-مجلس الشياطين- يطالب بالإفراج عن -مفتى الإرهاب-

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3665 - 2012 / 3 / 12 - 14:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** ما أشبه هذه الأيام السوداء التى تمر بها مصر ، بكابوس وحلم مخيف ، يذكرنا بساعات وأيام نكسة 1967 .. ولكن مع الفارق الكبير .. ففى أيام النكسة ، رفض الشعب الهزيمة ، وإلتفوا جميعا حول الزعيم الراحل "جمال عبد الناصر" .. حتى حققوا النصر الكبير ، والعبور فى أكتوبر 1973 ..

** أما فى هذه الأيام السوداء .. فقد هزمت مصر ، وسلمت شرفها ، وعرضها لمجموعة .. إنتصاراتهم مصبوغة بالدماء ، وأمجادهم فوق جثث الأبرياء ، ولا يهمهم أن تتحول البيوت إلى مقابر ، والمدن إلى أشلاء ..

** فى الجلسة التى عقدت بالمجلس أمس .. لم نرى أى مناقشات ، ولكن ما رأيناه هو هجوم معد مسبقا ، لسحب الثقة من الحكومة .. حتى يتم لهم ، تكوين حكومة من هذه الجماعات .. وهذا هو أسلوبهم الذى إعتادوا على إستخدامه .. فليس بغريب عليهم الصوت العالى ، والشراسة ، وعدم السماع ، وتخويف وإرهاب كل من يخالفهم فى الفكر والرأى .. بل إن أحد هؤلاء النواب ، وهو أحد الشيوخ قال "أن هذا المجلس لا يصدر توصيات ، وإنما يصدر قرارات فورية ثورية ، وتنفذ فورا" .. وبالطبع نالت هذه الكلمات إعجاب الحضور ، فظلوا يصفقون له ..

** فى البيان الحكومى الذى ألقته الدكتورة "فايزة أبو النجا" .. للرد على المجلس .. كشفت وقائع وأسرار خطيرة فى الشأن الأمريكى ، لتمويل منظمات المجتمع المدنى .. وبدلا من مطالبة المجلس بمزيد من الوقائع ورفض السياسة الشيطانية الأمريكية .. ثار المجلس ضد الوزيرة .. مطالبين بسحب الثقة .. وإنطلقت صيحات الإخوان "عاوزين الحكومة .. عاوزين الحكومة" .. على طريقة "عاوزين أختنا كاميليا" .. وبالطبع قال البعض "أننا هنا بناء على إرادة شعبية ، وإنتخابات برلمانية نظيفة" .. وهى الكلمة التى تتكرر كل لحظة ، أثناء عقد جلسات البرلمان .. رغم معرفة كل هؤلاء النواب ، كيف خدعوا الجهلاء والبسطاء ، فى السطو على المجلس ، بعد أن خلت الساحة من المنافس لهم ..

** سمعنا النائب "محمد البلتاجى" ، وهو يطالب بعقد إجتماع طارئ حتى تستجيب الحكومة للمجلس ، وتقدم إستقالتها فورا .. وهذا المطلب الذى طالب به قبل ذلك .. د. "عصام العريان" ، وطالب به د. "أكرم الشاعر" .. بنفس أسلوب إعتصامات التحرير .. ومع ذلك لم يعلق نائب واحد على بيان د. "فايزة أبو النجا" .. بل طالب نائب إخوانى ، بإطلاق حرية عمل منظمات المجتمع المدنى ، ومجالس حقوق الإنسان ، وعدم فرض أى قيود للحد من نشاطهم .. وبالقطع تم التصويت على سحب الثقة .. لكى يعلن المجلس الموافقة على إعدام الحكومة ، وتشكيل حكومة إنتقالية سميت "حكومة ثورية" ، من هذا المجلس ..

** ثم تقدم رئيس المجلس ، بطلب الموافقة على توجيه طلب للكونجرس الأمريكى ، للإفراج عن مفتى الإرهاب "الشيخ عمر عبد الرحمن" .. والإفراج الفورى عن كل المعتقلين فى السجون الأمريكية من الجماعات على خلفية أى قضايا إرهابية .. وبهذه المناسبة طلب أحد النواب الكلمة .. وطالب بالإفراج عن زميل لهم ، فى أحد سجون أوربا .. فما كان من رئيس المجلس إلا أن قال له "خلينا هنا فى أمريكا" ...

** بل أن المدهش .. أن يطالب بعض الأقباط للإنضمام لهذا المطلب .. بل لقد سمعنا أن أحد أباء الكهنة المهتمين بالشأن السياسى ، طالب هو الأخر بالإفراج عن الشيخ "عمر عبد الرحمن" .. وهو ما دعانا إلى إلقاء الضوء على بعض فتاوى هذا الشيخ :

فى فتوى للشيخ "عمر عبد الرحمن" .. عن السياحة .. يقول "السياحة حرام .. ومصر لا تحتاج إلى السياح الذين يتوافدون عليها ، لكى يكسب الناس من ورائهم ، ويجب على السياح أن يبتعدوا عن بلادنا ..

** هذه الفتوى نجدها فى كتاب للشيخ "عمر عبد الرحمن" بإسم "دار الوطن" للنشر .. والمؤلف "محمود فوزى" ..

** هذا نموذج لعشرات الفتاوى التى أصدرها الشيخ فى السبعينات ، وتدور كلها على تكفير الأقباط ، وشعارات ضد السياحة مثل "السياحة حرام" .. و"دخل السياحة حرام" .. بل أن الشيخ كان يطالب فى بعض خطبه داخل المساجد ، بهدم الهرم وأبو الهول ، بالمعاول .. حتى لا يجد السياح ما يغريهم ، بالحضور إلى بلادنا .. وقد أدت هذه الفتاوى والأفكار الجهنمية إلى تكوين فرق وتشكيلات من الجماعات ، مهمتها مطاردة السياح ، وقتلهم فى أى مكان من القاهرة إلى الأقصر وأسوان .. وبلغ هذا السلوك العدوانى القمة فى مذبحة الأقصر الرهيبة عام 1997 ، التى راح ضحيتها 66 سائحا سويسريا .. جاءوا إلى مصر الحضارة .. مصر السلام .. يحملون لنا كل إعتزاز لتاريخنا الفرعونى ، ولشعبنا كل تقدير وإحترام .. جاءوا يحملون السلام ، وسنابل القمح يقدموها إلى مصر الحضارة ، فإستقبلناهم بالمذابح الجماعية ، وطوابير الإعدام !!! .. لنعيدهم إلى أوطانهم فى أكفان وتوابيت طائرة .. بعد أن مثل بجثثهم فى أبشع صورة دموية ، وأبشع مجزرة شهدتها مصر !!! ...

** والعجيب أن تنتقل هذه الفتاوى الشيطانية ، بسرعة رهيبة من بلد إسلامى ، إلى بلد أخر .. ففى أندونيسيا التى تعتبر السياحة فيها من أحد موارد الدخل الرئيسية .. إنقض أعضاء الجماعات الإرهابية على السياح فى جزيرة "بالى" .. وهم يحملون السيوف والسكاكين ، وقتلوا 180 سائحا أجنبيا .. وكما حدث فى مذبحة الأقصر من التمثيل بالجثث ، تكرر حدوثه فى هذه المذبحة الدموية ...

** وفى 18 مايو 2003 .. نفذت الجماعات الإرهابية فى مدينة "الدار البيضاء" بالمغرب .. مذبحة أخرى ، حيث أطلقوا النار ، وفجروا الأثار ، حتى بلغ عدد القتلى 40 ، وعدد الجرحى 100 .. بل أنه بلغ التضليل فى عقول بعض الشباب بتفجير أنفسهم فى وسط السياح المسالمين .. لكى يقتل أكبر عدد من السياح والمواطنين ، بعد أن يقوموا بعملية غسيل لأفكارهم وأدمغتهم ، بفتاوى الإستشهاد ، وحصوله على الجنة ونعيمها ، حيث الأولاد المخلدون وبنات الحور ..

** هذه هى بعض فتاوى مفتى الإرهاب "عمر عبد الرحمن" .. الذى تندلع المظاهرات يوميا ، أمام السفارة الأمريكية للمطالبة بالإفراج عنه ، وعودته إلى مصر .. وهى نفس المطالب التى تبناها مجلس "قندهار" ...

** ومازلنا نتوجه بالسؤال للمجلس العسكرى .. بأى دين ، وأى شرع ، وأى فكر ، وأى قسم عسكرى .. أقسمتموه للحفاظ على تراب هذه الوطن .. والأن نرى أن هناك عمليات تسليم وطن بأكمله ، لجماعات محظورة منذ ما يقرب من 100 عام .. فلمصلحة من يقدم المجلس العسكرى .. مصر .. على طبق من الذهب لجماعة الإخوان ؟!!! ... هل من ينقذ هذا الوطن ؟!! .. وهل من مجيب ؟!!! ...

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل