أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - بازار المناصب...!!!














المزيد.....

بازار المناصب...!!!


حمودي جمال الدين

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 19:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعرف تاريخ العراق الاجتماعي تفاوتا طبقيا ملحوظا وسريعا, بين فئاته كما عليه اليوم, حيث أتاحت العملية السياسة العرجاء ,لنشوء طبقه برجوازيه طفيليه, تكرشت بسرعة فائقة, دون أي كد أو تعب وعناء ,استطاعت التسلل واللعب بين أحضان الكتل السياسية وأحزابها الفاعلة, التي هي الأخرى مسكت زمام القيادة والحكم ,من خلال اعتلائها صهوة المجد, من على رؤوس الحراب والدبابات الغازيه, فدان لها العراق جاهزا ومجهزا ,وبكل ما فيه من سلطة وجاه وثروة, متوارين خلف شعارات زائفة ,أكل الدهر عليها وشرب ,حين مرغوها بوحل استكانتهم وتزلفهم وتمسحهم بأذيال الاحتلال وتماهيهم مع نهجه و تطلعاته.

فلا غرابه ان تعشعش وتنتفخ بين ثناياه, هذه الطفيليات التي انحدرت من أزقة التيه و الضياع وشوارع الانحدار والتردي, لتستقر وتتبؤ المراكز والمناصب القيادية في ألدوله العراقية الجديدة , دون ان تمتلك أي خلفية سياسيه أو بعدا نضاليا, يشار له بالبنان, ليُجمّلْ لها هذه العروش الخاوية ,التي استلبتها بغير وجه حق, فكان همها منصبا على الاستحواذ والغنيمة, وملئ الجيوب والارصده ,وشراء العقارات, وبناء العمارات والفلل, ولم يدر في ذهنها وشعورها شعبا خائرا جائعا يتهافت على لقمة عيشه ووطنا محترقا منكوبا تناثرت أشلائه من سنين الظلم والقهر والهوان .وفي غمرة الهوس بالمال وبهرجة السلطة, تناست هذه الطفيليات شعبها ووطنها فلم تعر لهما اهتماما أو تقدم لهما خدمة ونفعا عاما بلا مقابل أو مكافئة مجزيه.

لهذا تفشت ثقافة الفساد,لتتمطى وتنتشر كالوباء ,من اعلى المستويات في هرم ألدوله ,إلى الدنيا منها ,فالموظف في السلم الإداري الأدنى, عيونه وكل حواسه شاخصة ,تتبع خطى وحركات رئيسه المباشر, وهكذا دواليك إلى اعلى الهرم في سلمه الوظيفي .
وعندما تختفي ألرقابه والمحاسبة ,والتدقيق وغض الطرف والتجاهل ,عن الموبقات والمآخذ السيئة والمقرفه , كالرشوة والتزوير والسرقة والمحاباة, وتعاطي البيع والشراء, بأملاك ألدوله, وقبول العمولات, و العطايا والهبات, في إبرام العقود والصفقات التجارية المربحة ,والى ما هنالك من دغدغات ماليه يسال لها اللعاب .
وكلما ارتفعت الدرجة والمركز الوظيفي ,كلما ازدادت وكبرت سعة المحصول, وتشعبت وارداته ,لهذا يبدأ التكالب والتصارع على المناصب, وتنعقد أسواق البازار, للمضاربة والمزايدة ولمن يدفع أكثر, لترسوا عليه المنافسة,. وهذه ليست حكايات وفرضيات مختلقه, وكل أبناء الشعب العراقي اليوم, وحتى من أعضاء برلمانه ولجانه المختصة ومن بعض الشرفاء من المسئولين, يتحدثون وبملء أفواههم ,عن هذه الظواهر الدنيئة , للواقع المزري والمؤلم والمخجل ,الذي وصلت اليه العمليه السياسية في العراق, حيث اغلب مناصبها تعرض في سوق النخاسة السياسة وبالأخص الوزارات ودوائرها الحساسة , والقيادات الامنيه والعسكريه نزولا إلى آمر السرية والفصيل .
ويتندر العراقيون بعصارة الألم والأسى, في مجالسهم ومنتدياتهم ولقاءاتهم العائلية عن هذا الفحش والاستشراء المقيت, للبيع والشراء في المناصب الحكومية ,حتى ان البعض منهم مسكوا دفاتر حسابيه, أسموها دفتر أليوميه لذلك المسؤول, كما هي في العمليات الحسابية لأي مشروع إنتاجي أو تجاري , يبين الارباح والخسائر أليوميه لذلك المشروع .ولغرض ضبط ما يدخل من إيراد يومي من السحت الحرام للمسؤول ضلوا يقتفون أثره وخطواته وفعالياته اعتبارا من أول ما وطئت قدماه سلم المسؤولية.
ومن الطبيعي سيجيب هذا السجل عن تساؤلات الخبثاء والحاسدين. من أين ياترى يستطيع ذلك المسؤول الحافي والكحيان بالأمس, من إعادة هذا المبلغ الباهظ والمكلف الذي اشترى به منصبه إلى أصحابه الذين استعان بهم أو ربما إلى الشركاء الذين التزم معهم بعقد يتناصف معهم بمحصول المنصب؟؟؟

طبعا لهذا السجل نظير له بنفس القسمات والأبواب والتفاصيل تمسكه زوجة المسؤول أو احد رعاياه المقربين جدا منه, يسجل فيه كل شاردة ووارده من أبواب الرزق اليومي, ومن جميع مصادر التمويل ,وباختلاف أنواعها وطرقها وتختلف أبواب وتفاصيل أليوميه, باختلاف المسؤولية ودرجتها الوظيفيه ,لكنها على العموم الغالب تتشابه في بعض البنود والفقرات.
مثلا باب التعين ويقصد به كم عدد الإفراد الذين تم تعينهم اليوم يقابله السعر والدرجة الوظيفية ومجموع الحاصل.
النقل والعدد وطبيعة المكان ونوعيته وسعره والمجموع.
الاجازه ونوعيتها مفتوحه أسبوعيه شهريه والعدد ومجموع الحاصل.
الرواتب الوهمية وعدد الإفراد المسجلين ومجموع رواتبهم, المشتريات وكيفية تسجيلها بالقيم المغايرة بإضعاف عن حقيقة شرائها,بيع الموجودات الحكومية كالأثاث والاسلحه وغيرها الكثير.
النثرية أو أحيانا تسمى المنافع الاجتماعية وهي مبالغ مخصصه من خزينة ألدوله ليس للصرف الشخصي.
الرشوة طبعا الرشوة بمفهوم اليوم( ليس الو اشر) يحددها المسؤول بأسعار خياليه .وبمناسبة الرشوة وهذه للطرافة (سمعت احدهم يتحدث لمنصتيه انه زار احد المسئولين ليشكره على مساعدته في تمرير بضاعته المنتهية الصلاحية للسوق فأعطاه هديه عبارة عن دفترين امتنع المسؤول بإصرار في بادئ الأمر عن قبولهما لكنه استدرك لا لا والله تذكرت ان أم فلان تلح عليّ بإكمال بناء الحسينية لهذا سآخذهما منك وشكرا )فتصوروا....!!!
وهناك الكثير من فقرات اللغف يمكن للقارئ اللبيب إضافتها .
واكتفي بهذا القدر لأقول للسادة أصحاب المراكز والمسؤولية من اتخذوا المناصب مغانم مربحه ونفعيه لهم وممن يعمي الجشع والطمع بصيرتهم, فيتصوروا أنفسهم أنهم في منأى من رصد عيون الناس وملاحقتهم لهم.
أقول إنكم واهمون ومخطئون فانتم مقيّمون وموزونون في نظر شعبكم ,وتفضحكم تصرفاتكم وسلوكياتكم وسجلات أليوميه الوهمية التي يحتفظ بها الناس, عن كل من تمترس بمنصب قيادي في ألدوله العراقية ألحديثه.
فحافظوا على القطرة الباقية من الحياء ان وجدّت على جباهكم .
حمودي جمال الدين



#حمودي_جمال_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ودّعْ البزون شحمه....!!!
- يخوطون بصف الاستكان.....!!!
- الاسلاميون وشرعنة الفساد
- تهيؤآت وهلوسات منتفض
- نكته امنيه
- الانتهازيه معول للهدم والتخريب
- امراض المعارضه متجذره في نفوس السلطه
- صدام خلافك..........إإإ
- الحيتان جاهزه لابتلاع قانون الاحزاب قبل نضوجه
- هل مقص الرقيب كان وراء حذف مقالي ...؟؟؟
- ظاهرة التفريخ والانشطار في الاحزاب والتكتلات السياسيه العراق ...
- ملينا الظلم ونريد حريه
- فصول من حكاية تتلاقح
- امام المتقين...لم نقتفيك لا طبيعة ولا تطبعا
- حقوق سجناء رفحاء امانة بأعناقكم فلا تبخسوها
- هل يكفي الاعتذار سيدي السفير...؟؟؟
- نحن مواطنون من الدرجه الثالثه
- نظرية المؤامره والانقلاب
- سيد قوافي النخيل..مصطفى جمال الدين
- حتى الله لم يسلم من سرقاتكم


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمودي جمال الدين - بازار المناصب...!!!