أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ملينا الظلم ونريد حريه















المزيد.....

ملينا الظلم ونريد حريه


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3611 - 2012 / 1 / 18 - 21:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رويدك عزيزي القارئ أرجو ان لا تتسرع باحكامك‘ فأنا لا اقصد الواقع الذي نحن عليه ألآن ونحن والحمد لله نتمتع ببحبوحة منقوصة من الحرية ‘‘لكنها مجرد أهزوجة رددتها حناجر العراقيين المحتجزين في الشراك الامريكيه‘ والتي سنمر على احداثها في فصولنا اللاحقة من حكايتنا التي تتلاقح ‘‘لكني وددت التنويه إلى مقولة الظلم ‘التي تنساب بسلاسة وليونة من بين أفواه العراقيين‘ والتي تتوالد مع حركة الزمان وتغيرات الانظمه ‘ويبدوا أنها عصية على الفطام . فهل يا ترى هي عقدة الشعور بالاضطهاد ؟؟ كما يحلوا لعلماء النفس ان ينعتوها , أم هي واقع ملموس ومحسوس يتلمسها ويعيشها العراقيون ‘‘حيث تتعدد الأسباب والإشكال والظلم واحد ‘‘فإذا ما كان صدام عادل بتوزيع ظلمه على الناس ‘والمجبول برائحة الدم والعنف والقسوة ‘ فالسادة اللذين استورثوه‘‘ ورضعوا من ظلمه‘ وتربوا عليه‘ وثاروا من اجل محقه ‘وإنقاذ العباد من خطاياه ‘فاقوه وتجاوزوه‘ باشكال من الظلم ‘اشد وانكى ضراوة وإيلاما ووقعا ‘على أبناء جلدتهم من غريمهم الذي انتصروا لهم من ظلمه .بعد ان قلب الزمان لهم ظهر المجن‘ واعتلوا موجته باغفائة سارحة منه‘ انداحوا في عباد الله نهشا ونهبا واستلابا , مستبيحين خيراتهم ‘سارقين قوتهم ‘وممتصين رحيق أوداجهم ‘ في مشهد فضائحي قل نظيره وعلى مختلف الاصعده التي توالت على هذا البلد ‘ مقابل حرية مشروطة‘ تتمثل بثمن سكوتهم ‘ وكم عيونهم وأفواههم ‘ وهم يتفرجون على نهم وشراهة ساستهم وحكامهم والتي لا تقنع ولا تشبع بطونها وانتفاخ أرصدتها من السحت الذي يدخل حراما وسقما في أجوافهم.
فسحقا وتعسا للحكام والساسة ألظلمه اللذين يستهينون بشعوبهم وينكلون بمواطنيهم انتهاكا وقهرا وذلا وتجويعا فيبعثوا في نفوسهم الضغينة والحقد والشعور بالغربة والضياع في أوطانهم .

بعد ان قضينا ليلة مضنية في عمق الصحراء الكويتية وسط الصخب والهرج والمرج من الحشد الكبير من العراقيين والذي جمعته القوات الامريكيه من المحطات التي أعدتها في عموم الأراضي التي تحت سيطرتها في في منطقة البصره .
لم يطبق لنا جفن في تلك ألليله حيث مكثنا فيها جالسين القرفصاء مفترشين الرمل متحلقين حول موقد من النار نتدفأ عليه اتقاء من برد الصحراء ورياحها الجافه التي تدخل اعماق الجسد فتخشب اضلاعه وعظامه ‘ كنا نغذي موقدنا من بقايا علب الكارتون المتناثره الذي تولى جمعها رهط من الضباط الملازمين العراقين اللذين تعرفت عليهم حال وصولنا هذه القدمه وعلى ما يبدوا ان الامريكان ابعدوهم قليلا عن قومهم .هؤلاء الضباط كانوا في الزي والرتب العسكريه التي لم تتح لهم الفرصه بخلعها كونهم كانوا في وجل وخوف من مراكز وسيطرات الجيش العراقي التي اتخذت مواقعها واعادت تنظيمها بعد اعلان وقف اطلاق النار وصدور الاوامر من القياده العليا للقوات المسلحه العراقيه للعسكرين المتخلفين والذين فروا من بعد الهجوم البري لدول التحالف من قلب المعركه وذلك بالالتحاق الى وحداتهم وفرقهم والتي تقطعت بهم السبل والمسالك ابان الانتفاضه وكان هناك اوامر صارمه لكل من يتماهل ويتوانى عن الموعد المحدد.
حيث يتهم بالمشاركة لكن هؤلاء الاخوه تجاوزوا الوقت المسموح به للالتحاق لهذا كانت ارجحية الهرب الى جانب القطعات الامريكيه ا فضل لهم من الالتحاق بوحداتهم ومعسكراتهم تجنبا لعقوبة ثقيلة تنتظرهم قد تودي بحياتهم تبيحها ضوابط التخلف والفرار من الخدمة العسكرية العراقية.
ومع أول خيوط الفجر كانت هناك شاحنات مكشوفة طويلة معده لإركاب الحشر الذي تجمهر على شكل طوابير منسقه امام كل عجله دون أي اكتراث للعدد ومدى قابلية ألعجله على اتساعه وكانت عبارة عن كتل بشريه متراصة بعضها على بعض تفوق مساحة ألعربه وقدرتها الاستيعابية مما اضطر بعضنا للوقوف طيلة الرحلة ولساعات. بهذه الغطرسة والعنجهية اللااُباليه عاملتنا قوى التمدن والحضاره وكأننا قطيع من الأغنام وليس بشر مثلهم لنا أحاسيس وقيم وكرامات مشتركه.
والانكى من ذلك صاروا يقايضوننا بعلب الشكائر مقابل فئة ألخمسه وعشرون دينار( أبو الحصان وصورة صدام )لكل علبه بهذه الاستهانة و الجشع المفرط استغلوا حراجة موقف المدخنين منا المتلهفين على دخان
سكاره تروي غليلهم وتسد رمقهم بعد ان افتقدوها طيلة يومين منصرمين.ينطلق الركب بانبلاج الصباح وتطوي عجلات الشاحنات رمال الصحراء ذات اللون الأحمر مخلفة الاتربه والغبار فوق رؤسنا وعلى امتداد الأفق وعرضه تتضح معالم الهزيمة والعار التي تركتها أم المعارك ورائها لتحكي للغادين والعائدين منا ومن الأجيال التي ستلينا عن قصة جيش سد عين الشمس مفترشا هذه الصحراء بعرضها وطولها ولأشهر خلت لم يستطع الثبات لساعات , فولىّ الادبار هاربا مكسورا يجر اذيال الخيبه والخذلان مخلفا ورائه هذا الكم الهائل من الاليات والمدافع والدروع والعربات المجنزره وحتى تجهيزات الجندي وملابسه واغطيته وفرشه متناثرة مبعثرة تذروها الرياح.

,ثم نعرج على طريق الموت وهو الطريق الرابط بين دولة الكويت مرورا بالعبدلي فصفوان ثم ألبصره والذي كني بهذا الاسم بعد تحرير الكويت من قبل التحالف الدولي حيث كان مجزرة رهيبة للآليات والدروع العراقية التي حاولت الانسحاب و الفرار من ارض المعركة وبالأخص ليلة 26-2-91 عندما رصدتها القوات الجوية الامريكيه وقد استشهد الآلاف من الجنود العراقيين على هذا الطريق كونهم تركوا عرباتهم ولاذوا بالفرار حيث كانوا اهدافا واهنة للطيران الامريكي.
بعد اجتياز دولة الكويت يحط الركب رحاله لينفض عنه شعث السفر والإرهاق المقيت والذي استغرق أطول من سبع ساعات في محطة لتبادل الأسرى مع الجيش العراقي داخل الأراضي السعودية. يطلب من الحشر ومن خلال مكبرات الصوت بالتجمع والوقوف على شكل خطوط متوازية متراصفه‘ يردفه امرأ ثانيا بالجلوس على الأرض بانتظار شخصية سعوديه مهمة تود التحدث ألينا وبعد طول انتظار ممل حيث لا قيمة واحترام للوقت في طريقة تعاملهم معنا , يطل علينا رجل في الأربعين من عمره يرافقه حرسه الشخصي الذي كان ضابط برتبه عقيد وشله من جنود الحماية المسلحة , تبدوا عليه الاناقه ورتابة القيافة والملبس العربي بالكوفية والعقال وعلى شخصيته و سماته القيادة والمسؤولية في ألدوله السعودية ‘‘ يستلم الميكرفون وبلا ترحيب أو مقدمات يدخل في صلب الموضوع الذي تمرس عليه طيلة استقبال أو توديع الأسرى من الجنود العراقيين ‘وبصوت حماسي جهور يبدأ بنهش عقولنا وأجسادنا لوما وتقريعا وتوبيخا ‘‘ ويحملنا كامل المسؤولية عن غزو صدام واجتياحه لأراضي الكويت‘‘ وكيف نهب وسرق جنوده دولة كاملة ‘‘ وقتلوا أبنائها واعاثو فسادا وتخريبا بأرضها ‘‘واغتصبوا نسائها‘‘ وهناك الآلاف منهن ألان حوامل متخفيات عن عوائلهن خوفا من الفضيحة والقتل ‘‘ فهل انتم عرب ومسلمون ؟؟كان يوجه كلامه مباشرة لنا وكأننا نحن أصحاب الذنب ونحن الذين دفعنا صدام وشجعناه وأعناه على جريمته النكراء تلك ولم يدرك هذا الأمير أو يتراجع عن فورته التي يوجهها لنا وهو على علم مسبق بأننا ثرنا ضد صدام ونظامه وربما يحتسب جزئ من ثورتنا انتقاما لهم من عدونا وعدوهم المشترك .ويسترسل بالخطاب الذي حفظه عن ظهر قلب لأكثر من ساعة وكان الأغلب منا وقد هده الإعياء والتعب ساهما في إغفاءة متقطعة على نغم نبرات صوت المتحدث بين الصعود والانخفاض.
وقبل إن يفض الجمع يتحفنا بكلام مبشرا إيانا من إنكم ستنتقلون ألليله إلى مكان أكثر راحة وأنجع وألذ طعاما حيثوا سيعطونه لكم طريا طازجا وانتم تتولون طبخه بأنفسكم بدلا من أرزاق المعركة المعلبة التي يمنحوها لكم الأمريكان .
. هذا ما ختم به السيد الأمير خطابه الحماسي وكأننا أتينا إليهم جياع مفجوعين شرهين نبحث عن اللقمة التي افتقدناها في بلدنا ,وعندما نستفهم عن شخصيته وهويته يتضح لنا انه أمير المنطقة الشرقية جاء خصيصا للترحيب بمقدم الضيوف الجدد اللذين حلّوا بأرض المملكة ,وياله من ترحيب.
كل ذلك كان يجري في العراء تحت أشعة الشمس المحرقة ورحمة العواصف الهوجاء فلا غطاء يمكننا التستر في ظله أو زاوية يمكن ان نأوي اليها لنريح ابداننا وعقولنا من ضنك التعب وقساوة الإعياء. فضلا عن الضجيج والمشاكل والمهاترات والنزاعات وعلى أتفه الأسباب واخسها قيمة ودناءة والتي تحدث بين الفينه والأخرى بين العراقيين.
كلّت قوانا وهدّنا اللغوب ونحن نترقب موعد نقلنا للمكان الذي بشرنا به الأمير.وفي الهزيع الأخير من الليل تأتي الحافلات وبالعشرات وبين الايعازات العسكرية واجلس وانهض نمتطي صهواتها محشورين كالأغنام وبعد ان يكون لنا الليل سترا في حركتنا ننكشف في الصبح والظهيرة ونحن نمر بالبلدات والقصبات السعودية فيقابلوننا أهلها بالقذف والسباب ورمي الحجارة وحتى البصاق بوجوهنا وكأننا عتاة مجرمون.
وفي محطة نائية بعمق الصحراء الرملية نترجل من حافلات الأغنام نجر ورائنا عبئ الليالي والأيام المثقلات بالسهر والضنك وما لحقنا ولطًًّخ وجوهنا من استصغار وتأنيب واهانات رشقنا به أهلنا وبنوا عمومتنا.
يتكدس الجمع بالمئات وسط الصخب والضجيج امام مجندات أمريكيات ومترجم عربي وبعد جهد جهيد نفهم من كلامه علينا تنظيم أنفسنا على شكل مجموعات كل مجموعه عشرة أشخاص نمرق من خلال هذا الممر الذي اشر بيده عليه. ولكن أنىّ لهذا الحشر من تنظيم ‘ وهوا بهذه الفوضى الخارقة.
نبتعد عن التدافع والزحام إلى ان يصل لنا الدور في المساء نقاد إلى خيمة كبيره يطلب منا خلع ملابسنا بالكامل. ترتسم فوق وجوهنا علامات الاستفهام ومحاولة الامتناع عن التنفيذ ولكن ما أسرع ماخابت وتبددت ممانعتنا امام الأمر الصارم من العسكري الأمريكي المسئول عن هذه المحطة لنكون بعد لحظات عراة كما خلقنا الله نصعد إلى عربة متوقفة محاذاة الخيمة تستوعب لعشرة أشخاص فوق رأس كل شخص دوش من الماء الساخن ليغسل ما علُق بنا من رذاذ او مخلفات كيماويه وربما ليميط عنا ويطهر أجسامنا من الأدران التي حملناها إليهم. تنتهي المهمة المخجلة هذه ليأتي دور التسجيل بعد ارتداء ملابسنا في الخيمة التي تليها وبالتعاقب في الخيم الباقية تنظم لنا هوية محكمة سلفا يثبت بها حتى المذهب وربما كان إدراجه متقصدا في حقول البطاقة. ثم تؤخذ لنا صور شخصيه وينفرد بنا ضابط أمريكي ليستجوبنا في خيمة منعزلة كانت أسألته جلها تتركز عن ألانتفاضه وما أعقبها وعن النظام وقوته وعن انطباع الناس في العراق عن الحرب وما أسفرت إليه من نتائج لم نتفاعل مع أسألته لذا كانت أجوبتنا مقتضبة ومختصره لإحساسنا انه كان يمثل جهة استخباريه. تركنا بعد ان أمر احد الجنود لاستصحابنا إلى مكان استلمنا فيه تجهيزات المنام البسيطة والفقيرة ثم يوصلنا إلى معسكر يكتظ بالخيام,حيث يتعالى الصخب والضجيج من سكانه المحشورين والمحتجزين داخله كان مسور بالشراك وبمدخل ونقطة حرس امريكيه فيها شاب عراقي يبدوا انه مترجم او مسئول عن العراقيين داخل المعسكر. يرحب بنا ويرشدنا إلى المكان الذي نستطيع به نصب خيمتنا والتي لم نجيد بنائها حيث سقطت على رؤسنا في ليلتنا الاولى التي ننام فيها بعد ان كدًّنا التعب والإعياء طيلة ثلاث ليالي وأيام لم نذق بها طعما للنوم أو السكينة . ننهض باكرا لنجد أنفسنا ملتحفين بالخيمة وأروقتها وكم كانت دهشتنا كبيره ونحن محوّطين بالعشرات من هذه الشراك والتي تزدحم بآلاف من العراقيين اللذين
فرّوا من سعير المقصلة التي كانت تنتظرهم في بلدهم حيث أعدت لهم الشراك في منطقة يقال لها الحفر الباطن من الأرض السعودية( والتي تبعد 500 كم عن العاصمة الرياض وهي محافظه تابعه إداريا إلى المنطقة الشرقية هوائها حار جاف صيفا بارد شتاء وتتميز بتقلبات الأجواء وبالعواصف الرملية الشديدة وتتميز بقلة الماء واعتمادها على حفر الآبار ويقال أنها كانت طريقا بريا يسلكها الحجاج بين العراق والجزيرة العربية وهي تقع في مفترق الطرق الدولية وتربط دول الخليج العربي بدول الشام واربا وسمية بالحفر الباطن لعمق آبارها وبعد قعرها) .
وانأ إذ استطرد في حكايتي وددت ان اذكر بعض المطبات والهنات التي عشناها في هذا الاحتجاز الذي كان يربوا به عدد العراقيين على خمسمائة ونيف في كل شرك .
ففي إحدى الليالي العاصفات المحملات بزخات خفيفة من المطر يتسلل احدنا خلسة إلى خيمة الحرس في مدخل المعسكر وكانت نوبة الحراسة فيها لإحدى المجندات الأمريكيات لكنه يفاجئ من ‘إن المجندة لم تكن وحدها داخل الخيمة ‘بل كان معها شخص آخر وهم في وضع حميمي محتدم‘ ففغر فاهه دهشة وصعدت عنده الغيرة والحمية العراقية كيف أباح هذا العسكري الأمريكي لنفسه إن يدنس شرف هذه المجندة ويمارس معها الرذيلة وفي معسكرنا دون ريب وخشية من حضور قاطني هذا المعسكر. راودته أفكار عديدة لحظتها لكنه احتفظ بهدوئه وتراجع إلى زملائه ولم يخبر أحدا بما شاهده لكنه اضمر لهذه المجندة وعدا مستطيرا سيواجهها به صباحا وربما لم ينم أو يهدئ له قرار في تلك ألليله فكان يمطر شررا وغضبا وتحمله قدماه من الصباح الباكر حانقا مزمجرا ليواجه المجندة بالإثم المنكر الذي رآه ليلة البارحة مع هذا العسكري الأمريكي. تغلبت عليه العصبيه وكانه بين عشيرته في العراق ‘فلم يتمالك نفسه وهو يهددها بالانتقام منها وذلك بإخبار مسؤؤليها بما اقترفته من ذنب و هنا ثارت ثائرتها فتتصل بعشيقها الذي قضى معها تلك ألليله وطرا أحال ظلام وحشتها إلى دفئ عاطفيا سخيا .
فما كان من هذا العاشق المتيم إلا ان يأتي وبمعيته عجلتين رباعيتي الدفع محملات بالجنود المدججين بالسلاح ليقتحموا المعسكر عنوة ويبطحوا صاحبنا أرضا ويكتفوه بعد ان وضعوا الكيس في رأسه ويسحبوه خارج الشرك واضعين أحذيتهم فوق جسده .عندها توقد الدم بالعراقيين الذين تجمهروا قبالة المدخل وهم مشمئزين ناقمين حانقين لهذا المنظر القبيح والسقيم الذي ينم عن مدى فداحة الاهانه والاحتقار الذي ينتهجه الأمريكان بحق زميلهم العراقي الذي أوكلت إليه مهام الترجمة لإجادته اللغة الانكليزية فضلا عن الإشراف على المعسكر وتوصيل احتياجات سكانه وتسهيل التفاهم مع ذوي الأمر من رعاة هذا المعسكر.
وفي فورة من الحماس والغضب تنطلق الحناجر مرددة هذه الاهزوجه (ملينه الظلم ونريد حرية) فينبري الأمريكان بإجابتهم ‘‘ارجعو إلى صدام يمنحكم الحرية وهم يلوحون بأيديهم في حركة فاحشة مخلة.
ونظرا لروح التآمر وانعدام الثقة التي زرعها النظام في نفوس مواطنيه تعرضت للمضايقة والملاحقة من عيون البعض من الشباب الثائر ‘‘حيث توجست منهم خيفت ان يفتكوا بي لهذا قررت ان اقتحم عليهم مجلسهم المسائي الذي يعقدوه قرب خيمهم ليقيموا عليه مجلس العزاء على الإمام الحسين. فاعرفهم بنفسي وبشخصيتي وانحداري العائلي ولما اطمئنوا لحقيقتي وهويتي انتابتهم الدهشة والحيرة والندم لهواجسهم وظنونهم من إني ربما أكون عنصرا مخابراتي زجه النظام في صفوفهم فنهالّوا علي بالعتذار وطلب
لهذا الموقف السيئ الذي وضعوني به.
وبينما كنت مستلقيا في قيلولتي المسائيه داخل الخيمه ‘فجأة يقف على رأسي عسكري امريكي ليأخذ يدي ويقرأ الرقم في الباج المثبت على ساعدي‘ ثم يستدعيني للحاق به الى خارج المعسكر حيث كانت تنتظره عجلة لاندكروز فيها شخصيتان بالزي المدني يرحب بي احدهم باللهجة العربيه الركيكه و التفضل بالجلوس الى جانبه داخل العربه كان يحمل بين يديه سجلا اعد فيه مجموعة من الاسأله والتي لا تختلف كثيرا عن الاسأله التي واجهنا بها الضابط الامريكي السابق في المرة الاولى إلا انها هذه المره بالعربيه من شخص مدني يدعي انه من اصل تونسي وكان يدون ما اجيب عليه تحت كل سؤال. وفي نهاية الحديث رجوته بالاجابه على سؤال كان يدور في خلد كل عراقي. لماذا تخلى بوش الاب عن مساندة الانتفاضه ودعمها والتي اجتاحت معضم الاراضي العراقيه وترك المنتفضين العراقين وجها لوجه وهم عزلا تحت بطش صدام ورحمة ماكنته العسكريه في الوقت الذي كانت ندآت بوش وخطبه المحرضه والمحفزه لابناء الشعب العراقي باالثوره والانقضاض على مراكز القوه والجبروت لحكامكم والخلاص من الدكتاتوريه التي تجثم على رقابكم؟؟؟
وكان جوابه جملة واحده ‘‘هذا سؤال بمليون كما يقال عندنا بامريكا‘‘ .ولم يعقب باكثر من ذلك.
عاملونا كأسرى حرب و بكل ما تعنيه هذه ألكلمه من معنى ومن تبعات ونصوص لضوابط قانونيه أقرتها معاهدة جنيف ولوائح الاغاثه الدولية والتي عكسوا مضامينها وبنودها لتشمل كل النازحين العراقيين الذين لزهم الظلم والطغيان في بلدانهم للاستجارة بالجار المسلم العربي وبرعاة حقوق الإنسان وأدعياء القيم والعدالة الانسانيه الذين تعاموا أو تناسوا ولم يرد في افهامهم إننا لم نكن أعداء أو مناوئين لهم ولم ندخل معركة ضدهم وإنما وفدنا إليهم طوعا وبمحض إرادتنا آملين منهم الأمن والأمان والحفاظ على أرواحنا من ان تنالها مقصلة الجلاد القابع على صدور شعبنا فما كنا جياعا ولا حفاة أو في عوز وطلب مال كنا نشدو الحرية والانعتاق كنا نأمل حسن وفادتنا واحترامنا لا ان ينظروا لنا باستعلاء وتعامل فج قبيح وهم يلوحون بهراواتهم وعصيهم بوجوه شبابنا فيشعروهم بالذل والهوان .
حمودي جمال الدين
يتبع



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصول من حكاية تتلاقح
- امام المتقين...لم نقتفيك لا طبيعة ولا تطبعا
- حقوق سجناء رفحاء امانة بأعناقكم فلا تبخسوها
- هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟
- نحن مواطنون من الدرجه الثالثه
- نظرية المؤامره والانقلاب
- سيد قوافي النخيل..مصطفى جمال الدين
- حتى الله لم يسلم من سرقاتكم
- الشراهةوالجشع ركائز ومقومات عمليتنا السياسيه
- البصرة في عيون شبابها
- المواطن بين الكهرباء والمسؤل
- تضارب التصريحات حول جاهزية القوات العراقيه بعد الانسحاب الام ...
- الادوار السياسيه للمرجعيه الشيعيه
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها... 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...7
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...6
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...5
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...4
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..3
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2 من 8


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - ملينا الظلم ونريد حريه