أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم منصوري - الجميلة والمأزوم














المزيد.....

الجميلة والمأزوم


إبراهيم منصوري

الحوار المتمدن-العدد: 3657 - 2012 / 3 / 4 - 22:28
المحور: كتابات ساخرة
    


في يوم ربيعي مزهر، كان عمر البوسعيدي، ذلك العامل البسيط لدى شركة كهربائية بشرق المغرب الأقصى، مسافرا على متن حافلة مهترئة، عائدا إلى بلدته بسهول منطقة الحوز. كانت الحافلة غاصة بالمسافرين رجالا ونساء، شبابا وشيبا وأطفالا حتى ليخال إليك أنها تنقل صناديق من سمك السردين. أينما وليت وجهك تسمع ضجيج الأطفال وأصوات الرجال وهم يتجاذبون أطراف الحديث ونمائم النساء وهن يخضن في تفاصيل الأحداث والحوادث.

كان من بين المسافرين شخص غريب الأطوار، أنيق، خجول ومزهو بنفسه. يبدو في الثلاثين من عمره، شاحب الوجه لا يلوي على شيء ولا يكلم أحدا. يبدو أنه يعاني من مغًص ما أو صداع ما أو ما شابه ذلك. كان يترنح يمينا وشمالا كأن فيه مسا من الجنون، فأحاط به الناس من كل جانب يستفسرونه عن حاله حتى لاحظوا أن قضيبه منتصب منذ الصباح الباكر وأقسم ألا ينثني. فكر الكثير من الرجال أن يطلبوا من سائق الحافلة التوقف في أقرب مدينة لإعطاء الرجل الإسعافات الضرورية قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباه، غير أن رجلا حكيما طاعنا في السن كان له رأي آخر. بعد تفكير عميق، طلب الرجل الحكيم من سائق الحافلة التوقف على قارعة الطريق ومن مسافرين شابين حمل الرجل المريض خارج الحافلة. مدد المأزوم على التراب وهو يتصبب عرقا وقضيبه ما زال منتصبا يرنو إلى السماء ويحملق في القمر...

صعد الرجل الحكيم من جديد إلى الحافلة فولى وجهه صوب النساء اللواتي كن في أغلبيتهن جالسات على المقاعد الخلفية، فناداهن بصوت كله حزم وثقة في النفس: "أيتها النساء، لقد علمتني التجربة وكثرة الترحال في بلاد الله أن خلاص الرجل المريض بأيديكن! فقد تعلمت أن أية امرأة تعرف أنها لم تزني قط على زوجها تستطيع أن تشفي هذا المأزوم بتخطيه ثلاث مرات، فمن منكن تستطيع القيام بهذا العمل الجليل، جازاكن الله خيرا؟ طأطأت جميع النساء رؤوسهن معلنات عجزهن عن فعل أي شيء إلا امرأة شابة جميلة منهن كان رأسها مرفوعا تحملق في وجه الرجل الحكيم وكأنها تريد التفضل بالمساعدة والتعاون. ناداها الحكيم وكانت رفقة زوجها الأسمر وهي تحمل بين ذراعيها طفلها الصغير: "أتتفضلين أيتها السيدة المحترمة بتخطي المأزوم حتى يشفى وسيجازيك الله خيرا إن شاء الله؟".

شمرت المرأة الشابة الجميلة عن ساعديها فنزلت من الحافلة وهي تسير بخطى متثاقلة نحو الرجل المأزوم الذي ما زال ممدودا على الأرض بانيا خيمته القضيبية بما أوتى من قوة. التف الجميع حول المشهد الخالد ثم تفسحوا لمرور المرأة الشابة نحو موقع المأزوم. بعد تخطيها للجسم الممدود ثلاث مرات بالتمام والكمال، استوقفها الرجل الحكيم الذي بدأ للتو يلاحظ أثار العملية على حالة المأزوم. أمام استغراب الجميع، هوت خيمة المأزوم القضيبية وكأنها لم تنصب قط وخرج ماء الرجل بكميات دافقة وافرة مبللا سروالها البني وكأن قنبلة موقوتة انفجرت بعد طول انتظار. بدأت أسارير المأزوم تنفتح بعد انقباضها السرمدي لساعات. انهزمت خيمة المأزوم بعد أن أقسمت ألا تتهاوى ولو قرؤوا عليها تعاويذ الإنس والجان ولو كتبوا عليها طلاسم هاروت وماروت...

كان لتخطي الجسم الممدود والعضو المنصوب والرجل المأزوم وقعه المنتظر. بعد أن أخرج العضو ماءه الدافق الوافر، انهزم بعد أن تأزم؛ عضو مهزوم يسدي خدمة جليلة لرجل مأزوم! بالطبع، هذا الرابط العجيب غير مباشر لأن المرأة الشابة الجميلة هي بكل بساطة من هزمت العضو المنصوب فهوت بالخيمة المنصوبة وفتحت بذلك أسارير المأزوم...

استفسر المسافرون الرجل المأزوم الذي لم يعد مأزوما: "ما خطبك يا ابن البلد؟ كيف تأزمت إلى هذا الحد وكنت تترنح كشيطان رجيم؟ أأنت مريض أم فيك مس من الجنون؟ أكنت مسحورا من أحد أو من واحدة حتى فرج الله عليك بفضل هذا الرجل الحكيم المتنسك المتعبد جازاه الله خيرا؟ تمادى المأزوم في صمته المطبق كما كان يفعل منذ أن ابتلي بخيمته القضيبية ثم سكت برهة ثم نطق: "من حقي أن أعيش أزمة بل أزمات في هذا العصرالأزماتي ومن حقي مبدئيا أن أمرض كجميع مرضى العالم، ولكن الواقع يبدو وكأنه يقول بعدم حقي في المرض في هذه الأرض الطيبة الممتدة من المحيط إلى الخليج!". ثم استطرد قائلا: "أنا معلم في شرق المغرب الأقصى؛ متزوج وليس لدي أطفال، لكن زوجتي لا تسكن معي لأن راتبي الشهري لا يكفيني لإعالتها بمقر عملي، ولذلك تركتها عند والدي بجنوب المغرب، ولم أرها منذ ما يناهز ستة أشهر مع العلم أني لا أزني عليها". بعد زفرة طويلة، تابع كلامه قائلا: "أتدرون الآن لماذا كنت مريضا بذلك الشكل الذي رأيتم؟ كنت كذلك بالطبع لأني لا أزني على زوجتي، وأطلب من الله عز وجل أن يجازيني على هذا وأن يجازي هذا الرجل الحكيم المتعبد الناسك الذي فك أزمتي وعقدة صلبي".

فكر العامل الكهربائي عمر البوسعيدي لبرهة ثم سرح به ذهنه وكان يقول في قرارة نفسه: "أيكون الرجل الحكيم المتعبد الناسك فعلا هو الذي فك عقدة المأزوم؟ أليس من رجاحة العقل وإنصاف الآخر أن نقول إن تلك المرأة الجميلة هي التي فكت تلك العقدة؟ أليست هي فعلا من فكت العقدة لأنها تخطت المأزوم ثلاث مرات وكان ينظر إلى تضاريس جسدها حتى تدفق ماء؟ أيكون المأزوم في هذه الحالة قد زنى رغم أنفه؟"...مجرد فلسفة...مجرد منطق...



#إبراهيم_منصوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسمم غامض بمدينة التراب الغالي
- في رثاء الدكتور عبد المجيد الكوهن
- الثورات في العالم العربي وفساد النخبة المثقفة
- هيا رخمي صوتك فأنت امرأة
- رأس كبش العيد تصبح رأس فتنة
- بابليون حول قطر المربع
- عندما تتسطح القدمان ويلام الغدير
- رجل سلطة يفلسف تاريخ القمح
- أحمق يهزم عاقلا
- عندما يحتضر الفرس وتلام المرأة
- ...وسار على الدرب عاما حافي القدمين
- أربع وعشرون ساعة في أمستردام
- قصة قصيرة ولكنها من الواقع: (الفحام الوقح الجريء: زوجته وأتا ...
- بوكماخ في بلاد السنغال
- ذكرى الوالدة
- في مدح النمو: أشعار في مفهوم غير مفهوم
- قصيدة شوق جديدة: من اللسان الأمازيغي إلى لغة الضاد
- في مدح صاحب الجلالة أصل النمو: حفنة أشعار في مفهوم الادخار
- شركات الأمن الخاص بالمغرب: احترافية متدنية واستغلال بشع للعم ...


المزيد.....




- أقوى أشارة لتردد قناة روتانا سينما 2024 لمشاهدة أحلى الأفلام ...
- زوج الممثلة الإباحية يتحدث عما سيفعلان -بعد نهاية محاكمة ترا ...
- الممثل الأمريكي هاريسون فورد لم يساند في هذا الخطاب المظاهرا ...
- مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وبجودة HD ...
- لأول مرة.. مهرجان كان يخصص مسابقة لأفلام الواقع الافتراضي
- مشاهدة ح 160 مترجمة… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 والموعد ال ...
- ضجة وانتقادات تحيط بزيارة محمد رمضان لمعرض الكتاب بالرباط
- اليابان بصدد تطوير منظومة قائمة على الذكاء الاصطناعي للترجمة ...
- بالغناء والعزف على الغيتار بملهى في كييف.. بلينكن للأوكرانيي ...
- وفاة -سيدة فن الأقصوصة المعاصر- الكندية أليس مونرو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - إبراهيم منصوري - الجميلة والمأزوم