الملائكه هي من شاركت بالتصويت لصالح مصفحاتهم ...!!!!

حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الملائكة هي من شاركت بالتصويت لصالح مصفحاتهم ....!!!!
يتعرض مجلس النواب ,لحملة شرسة مسعوره لم يهدئ اوارها , منذ تصويته يوم 23 شباط على السيارات المصفحه لاعضائه الى اليوم. مما ادى الى خلق حاله من الهذيان الاعلامي المشوب بالتشنج والتخبط والمزايدات, في التصاريح المتناقضه والمتباينه بين الكتل والاعضاء ,وصل حد الاتهام والتخوين بعضهم لبعض, في تفضيل مصالحهم وحياتهم على حساب مصلحة الشعب والوطن, وذلك في التصويت على صفقة السيارات المصفحه ,فضاعت بين هذا الصخب والضجيج والمهاترات الاعلاميه بين النواب الحقيقه الغامضه.
من الذي صوت لصالح القرار ومن الذي امتنع عن التصويت؟؟؟ .
علما إن عدد المصوتين للجلسة ولهذا القرار بالذات, بلغ 220 نائب, حسب تصريح التحالف الكردستاني ,من أصل 290 عضوا حضروا جلسة التصويت , وإذا ما علمنا إن المجلس مكون من كتل وأحزاب وتجمعات وشخصيات مستقلة معروفه تشكل الخارطة السياسية العراقية للنظام الديمقراطي الجديد .
فالقائمة العراقية وحسب تصريح ناطقها الرسمي, تدعي انها أبلغت رئيس المجلس قبل التصويت وفي اليوم الأول برفضها تخصيص مبالغ طائلة لشراء السيارت المصفحة, وان كتلتها طالبت بتحويل المبالغ إلى الجرحى والمصابين والضحايا في التفجيرات الدامية التي شملت بغداد وبقية المحافظات في ذلك اليوم .
في حين يقر احد أعضاء ألكتله ,بان جميع الكتل صوتت لصالح شراء السيارات المصفحة يعني( بما فيها كتلة العراقية) وان هذه الكتل تراجعت عن موقفها بسبب المطالب الشعبية .
التحالف الوطني المكون, من دولة القانون ,والتي ادعت وعلى لسان الكثير من نوابها انها لم تصوت على شراء السيارات المصفحة للبرلمانين , مما حدى ببعض الأعضاء من داخل التحالف الوطني , بالاحتجاج على هذا التصريح المناوئ للحقيقة وطالبا من المصرحين به بالاعتذار من كتلة التحالف للافتراء عليها ,و متهما كتلة القانون بالتصويت لصالح القرار.
كتلة المواطن المنضوية في التحالف الوطني وعلى لسان قادتها, لم تصوت للقرار وهي أول كتله تصرح في الامتناع عن التصويت ,واثناء انعقاد الجلسة لذلك اليوم .
اما كتلة الأحرار وهي من ضمن التحالف الوطني فلا نعتقد انها تتجاهل توجيهات زعيمها ومرشدها السيد مقتدى الصدر الذي اعتبر التصويت( وصمة عار على جبين البرلمان واصفا ذلك بالسرقة ومن يستقله خائن لوطنه وشعبه وعاص لربه).
ويُثّني عليه السيد قصي السهيل نائب رئيس المجلس وهو من نفس ألكتله حيث يعرب عن استغرابه لقبول بعض أعضاء المجلس بشراء السيارات المصفحة .
كتلة الفضيلة ترى التصويت عليها استفزاز لمشاعر المواطنين وامتيازات زائدة.
اما كتلة مستقلون ضمن التحالف الوطني فتقترح عرض التصويت على الرأي العام حتى يطلع الشعب على من صوت لصالح القرار من عدمه والابتعاد عن المزايدات الكلامية وهم لم يصوتوا لصالح القرار .
فمن أين جاءت ال 220 صوت وحصدت الاغلبيه لصالح قرار شراء السيارات المصفحه. إذا كانت كل هذه الكتل تدعي انها لم تصوت على القرار وان معظمها تنصل عن التصويت.
إذا لم يبقى إلا التحالف الكردستاني الذي أعلن صراحة انه مع القرار وانه صوت لصالحه وهم لا يشكلون سوى 53 صوت من المجموع الكلي لعدد أعضاء مجلس النواب, فمن أين حصلت الاغلبيه المطلقه؟؟
وإزاء هذا التخبط والارتجالية في التصريحات المتناقضة والمتباينة لأعضاء مجلس النواب والتي يستشف منها ان اغلبهم امتنع عن التصويت قولا .يمكن ان توحي للمواطن العادي إن هناك يد خفيه تحرس مجلسنا الموقر وترعاه بعنايتها ولطفها , وهي من تريد لهم الخير والسلامة على حياتهم وأمنهم .فرغم اعتراضهم على مشروعية القرار كونه جاء لصالحهم إلا أنهم أدركوا إن مصالح الشعب والوطن فوق كل اعتبار حيث فضلوا الامتناع عن التصويت خشيت الهدر والتبذير لااموال شعبهم ...!!!
إلا ان العناية الالهيه ممثلة بملائكة الرحمن صوتت نيابة عنهم لصالح قرار حمايتهم وتحقيق أمنهم على حساب امن الشعب وحياة أبنائه الذين أضحوا وقودا في محرقة الإرهاب اليومي .
فمن الإجحاف والظلم ان يتعرض أعضاء البرلمان لهذه الحملة الشرسة والقاسية للتشويه والحط من سمعتهم ونزاهتهم والتشكيك بوطنيتهم ونضالهم الدءوب من اجل تحقيق ما يصبوا إليه مواطنوهم من رفعة وتقدم وخدمات وأعمار وبناء فضلا عن الحرص والمراقبة الدقيقة لثروة وأموال هذا الشعب المنكوب من ان تنالها يد العابثين والمفسدين الذين استمرءوا الفساد والسرقة وتبديد الأموال في دوائر ألدوله ومؤسساتها .
فالبرلمانيون هم الحراس الأمناء الذي أودع هذا الشعب ثقته بهم وهم من ينوبوا عن الشعب ويمثلوه في التوجيه والمراقبة عنى سلوكيات وتصرفات حكومتهم المنتخبة .


فلماذا يستكثر عليهم شراء السيارات المصفحة, لحماية أمنهم من ان تطاله يد الارهاب الذي لا يرحم ولا يفرق بين مواطن عادي ومسئول ,؟؟؟
وكيف يتمكنوا من ان يزالوا نشاطهم العملي والفعلي دون الاحتماء داخل هذه المصفحات لحماية حياتهم مسبقا ؟؟
ثم ان كلفة هذه المصفحات , لا تتعدى الخمسين مليون دولار فقط لأغيرها ,فلم هذا الضجيج والعربده من قبل الشعب؟؟
في حين يعمي بصيرته ويصم أذانه مفضلا السكوت عمى يتقاضاه النواب من رواتب وامتيازات لا نظير لها في العالم.
حيث يستلم النائب راتبا مقررا قدره 11 مليون دينار شهري, يضاف اليها عن الحلال والحرام, ثلاثة ملاين دينار أجور سكن, لان اغلب عقود الإيجار وهميه, ولا صحة لها على ارض الواقع. إما رواتب الحمايه التي يتقاضاها النائب, فتختلف باختلاف شطارة النائب ومدى مخافته من الله وحساب يوم الأخر. لان اغلب النواب يتوارون خلف محابسهم وسبحهم أو عمائمهم وجباههم المُعلّمه من اثر السجود.
واما الرقيب والحسيب, فمنهم وبهم ,والكل من نفس ألعجينه , ولا خوف من رب البيت إذا كان في الدف ناقرا ,والمصالح والمنافع مشتركه والحمد لله , ويشهد الله ان الثلاثين حارسا امنيا المحسودين عليهم ,والذي لا يصفى منهم ألخمسه أو العشرة ان زاد العدد اما الباقي فيتسرب الى جيوبهم , علما ان معظمهم ينسق مع قادة الشرطه في المحافظات, لا ضافة عناصر من الشرطه للحمايه وحسب علاقة النائب بالقائد وتوسلاته اليه, فضلا عما يرد الى جيوبهم من النثريات و الايفادات والسفرات والتي يسجل تكاليفها ومصروفاتها باضعاف حقيقتها.
هذا هو المحصول الشهري الثابت والمعلن الذي يتقاضاه السيد النائب .
اما المتغير من المحصول فعلمه عند الله والراسخون في العلم ,فعضو مجلس النواب مسؤول كبير وهو مصون ,و له وزنه وهيبته ومكانته في الدوله والمجتمع, فعلى قدر أهل العزم و المنزلة, تحتسب المكارم والقيم والامتيازات كالهدايا والعطايا والرشاوات (لا سامح الله) أو إبرام العقود والشركات الوهمية التي ترد عليهم بمبالغ طائلة لا حصر لها تضاف إلى رصيد السيد النائب.فما قيمة هذه المصفحات التي ملئتم الدنيا ضجيجا وعويلا حولها لو قورنت بما يستلمه النائب حفظه الله ورعاه سنويا من امتيازات ورواتب وما يرد إلى دخله من المنافع الأخرى؟؟؟؟؟.

حمودي جمال الدين

#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل