علي وياك علي...برميل الك تنكه الي

حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3398 - 2011 / 6 / 16 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

علي وياك علي ...برميل إلك...تنكه إلي
العنوان مقتبس من أهزوجة صدحت بها حناجر مبحوحه من أهلنا في الناصريه يوم الغضب العراقي في الخامس والعشرين من شباط الماضي .
استوقفتني هذه الاهزوجه او الهوسه من بين الآلاف من الاهازيج التي تمايل وغنى بها العراقيون طربا وزهوا ونصل السلطه على رقابهم توسعهم جوعا وألما وفاقة وافتقارا لأبسط ما يستحقه مخلوق يعيش عصر التحرر والانعتاق عصر العلم والثروة والخير الذي يعم كل إرجاء المعموره ومنها العراق الذي يطفو على بحيرات المال والثروه التي تغرق شراينه العالم باحتياطيها.
فتاملو كم بلغ اليأس واضري شوكه بين حنايا وقلوب هذه المهج التي عزفت انشودة البؤس هذه ,فهي في مطلعها تدعو وتتذرع عند باب الحوائج وإمام كل شريد وجائع إمام كل من لزه الظلم والجبروت والطغيان تدعوه وتستعطفه بالشفاعة الى ان يجعل كل خطوات المسؤولين بردا وسلاما حتى وان داست على اجسادهم وسلبت القوت من بين أفواههم وامتصت دمائهم وعيش عوائلهم ,اليس فيها منتهى الطيبة والبراءة والنبل ان يسرقوهم ويدعو لهم باللطف والعنايه من التعثر والانزلاق بين اكداس السحت الحرام التي امتلأت به خزائنهم.
اما عجز الانشوده فهو الكارثه بكل المدلولات والمعاني والذي يشير الى حجم السرقه والفساد الذي ينهش موارد الدوله وخيراتها من قبل حماتها وحراس خزائنها ومؤتمني شعبها ,فيالبؤس هذا الشعب الذي يرتضي بمقدار تنكه من برميل السرقه الذي يشفطه المسؤؤلين انه طلب بائس زهيد جدا اذا ما قورن بالبرميل الذي يعادل بالقياس الى ستته عشر تنكه فكم هو ضحالة هذا الطلب وفقره ؟؟ والذي لا يساوي شروى نقير.
ربما هي قناعتهم التي اوصلتهم الى هذا القدر بعد ان دب اليأس والقنوط في نفوسهم من استقامة المسؤلين ونزاهة سلوكهم فلا اصلاح يرتجى من هذه الزمر طالما ظلت جاثمة على صدروهم .ولكن حتى هذه التنكه تتعززون بها على شعبكم فلا تشبعون ولا تمتلئ بطونكم وارصدتكم الا بالاستئثار بالكل .
ساعدكم الله وسدد خطاكم على هذا النهب الذي أضحى مبرمجا من يوم سقوط الصنم والى ألان وإلا ماذا تعني مئات المليارات التي اعلنتم بها الفرهود.
وندينكم من السنتكم فما من مسؤل في الدوله من اعلى الهرم الى ادناه يخرج من على الفضائيات او المؤتمرات والمحافل الا وتحدث عن الفساد المستشري والذي ينخر الدوله وعروقها وانه ام الكوارث في كل المعاير والذي لا يضاهيه الا الارهاب والقتل المنظم الذي يتعرض اليه المواطن العراقي يوميا فلا ندري منهم سراق وناهبي ثروات هذا الشعب اذا الكل يظهر ويلعلع بالسرقه والفساد وانه لن تقوم لنا قائمه طالما هذا الفساد ينخر في مفاصلنا .
ضعنا فلاندري من هو الفاسد والمسيء ومن هو المصلح والنزيه حابلها ضاع بنابلها واستحال الفساد الى معزوفه ينشدها الجميع دون استثناء .
وهيئة النزاهه ولجان النزاهة البرلمانيه والرقابه الماليه والمفتشون العموميون في جميع الوزارات وملاكاتهم الضخمة التي تعادل الوزاره في كوادرها وميزانيتها كلها تتحدث عن الفساد والسرقه والتلاعب بالمال العام وبالهدر والترهل وبالتزوير والرشوه والى ما اليها من مصطلاحات يعج بها اعلامنا وخطابات مسؤلينا. لكن هل سمعنا ان حالة واحدة بمعيارها الثقيل الذي تتحدثون عنه ويلمسه كل العراقين من قضايا الفساد التي يعد بالمليارات أحيلت الى المحاكم او الى القضاء واتخذت اتلحكم القطعي بها ابدا لم ولن نسمع الا في حالات بسيطه عن موظفين صغار ألقاهم حظهم العاثر فلم يحسنو ما تفعله ما فيات الفساد الكبيره .
.اننا لانسمع الا جعجعه من دون طحين حتى رئيس هيئة النزاهه بمؤتمره الصحفي يقول انها مجرد حبر على ورق .
كنتم تتحججون بالماده 136ب وبانها العائق الذي يحجب الوصول الى الفساد والمفسدين لكونها تعطي حق الوزير او المدير العام بالتستر على مرؤوسيه وتحيل بين النزاهه ومرتكبي الفساد ,والان والحمد لله هذه الغمه انقشعت بعد ان رفع القيد عن هذه الماده بعد مصادقة البرلمان عليها ورئاسة الجمهوريه ونشرها بالجريده الرسميه ,ياترى هل هناك لكم من عذر ؟؟وهل سترى النور قريبا ملفات الفساد التي طرحها رئيس هيئة النزاهه وهي بالآلاف ؟؟( وان كانت على ما نعتقد مبتسره ومختزله)) وهل ستجد طريقها الى المحاكم الفعليه ؟؟ام سنرى التستر عليها واذابتها وتميعها بفعل الفساد السياسي والحزبي الذي يغطي على اتباعه ومنتسبيه ومريديه .
ولكم الله ياشعب العراق وانتم تتفرجون على ما يعيث بمقدراتكم ومصالحكم وعيشكم ولسان حالكم يقول وانتم توجهو الكلام لمسؤليكم (من كان منكم بلا سرقة او رشوة او تزوير اولم يدخل بيته سحتا فليرمنا بمدفع)) حمودي جمال الدين

حمودي جمال الدين

#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل