أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - المواطن بين الكهرباء والمسؤل














المزيد.....

المواطن بين الكهرباء والمسؤل


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3449 - 2011 / 8 / 6 - 20:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المواطن بين الكهرباء والمسؤل
درجة الحراره تجاوزت الخمسين في يوم البصره الرمضاني هذا والكهرباء الوطني فارقتنا قبل عشرة ساعات بعد ان قلبتنا على ضرم وصطراع عصبي ونفسي هتك بكل كياننا في الساعتين المزعومتين والتي اجتزأت بنصف ساعة فقط لا غير فلم تترك لنا الا بيتا يضج وهجا وسخونة تنفثها جدرانه فتحيله الى قدر يطبخ ما فيه على نارهادئه. ونحن امام امتحان واختبار صعب يضعنا الخالق فيه فاما المعصيه والخروج عن وصاياه بارتشاف ( مجعة) من ماء فاتر ان وجد تطفئ لضى هذا الغليل المتوهج الذي يعتلج في الصدور واما الطاعه والرضوخ لتعاليمه باتمام يوم صيامنا وفيها مكسب وفوزا عضيما ليوم موعود ليس كمثله يوم .
قد يتهمني البعض باني ضعيف الايمان ولا طاقة لي على الصبر والتحمل بهذه المقارنة الفجه وكانني احاجج بها ربي واضعه بين خيارين .ابدا انا لا اشك قط بذرة من تعلقي بربي وايماني المفرط بكل تعاليمه ووصاياه لكن دون أي وسيط او تكليف هذه هي سليقتي ونهجي العبادي الذي فطرت عليهما دون أي مغالاة او مرآت تحجب ما بيني وبين الاهي الواحد الاحد الذي لاشريك له .
لم تكن هذه المقدمه تهريجا وهذياننا بخرته سخونة الجو والارتفاع المذهل لدرجات الحراره وانما دافعا لا اراديا حفزني على كتابة هذا الموضوع وسط هذا الجو الخانق المشحون بالزيف والرياء والنفاق الذي تنفثه سموم هؤلاء الساسه والقاده اللذين اعتلو صهوة المجد والشهره في لي عنق الحقيقه واستغفال الزمن فادمغوها بكذبهم وريائهم ومكرهم الذي جبلت طينتهم عليه فتسربلو بلباس الدين وتبرقعو بعياءة المذهب واوسعو من سواد جباههم بكثرة السجود وزينو اصابعهم بمحابس التقوى والبركه واطالو السبح واكثرو من الحوقله والاستغفار وتهجدت نبرات اصواتهم خشوعا وتقربا لله في مواعضهم وخطبهم لاستدرار عطف اتباعهم ومريديهم ومنهم من استبدلو زيتونهم وسحنة وجوههم بالامس ايام قائدهم الضروره مرتدين جبة الايمان وزبون الفضيله معتمرين عمامة ناصعة البياض او السواد حسب الادعاء المرجعي ,,معطرين بالخبث واللؤم والضغينه نادبين متأأسين للضحايا والدماء التي اريقت على مذبح حرية العراق وانعتاقه من جلاديه ومتجبريه .
وتحت هذا الزيف والخديعه والادعاء الكاذب الذي يتسترون خلفه ويتخذوه ملاذا وظلا لتمشية مصالحهم ومنافعهم الشخصيه في السرقه والتزوير والسلب والنهب والتلاعب بالمال العام والعقود مع شركات ومستثمرين وهمين وبملاين الدولارات وبعد ثمان من السنوات المثقلات بالماسي والهموم و المغمسات بدماء الابرياء والثكالى والايتام والعراق من سيئ الى اسوء رغم ميزانياته الخياليه التي تفوق التصور .وبالاخص ما انفق منها على قطاع الكهرباء والذي حسب ما صرح به وزير الماليه الحالي بان ما صرف على الكهرباء لمدة ثمان سنوات تعدى الثمانون مليار دولار ولكي يعزز قوله تاكيدا بان هذه المبالغ تكفي العراق بكامل شعبه للعيش بمنتجعات اوربا باحلى الشقق الفاره و المؤثثه بالكامل تمليكا خالصا )
اليس هذه استهانه بمقدرات وثروات الشعب الذي ااتمنهم ومنح الثقه لهم لادارة دفة الحكم ,, فما كانو عند حسن الضن بهم وخيبو كل آماله التي كان يصبو لها فلا غرابة من ان يلوذ البعض في هذه الليالي الرمضانيه من الشهر الفضيل والمفعمه بالخشوع والابتهال ان يلهجو بالتوسل والدعاء من انقاذهم وتخليصهم من هذا الواقع المزري المنقع بالفساد والحرمان لابسط ما يتمناه أي مخلوق على وجه الارض ابتلى بما ابتلى به هذا الشعب الصابر المثابر الممتحن على البلوى والرزايا .
لكن الانكى والامر من كل ذلك ان تصل دنائة المسؤول بعد ان كوش على الجمل بما حمل في سرقة كل خيرات هذا الشعب ورزق ابنائه .. ان يتطاول وبكل لئم وخسه على النفس الباقي والمتهالك من الكهرباء المخصص لابناء الشعب والذي يفتقر الى ابسط مقومات التبريد والتهويه . وامعانا منه في الاستهتار والاستهانه والاستفزاز لمشاعر الناس واحاسيسهم والتلاعب باعصابهم وهم يحترقون بلهب وحرارة جو اب الخانقه والسيد المسؤول ينعم هو وعائلته في بخيخ التكيف والماء المثلج حيث لا ترمش الكهرباء حسب المصطلح العراقي لحظة في بيته علما انه يسكن في قصور وفلل فارهه بين بيوتات هذا الشعب المغلوب على امره وهو يستمع لضجيج مكيفاته ومولداته التي هي غالبا ملكا صرفا للدائره التي ينتمي اليها اذا لم يكن لديه خط طوارئ خاص ,,ناهيك ان الكاز مجانا له يستلمه على نفقة دائرته وان المشغلين للمولد ورجال الصيانه من شرطة او جنود الحمايه الخاصه بالمسؤول فضلا عن سيارات النقل وسيارات الدفع الرباعي المسخره جميعها لعائلة المسؤول ومتطلباتها والتي تضج بها شوارع المواطنين .
واستعارة من قول مولانا امير المؤمنين ( عجبت من لا يجد القوت في بيته ان لا يخرج شاهرا سيفه) .ز
الكهرباء وبهذه الايام الملتهبه والمثيره للاعصاب افضل للمواطن منها على الغذاء فعجبت لمن لا يجد الكهرباء في بيته ان لا يخرج شاهرا صوته وهو اضعف الايمان .
ولمن المشتكى ياشعب العراق .... فالصبر مفتاح الفرج.
حمودي جمال الدين






#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تضارب التصريحات حول جاهزية القوات العراقيه بعد الانسحاب الام ...
- الادوار السياسيه للمرجعيه الشيعيه
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها... 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...7
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...6
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها...5
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...4
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..3
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2 من 8
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ...2
- المؤسسه العسكريه العراقيه بين ماضيها وحاضرها ..1
- علي وياك علي...برميل الك تنكه الي
- حسجه
- الصداميون عائدون من تحت عباءت السلطه
- السمات الشخصيه للدكتاتور او الحاكم المسنتبد
- انتفاضة آذار في ذكراها العشرون دروس وعبر
- حديث الناس عن الحرمنه في عراقنا الزاهي الجديد
- حديث الناس في عراقنا الجديد
- ورقة عمل تسلط الصوء على انشاء وتجهيز غرفة عمليات لادارة الاز ...
- سيناريوهات متقاربه للمعاهدات العراقيه الانكلوامريكيه


المزيد.....




- مصر تسجل انخفاضًا جديدًا في معدلات التضخم وسط تراجع أسعار ال ...
- مباحثات لإعادة تفعيل خط نفط بين العراق وسوريا بعد -انتهاء عم ...
- -نحن غاضبون ولا يمكن أن يستمر هذا-.. مديرة في -مراسلون بلا ح ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: حماس -بعد- الحرب… المتحول وموانعه
- إسرائيل ترحّل قسًا إيطاليًا بعد مطالبته بوقف -الإبادة الجماع ...
- ترامب يسيطر على الشرطة وينشر قوات الحرس الوطني.. ماذا يحدث ف ...
- الاعتراف بدولة فلسطينية توبيخ لحماس - أنتوني بلينكن يكتب لوو ...
- -زرْ غبّا تزددْ حبّا-.. فيلٌ هَجَرَهُ أقرانه يتردّد على قرية ...
- إيران تعتقل 21 ألف مشتبه به خلال المواجهة العسكرية مع إسرائي ...
- صحفي إسرائيلي يكشف عن -خلية استخباراتية- لشرعنة قتل الصحفيين ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - المواطن بين الكهرباء والمسؤل