أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - الأب يوسف سعيد وداعاً














المزيد.....

الأب يوسف سعيد وداعاً


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 3655 - 2012 / 3 / 2 - 23:07
المحور: الادب والفن
    


الأب يوسف سعيد
وداعاً...
زهـدي الـداوودي
لا أعرف كيف دفعه القدر إلى أن يحط رحاله في كركوك، مدينة النار والنور.؟
ومن ثم يهاجر إلى بلاد الصقيع والبرد؟
هل كان يركض وراء الحرية؟
لم يدر بخلدي مثل هذا السؤال آنذاك، ولا في وقت لاحق. وإلا كنت سأطرحه عليه بلا شك.
كان ذلك في منتصف الخمسينات. كنت في الخامسة عشرة، حين قررنا، نور الدين الصالحي وجبران وأنا أن نزور الأب الشاعر يوسف سعيد في صومعته أو بالأحرى كنيسته الواقعة في منطقة كاورباغي. وجاء الاقتراح إما من يوسف الحيدري أو قحطان الهرمزي. وكان محتوى الاقتراح:"إنه معنا، يجب أن نزوره بين حين وآخر".
ما معنى معنا؟
كان ذلك أول مرة في حياتي أرى فيها سواء أكاهنا بملابسه الكهنوتية السوداء أم كنيسة بجوها السحري المقدس.
لقد انبهرت بالرجل وكنيسته.
وأدى هذا الانبهار إلى أن أتطرق إلى هذا الجو الكنسي وراعيه في روايتي "زمن الهروب" بعد أربعة عقود من الزمن.
علمت من كلماته الجميلة، التي نسيتها، ومن أسارير وجهه المشرقة وانطلاقه معنا بلا تردد، أنه معنا فعلا وإننا بدورنا معه أيضا. و لاحظت أنه كان في البداية متحفظا ومترددا، بيد أن جبراناً، أزال تحفظاته عندما بدأ يعرفنا به باللغة الكلدانية أو الأثورية لا أعرف بالضبط.
ولكنني ظللت أنظر إليه نظرة التلميذ إلى معلمه. وأحس هو بهذا. وحاول أن يزيل هذا الحاجز، ولكن عبثاً.
إذاً، كان هو المعلم، شئت أم أبيت.
كان الأب يوسف سعيد أحد أبرز عناصر جماعة كركوك.
أكبرهم عمراً وتجربة ودراية
وتمرداً، إذ أنه، من أجل الحرية، كان يخترق حتى الجبة السوداء التي كان يرتديها من أجل السماء، دون أن يدري أنه يقترب من الأرض، من الخطيئة، ولكن:
من منكم بلا خطيئة؟
كان طائرا يحلق على أبعد نجمة ، تاركا سربه ومغردا خارجه ومحاولاً أن يجعل من السماء والأرض منزلاً من الفردوس.
وظل يعيش مع هذا الحلم إلى أن غادرنا إلى الأبد،
طائراً فريداً من نوعه، يعشق الحرية ويبحث عنها في كل مكان.
سواء في أعماق السماء أم مجاهل الأرض.
وداعاً
الأب يوسف سعيد
لن ننساك
ولن تنساك
كركوك.



#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الذي قتل حليم دونر؟
- رهان
- نقاط الانفتاح
- اليسار واليمين
- مواهب مخفية في -عودة الشمس-
- نشوء الوعي القومي وتطوره عند الكورد
- ما زلنا عجولاً
- فقهاء المسجد والملا
- دولتى عليئه ى عثمانية
- الأواني المستطرقة
- الحاج طرشي و الفأرة
- قسم
- معطف الشقيق الأكبر
- إلى روح الشهيد جالاك سعيد مجيد
- رجاء، أوجدوا هذا المخطوف
- ذكريات مع مظفر النواب
- أسطورة أسمها عرفة
- تحولات من نوع آخر
- حركة الشباب: قوة محركة جديدة
- الزمن الرديء


المزيد.....




- مصر.. قرار من جهات التحقيق بخصوص صاحب واقعة الصفع من عمرو دي ...
- والد الشاب صاحب واقعة الصفع من عمرو دياب يكشف عن حالة نجله ب ...
- تابع الحلقة الجديدة 28 .. مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 28 ...
- تابع عرض مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 مترجمة عبر ترددات القن ...
- عقب فيديو الصفعة المثير للجدل..عمرو دياب يعرّض ليلى علوي لمو ...
- مترجمة وكاملة.. المؤسس عثمان الحلقة 164 بجودة HD على قناة ال ...
- -موسم طانطان- في المغرب يحتفي بتقاليد الرُّحل وثقافة الصحراء ...
- “احداث قوية” مسلسل قيامة عثمان الحلقة 164 عبر قناة Atv الترك ...
- ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل -سينما المقاومة- ويتوقع تغييرا في ...
- بعد جدل الصفعة.. هكذا تفاعل مشاهير مع معجبين اقتحموا المسرح ...


المزيد.....

- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد
- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهدي الداوودي - الأب يوسف سعيد وداعاً