أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم السيد - فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية














المزيد.....

فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية


قاسم السيد

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 21:35
المحور: الادب والفن
    



ان استطعت ان تصل بعمل سينمائي الى الأوسكار الذي يعد أحد اعظم واضخم المهرجانات السينمائية في الدنيا حتى وإن ركن هذا العمل على رفوف هذا المهرجان فهذا شيء رائع اما ان تلفت الأنتباه لهذا العمل داخل أروقة هذا المهرجان شبه الكوني للأعمال السينمائية فهذا شيء اكثر من رائع اما ان تحصل على جائزة فيه ولو لمفردة من مفردات العمل السينمائي كأفضل نص او تصوير او اخراج فهذا مؤشر على عظمة هذا العمل اما ان يفوز العمل بجائزة مميزة من جوائز المهرجان فهذا امر يستحق ليس الأنحناء اجلالا له بل امر يستحق الوقوف عنده طويلا طويلا جدا .
هذا ماحصل فعلا للفلم الأيراني انفصال الذي نافس في الأوسكار واستطاع الحصول على جائزة افضل فلم اجنبي رغم الملابسات التي تحيط بعلاقات ايران كدولة بالغرب عموما والولايات المتحدة راعية الأوسكار خصوصا والتي لاشك ان هذه العلاقة المأزومة قد تركت ظلالها على متخذي قرار فوز الفلم الأيراني بهذه الجائزة خصوصا إذا اخذنا بالأعتبار ان هذا الفلم كان ينافسه على نيل هذه الجائزة الفلم الأسرائيلي { هامش } ولا أظن ان هناك أحدا على وجه البسيطه من لايعرف حجم العلاقة الحميمة التي تربط امريكا بإسرائيل أووشائج القربى التي تجمعهما كدولتين وكثقافتين ومع هذا كله لم يدع حجم الأبداع في هذا العمل الفني الرائع أي فرصة أمام اللجنة المانحة لجوائز الأوسكار أن تتجاوز انفصال الى منافسه الأسرائيلي هامش .
لاشك ان هذا الفوز يعد انتصارا مهما لأيران ليس كونه دفع السينما الأيرانية الى مستوى العالمية بل ان هذا الفوز هو اعتراف من خصومها بأهمية القيم الحضارية والثقافية التي تمتلكها ثقافتها كأمة وتاريخ والتي كان فلم انفصال احدى ثمارها حيث نجح هذا الفلم في ابراز حجم المشتركات بين الشعوب والأمم ليس فقط على المستوى الثقافي بل ومشتركاتها في ذات الهم الأنساني التي تواجه الأنسان في حياته .
ونتيجة تقاطع المصالح والسياسات على مستوى الدول بين ايران والغرب بنى الأعلام الغربي في حملاته المحمومة على الفصل بين هذا العمل وبقية الأعمال السينمائية الأيرانية المشهود لها بالتميز من جهة وبين النظام السياسي الأيراني وتصويرها على انها علاقة متقاطعة في وجهات النظر والفكر والرؤيا لكن كلمة أصغر فرهادي مخرج الفلم في حفل التكريم وتصرفه الذي عكس تدينه حينما رفض مصافحة مادونا التي قدمت له جائزة الكرة الذهبية ولا ساندرا بولوك في حفل تقديم جوائز الأوسكار عكس بشكل لالبس فيه حجم التلاقي الفكري والثقافي بين النظام السياسي الأسلامي الأيراني وبين المثقفين عموما والسينمائيين منهم على وجه الخصوص بحيث اظهر تصرف فرهاد انه نتاج هذا النظام الحضاري الحداثي رغم اصوليته الأسلامية حيث خيبت كلمة فرهادي وتصرفه ظن الكثيرين الذين حاولوا التعكز على فوز هذا الفلم بالأوسكار في محاولة للنيل من النظام السياسي في ايران وبالتالي اجبر الكثيرعلى الأذعان الى حقيقة مفادها ان هناك تجربة انسانية ثرية يستحق الوقوف عندها مليا .
ان فلم انفصال رغم فوزه بجائزة الأوسكار لو نظر اليه ضمن باقة الأعمال السينمائية الأيرانية لايشكل طفرة كبيرة بل هو اضافة متدرجة الى سلم التطور الذي تشهده السينما هناك مما يعكس ان هناك بناء ثقافيا انسانيا رصينا يعكس اولا فيما يعكسه ان هناك هامشا كبيرا من الحرية الفكرية التي تشهدها ايران عكس ادعاءات الغرب عموما وامريكا والذي لازال النموذج المكارثي السيء الصيت يشكل نقطة سوداء في تاريخ الثقافة الأمريكية رغم ادعاءات سياسيها بإنهم يحملون على اكتافهم الوية الدفاع عن حقوق الأنسان والتي لطالما تاجرت بها مراكزهم الأعلامية حينما تبدل مقاسات هذه الحقوق وفق مقتضيات المصالح الآنيه حيث جسدت الفترة المكارثية اسوأ فترة للأرهاب الفكري في تاريخ الثقافة والفن في امريكا حينما عمدت الى محاربة اصحاب الفكر اليساري واستئصالهم من مدينة الفن السينما هوليود ومسارح ميامي حيث كان يرأس لجنة الأستئصال في هوليود الرئيس الأمريكي الأسبق رونالد ريغان حينما كان احد مشاهيرها حيث اجبر الكثير من الفنانين والمثقفين ممن يتبنون الفكر اليساري اما على ترك العمل السينمائي او ترك الولايات المتحدة اما الذين تصدوا لهذه الحملة فقد تعرضوا للملاحقة امنيا بل وحتى للأعتقال وكان من ضحايا تلك الفترة الظلامية المؤلف المسرحي العالمي ارثر ميللر حيث تم منع عرض مسرحياته والممثل الذائع الصيت شارلي شابلن الذي اجبر على مغادرة الولايات المتحدة وغيرهم كثير.



#قاسم_السيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تتحول ميزانية الدولة الى أعطيات من بيت المال
- كوتا التمثيل النيابي للمرأة التي تحولت عبئا على العملية السي ...
- وماذا بعد هذه الأنتفاضات
- تظاهرات الخامس والعشرين من شباط في الميزان
- كيف حال البعثييون دون قيام المظاهرات المنتظرة
- أوجه الشبه بين انتفاضة 1991 العراقيه والأنتفاضة الليبية الحا ...
- هل تقف الولايات المتحدة وراء هذه الأنتفاضات الشعبية
- كي لايتم الألتفاف على حق التظاهر
- الفرق بين حشدين
- نتائج الأنتفاضات ... غيض من فيض ... مدد يامصر
- من يرد الدين الى أم كلثوم
- هوامش على الحدث المصري
- دردشة على الفيس مع امرأة جريئة جدا
- هوامش على الحدث التونسي
- الحاجة الى تأسيس منظمة بديلة للأمم المتحدة
- من اجل تشكيل عقيدة قتالية صحيحة للجيش العراقي
- الثمن الذي يطلبه النظام العربي من العراق لعودته للحضيرة
- ماهي أبعاد الهرولة الجماعية لصعود قطار الحكومة
- قضية الخمرة ... المواجهة الخطأ
- مقاربات بين الشهيد والشهادة


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم السيد - فلم انفصال علامة فارقة في تاريخ السينما والثقافة الأيرانية