أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حميد حسين البطاينة - قانون الأحزاب الاردني وأسلمة الموقف السياسي














المزيد.....

قانون الأحزاب الاردني وأسلمة الموقف السياسي


خالد حميد حسين البطاينة

الحوار المتمدن-العدد: 3658 - 2012 / 3 / 5 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصدر الشيخ يوسف القرضاوي فتواه الأخيرة في تحريم زيارة القدس والأقصى مقدما إدعاءا صريحا بأن الله يتبنى الموقف السياسي لحركة حماس وحركة الإخوان المسلمين ، ومتجاهلا حقيقة أن حادثة الإسراء والمعراج تمت بينما كانت الأراضي المقدسة خاضعة للإحتلال الروماني ومتجاهلا الأحداث التي سبقت صلح الحديبية والعديد من أحداث و تفاصيل السيرة النبوية .
الفتوى السابقة تقدم مثالا على التوظيف السياسي للإسلام . وتتضمن توصيفا ضمنيا لأي موقف سياسي مخالف لمضمونها بمخالفته لشرع الله ، وهنا مكمن خطورة تلك الفتوى لأنها تحول الموقف السياسي الى موقف غير قابل للجدل أوالرد .
والتوظيف السياسي للإسلام وأسلمة الموقف السياسي ليس أمرا جديدا لدى الحركات الإسلامية بشكل عام والإخوان المسلمين ، الذين ينتمي إليهم صاحب الفتوى ، بشكل خاص . ويعد الوسيلة الرئيسية لدى تلك القوى للوصول الى كراسي الحكم ، وهو الأمر الذي قد يقود البلاد العربية الى دخول مرحلة تشبه القرون الوسطى في أوروبا. ولا يمكن أن يكون وصول هؤلاء الى كراسي الحكم وسيلة لترسيخ الديمقراطية ، لأنه لا يمكن لهم القبول بالديمقراطية والتعددية بعد أسلمة مواقفهم السياسية ، بما يشير ضمنيا الى أن أي موقف مخالف لمواقفهم هو كفر وضلال ومخالفة لشرع الله .
ونشير في هذا السياق الى ضرورة تعديل الفقرة ب- من المادة الرابعة من مشروع قانون الأحزاب , والتي تنص على أنه "لا يجوز تأسيس الحزب على اساس طائفي او عرقي او فئوي... ". والاصل ، وكما يشير الزميل اسامة الرنتيسي ، ان يأتي النص بوضوح, "لا يجوز تأسيس الحزب على اساس ديني.." فتأسيس الاحزاب على اساس ديني, يشكل خطورة على النسيج الوطني, وحتى تسمية الحزب على سبيل المثال "الوسط الاسلامي" او " جبهة العمل الاسلامي" او غيرها, فيه محاولة تكسب سياسي بعد سيطرة حالة "التدين الشعبي" على الناس, والذي من خلاله تكتسح الاحزاب ذات التسمية الاسلامية صناديق الاقتراع, حيث يصوّت الناخب للحزب الاسلامي, ليس على برنامجه وتوجهاته وخطابه السياسي, بل على علاقة هذا الحزب بالتسمية الدينية فقط, ويستكمل الرنتيسي نقده لمشروع القانون بطرح السؤال التالي : هل يسمح قانون الاحزاب بتأسيس الحزب الديمقراطي المسيحي مثلا, او الحزب المسيحي الكاثوليكي?. ونضيف : أو "حزب جبهة العمل المسيحي" ؟
الانجاز التاريخي للاخوان المسلمين هو شعار "الاسلام هو الحل" : لكن هل هذا الشعار صالح كشعار سياسي ؟ نؤمن بأن الاسلام مكون اساسي في الحضارة والمجتمع ، ولكن لو أخذنا مثلا مشكلة البطالة ، فهل يعني ذلك الشعار أن حل المشكلة يتمثل بدخول المواطنين من أتباع الديانة المسيحية الى الإسلام ؟ وماذا عن المواطنين المسلمين الذين يعانون البطالة ؟ هل اسلامهم ناقص ، ويهدف المشروع السياسي لدى الاخوان الى استكمال أسلمتهم ؟ ليكون بذلك مشروعا دعويا وليس سياسيا . في الحقيقة ، فذلك الشعار لا يشكل الا وسيلة للتكسب السياسي ، ويشكل وسيلة للتهرب من تقديم مشروع سياسي عملي ومفصل يلتزم بروح الاسلام عبر تقديم الحلول للمشكلات التي يعاني منها المواطن ويحقق مصالحه .
الامام محمد عبده " وهو أحد أهم رموز النهضة الاسلامية في بداية القرن الماضي ، قال مقولته الشهيرة بعد زيارته الى فرنسا ، وهي " أنه ،في فرنسا ، هناك إسلام وليس هناك مسلمين بينما في البلاد العربية فهناك مسلمين وليس هناك إسلام " وكان يقصد بذلك أن الديمقراطية والعدالة والحضارة السائدة بالغرب هي الاقرب الى روح الاسلام بينما غيابها في البلاد العربية يجعلها أبعد عن الإسلام رغم وجود المسلمين والمتأسلمين وتجار الاسلام السياسي في البلاد العربية وهم الأخطر على الإسلام كما يرى الامام محمد عبده الذي عبر عن تلك الحقيقة في بيت شعر يحمل الكثير من المعنى حين قال :
لكنه دينٌ أردتُ صلاحهُ ........... أُحاذرُ أن تقضي عليهِ العمائمُ
وخطورة هؤلاء على الدين تتمثل في حقيقة أنهم يربطونه بسلوكهم السياسي فعملهم هو العمل الاسلامي كما يشير اسم الحزب ، ومنهجهم في الحكم ، ومشروعهم هو المنهج والمشروع الإسلامي ، مما سيعني في حال فشل ذلك المشروع فشل الدين الاسلامي وهذا ما لا نقبل به . لذلك نطالب بفصل المشروع السياسي والموقف السياسي عن الدين الاسلامي ، ونسبته الى القائمين عليه ، رفقا بهذا الدين .بحيث لا يتم وصفه بالعمل الاسلامي بل بعمل هؤلاء المتأسلمين الذين يستخدمون تلك التسميات في المزايدة على القوى السياسية الاخرى . فجميع الاحزاب العاملة في المجتمعات الاسلامية ، تعكس التراث والحضارة العربية الاسلامية التي ينتمي اليها منتسبوها ومؤسسوها بالضرورة ، وان لم يتم اعلان ذلك بالتسميات : وقد يكون اعلان ذلك محاولة اقصاء للاخر الذي بالضرورة لن يكون عمله اسلاميا . لا يجوز لنا كمسلمين أسلمة طروحاتنا السياسية ، لاننا لا نمثل الدين الاسلامي ولا نقبل أن تجير اخطائنا وفشلنا وأطماعنا لتنسب الى الدين الإسلامي .
في مرحلة المد الاشتراكي والشيوعي حاول تجار الاسلام السياسي توظيف الاسلام والدفاع عن الاشتراكية من خلاله فصدرت كتب تحمل عناوين مثل "الاشتراكية في الاسلام" ، والان في عصر الرأسمالية يحاول هؤلاء تقريب الاسلام من المنهج الرأسمالي ، وقد تصدر في الأيام القادمة كتابات تحمل عناوين مثل " الرأسمالية في الإسلام " ، وخصوصا في ظل التقارب الكبير بين الولايات المتحدة والحركات الاسلامية ، وهي التي مهدت لهم الطريق الى كراسي الحكم في العديد من البلاد العربية . تلك التقلبات في المواقف ظاهرة معهودة ، ونتوقع أن نشهد العديد من أمثلتها في المرحلة القادمة ، خصوصا في ظل السعي المحموم لدى هؤلاء المتأسلمين للوصول الى كراسي الحكم .



#خالد_حميد_حسين_البطاينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بشار الأسد ونظامه في مواجهة المؤامرة الروسية
- بلادي وكسرى (قصيدة من الأردن)
- يحدث في الأردن : مكافأة وحماية الفساد كخيار استراتيجي
- حقيقة نهج المقاومة لدى -آل الأسد-
- متى يحرر بشار الجولان ؟
- الأساليب -الإصلاحية- لدى بشار الأسد
- العلامة الدولية 79 / سيناء
- نصرة الشعب السوري تحت الإحتلال
- سقوط طاغية الشام
- ملاحظات حول الحراك السياسي في الأردن في ظل الربيع العربي
- الوعي السياسي لدى أبناء قرى وبادية الشمال في الأردن
- لواء ذيبان وإطلالة الربيع الأردني
- حكايات
- سوق سوداء لمتطلبات التعليم العالي في الاردن
- انجازات العهد الملكي الجديد في الاردن
- رسالة من الاردن : موضوع مترجم
- حنين الى سكينة الجهل
- جرائم الطاعة والاولاء : قراءة أولية
- مغالطات وحقائق
- لغة الخطاب السياسي وأسس نظام الحكم في الاردن


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد حميد حسين البطاينة - قانون الأحزاب الاردني وأسلمة الموقف السياسي