أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طارق قديس - ليلة سقوط الأقنعة في لبنان














المزيد.....

ليلة سقوط الأقنعة في لبنان


طارق قديس

الحوار المتمدن-العدد: 2681 - 2009 / 6 / 18 - 10:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


ربما لم تكن ليلة السابع من حزيران من عام 2009 ليلة عادية في نظر اللبنانيين ، بل حتى في نظر العالم كله، فنتائج الانتخابات قد جاءت بإجماع المحللين مخالفة للتوقعات السائدة بين المجالس وعامة الناس، حيث تمخضت الانتخابات عن فوز معسكر الموالاة بـ 71 مقعداً نيابياً ، فيما فازت المعارضة بـ 57 مقعداً، فما الذي حصل بالتحديد؟

الشيء الوحيد الذي أعرفه في الوقت الحاضر هو أن اللبنانيين قد قالوا كلمتهم، واختاروا الموالاة بالأكثرية على المعارضة، ليأتي الواقع مخالفاً لكل ما يُقال، وهم بذلك – أي اللبنانيون – قد صوّتوا للخط المنادي بلبنان قوي لا سلاح فيه إلا سلاح الدولة، لا محل فيه لأطراف داخلية تملك سلاحاً دون الآخر، حتى لو كان المبرر المعلن هو مقاومة إسرائيل. فمقاومة إسرائيل حق مشروع، وإنما تقوده الدولة لا طرف من أطراف الصراع في المعادلة السياسية المحلية.

وقد حاولت المعارضة بعد الهزيمة أن تعزو الخيبة بعيداً عن حيثيات الأرقام إلى عدة عوامل، أهمها: دور المال السياسي في شراء ذمم الكثير من المواطنين، والتلويح الأمريكي بامتناع الحكومة الأمريكية عن التعاطي مع لبنان في حال انتصار حزب الله، أما ثالثة الأثافي فهي خشية اللبنانيين من حصول ضربة إسرائيلية استباقية على بيروت في حال فوز المعارضة.

الأسباب الثلاثة في جوهرها لا ترقى إلى أن تُشكل انقلاباً في رأي الشارع اللبناني بين ليلة وضحاها، فالمال السياسي لا يستطيع أن يُحقق لك انتصاراً بنسبة 54% ، فأنت لا تستطيع بنقودك أن تشتري ذمم نصف المُصوِّتين، وإلا كان معنى ذلك الطعن في ذمة شعبٍ بأكمله. هذا فضلاً عن أن المعارضة لم تستطع إثبات حادثة واحدة تدل على ما تُجاهر به من دور المال السياسي في الانتخابات اللبنانية! وعن الوعيد الأمريكي والمخاوف اللبنانية من ضربة إسرائيلية، فكلا السببين ليس بإمكانهما أن يُغيرا مواقف جذرية يؤمن بها أية مواطن.

إن السبب الوحيد وراء ما حصل يكمن في أن أقطاب المعارضة استطاعوا أن يقلبوا الواقع في عيون المشاهدين، واستطاعوا أن يُوهموا الناس بأنهم يمثلون غالبية الشعب اللبناني، وأن الأكثرية التي تدعيها الموالاة لنفسها ليست أكثر من أكثرية وهمية سيسقط قناعها عشية الانتخابات النيابية، والحقيقة هي أنه في ليلة الانتخابات قد تساقطت أقنعة المعارضين.

وبالحق أني لن ألوم أحداً إن هو شعر بالخديعة ليلة الانتخابات، لأن الخديعة قد وقعت وقد صوَّر لنا المعارضون أن الليلة المنشودة لن تمر حتى تكون المعارضة قد حازت على غالبية المقاعد النيابية.

ولعلنا لو عدنا بالذاكرة العربية إلى الوراء سوف نتأكد من أن الخديعة التي حصلت في لبنان ليست هي الخديعة الوحيدة التي انطلت على الشعوب العربية في التاريخ العربي المديد، فقبلها قد كان الكثير من الخدع، وأقربها ما حدث عشية الانتخابات الأمريكية في عام 2004، إذ صوَّر لنا الإعلام العربي كله بأنه من سابع المستحيلات أن يجلس الرئيس الأمريكي جورج بوش على كرسي الرئاسة ثانية ولولاية جديدة، وأن النصر لا محالة من نصيب المرشح الديمقراطي جون كيري. فماذا كانت النتيجة ؟ أربع سنوات جديدة للرئيس جورج بوش في البيت الأبيض! وللقارئ أن يقيس حجم الخديعة التي مارسها الإعلام المضاد على الشعب العربي عبر التاريخ العربي المعاصر.




#طارق_قديس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قبل وبعد
- قراءة في حج الحَبْر الأعظم
- الرقص مع محور الشر
- فوبيا إنفلونزا الخنازير
- العروق المفتوحة لأمريكا اللاتينية
- عزازيل
- إسرائيل بين حماس وشاليط
- التُرابي والمحكمة الجنائية الدولية
- جريمة في خان الخليلي
- في انتظار مروان البرغوثي !
- اختطاف الشارع الفلسطيني
- هل أردوغان زوبعة في فنجان؟
- باي باي غوانتنامو !
- فواتير الحرب والسلام
- العرب ظاهرة فوق صوتية !
- خروج مصر من التاريخ
- لغز تفجيرات مومباي!
- عصرالنازيين الجدد
- إيران وهبوط سعر النفط
- أوباما هو الحل!


المزيد.....




- حاول اختطافه من والدته فجاءه الرد سريعًا من والد الطفل.. كام ...
- تصرف إنساني لرئيس الإمارات مع سيدة تونسية يثير تفاعلا (فيديو ...
- مياه الفلتر المنزلي ومياه الصنبور، أيهما أفضل؟
- عدد من أهالي القطاع يصطفون للحصول على الخبز من مخبز أعيد افت ...
- انتخابات الهند.. قلق العلمانيين والمسلمين من -دولة ثيوقراطية ...
- طبيبة أسنان يمنية زارعة بسمة على شفاه أطفال مهمشين
- صورة جديدة لـ-الأمير النائم- تثير تفاعلا
- الدفاع الروسية تعلن إسقاط 50 مسيرة أوكرانية فوق 8 مقاطعات
- مسؤول أمني عراقي: الهجوم على قاعدة كالسو تم بقصف صاروخي وليس ...
- واشنطن تتوصل إلى اتفاق مع نيامي لسحب قواتها من النيجر


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - طارق قديس - ليلة سقوط الأقنعة في لبنان