن أكثر من طرد دبلوماسي واحد، فهل استحقت هذه العقوبة ضد الدبلوماسي أن يتم وصف أبناء الشعب بأكمله بالكلاب ومعاداة السامية مع أن الشعب ذاته هو من أسس لقيام الكيان العبرية!

إنها حقاً لَقِمَّةُ الغرابة، فماذا كان يمكن أن يكون الوضع لو وصلت الأمور إلى سحب السفراء أو نصرة الشعب الفلسطيني قبل غيره أو المطالبة بقيام دولة فلسطينية على كامل التراب المحتل؟ وماذا يمكن أن يتم وصف البريطانيين آنذاك وقد تم وصفهم بالكلاب لما هو أقل مما قلته بكثير؟

إن ردة الفعل للنواب الإسرائيليين اليمينيين الذين يمثلون غالبية الإسرائيليين إن دلت فهي تدل على شيءٍ واحد وهو أن الوثوق بالجانب الإسرائيلي هو أمر مستحيل وضربٌ من الجنون، لأنهم لا يرغبون بسماع صوتٍ غير الصوت الذي يريدونه، وكل الناس حولهم هم أعداؤهم، حتى أولئك الذين هم أقرب المقربين إليهم، وأنه لأقل اختلاف في وجهات النظر أو تعارض لإي المصالح فإنهم لا يتوانون عن وصف من كانوا أصدقاءهم بالكلاب بعد أن كانوا من قبل أغلى الأحباب.



#طارق_قديس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العائدون من أوسلو
- بين زمنين
- فيلسوف في المنفى
- متاهة الأعراب في برامج الأحزاب
- يا أوباما .. إنما الأعمالُ بالنيّات!
- دليل الحيران إلى مسلسلات رمضان
- رُبى
- دُكَّان حسن شحاته
- ليلة سقوط الأقنعة في لبنان
- قبل وبعد
- قراءة في حج الحَبْر الأعظم
- الرقص مع محور الشر
- فوبيا إنفلونزا الخنازير
- العروق المفتوحة لأمريكا اللاتينية
- عزازيل
- إسرائيل بين حماس وشاليط
- التُرابي والمحكمة الجنائية الدولية
- جريمة في خان الخليلي
- في انتظار مروان البرغوثي !
- اختطاف الشارع الفلسطيني


المزيد.....




- حزب الله: إيران حقّقت نصرا مؤزرا
- كيف تطيل عمر مناشف الميكروفايبر وتحافظ على فعاليتها؟
- 16 قتيلا في احتجاجات بكينيا
- اعتمد على المباغتة.. الجزيرة تحصل على تفاصيل كمين خان يونس
- الموساد يشيد بعملائه داخل إيران وبدعم الـ-سي آي إيه- للهجوم ...
- إصابة 3345 إسرائيليا بالحرب مع إيران و41 ألفا طالبوا بتعويض ...
- أبو عبيدة: جثث العدو ستصبح حدثا دائما ما لم يتوقف العدوان
- لماذا تتجه طهران لمنع الوكالة الدولية لتفتيش منشآتها؟
- كاتب روسي يدعو موسكو للتحرك دبلوماسيا من موقع قوة
- موقع تركي: القبة الفولاذية باتت ضرورة ملحة لتركيا


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق قديس - بين بريطانيا واليمين الإسرائيلي