متى يتكلم -المجلس العسكرى-

مجدى نجيب وهبة

الحوار المتمدن-العدد: 3627 - 2012 / 2 / 3 - 18:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

** لا شك أننا أمام لغز كبير ومحير ، وليس له أى مبرر .. وهو الصمت القاتل لـ "المجلس العسكرى" .. كتبت مقالات عديدة أحاول أن أحث المجلس على إتخاذ قرار واحد منذ توليهم المسئولية لصالح هذا الشعب ، وللأسف كانت القرارات تأتى عكسية ، ولصالح فصيل واحد وهو جماعة "الإخوان المسلمين" ..

** منذ تنحى الرئيس "مبارك" عن الحكم ، والكوارث تهل علينا فى كل ربوع المحروسة .. بدأت هذه الكوارث بأحداث عنف ضد الأقباط ، كانت أشد هذه الأحداث هدم كنيسة "صول" بمركز "أطفيح" .. وظل الأقباط يتظاهرون أمام ماسبيرو حتى خرج بيان من المجلس العسكرى بإعادة بناء الكنيسة .. ولكن للأسف دون القبض على أى من الجناة .. ومع ذلك شكرنا المجلس ولم نتحامل عليه .. ثم رفض شعب قنا تعيين محافظ قبطى ، وتم قطع الطريق ، وإتلاف خطوط السكك الحديدية أكثر من أسبوعين ، ولم تعود الحياة إلى مجراها إلا بعد رضوخ المجلس العسكرى لمطالب الإسلاميين وأقالوا المحافظ القبطى قبل تعيينه .. وثالث هذه الجرائم هو الإعتداء على كنائس إمبابة وحرقها ، ونهب محلات ومنازل الأقباط ، وسقوط شهداء .. وظلت الأحداث مشتعلة أكثر من يومين ، والكنائس تشتعل ، وفى كل حادث طائفى يكون هناك ذريعة أو سبب وهمى ، إما علاقة عاطفية أم ساقطة هربت مع مسلم ، وإقامة علاقة زنا ، ثم عادت وأشعلت المنطقة التى تقيم فيها .. وهذا هو الهدف .. ومع ذلك لم يقبض المجلس العسكرى سوى على فرد أو إثنين ، ومازالت محاكمتهم مستمرة ..

** تجرأ المتطرفين والمتشددين على الأقباط ، وأصبحنا نرى جرائم قتل فى وضح النهار ، وتنفيذ الحدود على بعض الأقباط بزعم علاقات مشبوهة مع مسلمات .. ثم جريمة هدم كنيسة "المريناب" .. وظل المجلس العسكرى صامتا .. هذا بجانب جرائم خطف الفتيات وإجبارهن على الأسلمة تحت ضغط الإرهاب بعد إغتصابهم .. ولا يقدم المتهمين إلى المحاكم ، بل يتم تنصيبهم الأوسمة ، وإذا حدث العكس ، فيمكن أن تحرق منازل الأقباط ، ويطردوا من منازلهم من أجل شائعة أو تداول صورة لفتاة ساقطة عبر بعض الموبايلات فتكون النتيجة كارثية ، دون التحقيق أو معرفة الدوافع .. فأصبحنا نعيش فى جو مخيف ، ومرعب ، وتتكرر الإعتداءات بصورة يومية ، والمجلس العسكرى "لا يرى .. لا يسمع .. لا يتكلم" .. حتى عندما قرر الأقباط الخروج فى مظاهرات حتى ماسبيرو للتعبير عن غضبهم ، خرجت فى الإعلام المصرى المذيعة "رشا مجدى" تناشد المصريين بالخروج فورا للدفاع عن الجيش المصرى الذى يتعرض للضرب من قبل الأقباط .. مع العلم أنه فى ذلك الوقت كانت الضحايا تتساقط كالعصافير وتدهسها المدرعات .. وكانت مأساة .. ومع ذلك لم يقدم متهم واحد ، ولم نسمع عن أى محاكمات أجريت ، بل أنه تم القبض على بعض شباب قبطى ..

** أما على جانب الدولة .. فقد إنتشرت الفوضى والبلطجة ، وخطف الأفراد للمساومة عليهم والمطالبة بالفدية وحمل السلاح ، والهجوم على محلات الصاغة وإقتحام البنوك بالأسلحة الألية وسرقتها ، والهجوم على سائقى السيارات ، وإجبار أصحابها على تركها .. وإذا رفضوا ، رصاصة واحدة تسقطهم ، ويتم إلقائهم فى الطريق ليهرب المجرمين بالسيارة .. والمجلس العسكرى "لا يرى .. لايسمع .. لا يتكلم" ... طالبنا فى أكثر من مقال بإغلاق ميدان "التحرير" ، وتفعيل القانون .. بعد القبض على العديد من البلطجية وإنتشار الدعارة فى الخيام ، وبإعتراف بعض الشباب تحولت الخيام فى التحرير إلى ممارسة الدعارة ، وتعاطى المخدرات .. ومع ذلك المجلس العسكرى ودن من طين ، وودن من عجين .. وكالعادة "لا يرى .. لا يسمع .. لا يتكلم" .. رغم أنه سبق أن قامت الشرطة العسكرية بالقبض على العديد من المجرمين من داخل الخيام ، وضبط معهم أسلحة نارية وأسلحة بيضاء ومخدرات ، وقد عرضهم التليفزيون المصرى وكان معهم بعض الفتيات ، وعرضت معهم الأسلحة المضبوطة والمخدرات .. وتم إزالة هذه الخيام ، ولا يمضى بضعة أيام إلا وتبدأ الدعاوى تنطلق من الإعلام تطالب المجلس العسكرى بالإفراج عن هؤلاء الذين قبضوا عليهم ، فهم ليسوا بلطجية ، ولكنهم "ثوار".. وبالفعل يتم الإفراج عنهم ، ونظل فى حالة دهشة وذهول .. فإذا كان الذين قبض عليهم المجلس العسكرى بهذه الصفة ، وتم ضبطهم فى أوضاع مخلة ومعهم فتيات ، ومعهم أسلحة ومولوتوف ، ومواد مخدرة .. يقال عنهم "ثوار" .. فكيف إذن يكونوا البلطجية ؟!!! ...

** تكررت هذه الأحداث المؤسفة ، ويتم القبض على البلطجية ، ثم يتم الإفراج عنهم .. وتزداد البلطجة فى الشوارع ، ويزداد العنف ضد الشرطة .. وكلما حاولت الشرطة أن تؤدى دورها .. كانت تعد الإتهامات لها بإستخدام "القوة المفرطة" ..

** كتبنا كثيرا .. نحذر المجلس العسكرى أن الوطن فى خطر ، ولكن لا حياة لمن تنادى .. كتبنا أكثر من مقال عن المخطط الذى تديره أمريكا لإسقاط مصر ، بل وإسقاط جميع الدول العربية .. والمجلس العسكرى "لا يرى .. لا يسمع .. لا يتكلم" .. بل أنه كانت هناك عديد من التصريحات التى صدرت من المجلس العسكرى بالتحذير من مخطط خارجى وداخلى ، لزعزعة الإستقرار فى مصر لإسقاطها .. ومع ذلك لم تكشف المصادر العسكرية عن القبض على فرد واحد ، رغم أن كل شئ أصبح واضح ومعلن ويتم تداوله عبر مواقع الإنترنت وصفحات الجرائد والقنوات الفضائية .. ومع ذلك يرفض المجلس العسكرى أن يكشف عن الطرف الثالث أو اللهو الخفى ، لكى يبرئ نفسه بعد أن بدأت تطوله الإتهامات بتدبير كل هذه الأحداث ..

** فى الأحداث الثلاثة الأخيرة "ماسبيرو ، ومحمد محمود ، ومجلس الوزراء" .. الجرائم واضحة وصريحة ، ومعلنة بالصوت والصورة ، وتم الإعتراف من البعض أن هناك عناصر تمولهم سياسيه وشخصيات عامة وتم إيداع هؤلاء الصبية فى السجون .. ورغم ذلك لم يتم القبض على أى عنصر من هذه العناصر التى كشفت عنها بعض المصادر .. بل أنه تم إستدعاء البعض للتحقيق ، وخرجوا وهم يقولون لقد إستدعينا للشهادة ..

** حتى الأحداث الأخيرة وسقوط العديد من القتلى فى مباراة لكرة القدم داخل إستاد "بورسعيد" .. والذى أدى إلى هذه المجزرة إلى إسقاط الرياضة فى مصر .. فلم تعد الملاعب أمنة ، وإنهارت الرياضة ، كما إنهارت السياحة .. كما تنهار مصر .. فلماذا يظل المجلس العسكرى صامتا .. ويظلوا يتحدثون عن عناصر مندسة ومؤامرات خارجية ، ونحن نعلم ذلك جميعا .. ولكن المجلس العسكرى يظل صامتا والنائب العام لا يشغله إلا القبض على النظام السابق .. ويظل الشعب يتساءل ، لماذا هذا الصمت .. ولمصلحة من تنهار الدولة ، وأصبح الشعب يفقد الثقة فى وطنه ، وفى بلده ، وفى أرضه .. لقد مللنا .. نقول لكم مهما كانت المبررات أو التهديدات التى تصل للمجلس العسكرى والجيش المصرى .. فمصر بها 85 مليون مواطن ومواطنة شرفاء .. ولو إستبعدنا الفئة الضالة سيكون بمصر 84 مليون مواطن شريف ، مستعدون أن يكونوا قنابل ناسفة فى وجه "أوباما" ، أو "إسرائيل" .. أو حتى من يدعمهم .. نعم .. سنكون 84 مليون شهيدا فى سبيل مصر ..

#مجدى_نجيب_وهبة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل