جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3650 - 2012 / 2 / 26 - 14:33
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
استعمال كلمات قديمة بمعانيها القديمة لمواد صناعية ذات معاني جديدة تؤدي لا محالة الى القضاء على المعنى السابق رغم ترحيب جامعات اللغة العربية الكثيرة بهذه الطريقة بدلا عن الترجمة الحرفية او الاستعارة لاسباب قومية صرفة لانه و كما تقول المستشرقة Mary Catherine Bateson هذه طريقة وعرة بسبب وجود هذه الكلمات بمعانيها القديمة لا تحرر المستعمل العصري بالضرورة من قيود المعاني السابقة لهذه الكلمات و هناك رد فعل سلبي لهذه التصرفات لانها تقضي على التراث السابق.
و لكن و بسبب التحول العربي نسبيا بسرعة من ثقافة قافلة الابل و السيارة (بمعناها القديم) الى وسائط النقل الحديثة و الاعتماد على الاقتصاد النفطي تم اخيرا القضاء على المعنى القرآني الاصلي للسيارة لدرجة التعجب كيف ان القرآن تنبأ بـاختراع (السيارة) و لربما يشجع هذا بعض العلماء العرب الى الذهاب الى القول بان السيارة اختراع عربي او اسلامي يرجع تأريخه الى 1400 سنة و ربما لوجود هذه الكلمة القديمة و مشكلة الغموض هو السبب ايضا في ظهور كلمة اخرى مشتقة من (عربة) تحولت الى (عربية) لتشارك المرأة العربية في المعنى و تثير تساؤل الاجنبية و الاجنبي كيف يمكن ان تكون (العربية) سيدة عربية و لغة عربية و سيارة اجنبية في نفس الوقت و ماهي العلاقة بين المرأة و السيارة.
و اليوم تحول الجمل من القطار و سفينة الصحراء الى خيل السباق عند الشيوخ الاغنياء و تم مع الاسف القضاء تماما على قوافل الابل الجميلة السابقة لتحل محلها قوافل شيوخ الجزيرة الملوثة للبيئة و ليست هناك رجعة الى السابق حتى اذا انتهى النفط و عصره و نقمته و تحول الشيوخ الى فقراء. رغم ذلك بقت كلمة (القطار) من الكلمات التي لم تصاغ على وزن فعّالة كالدراجة و الطباخة و البرادة و الثلاجة و الطيارة (رغم انها عامية الطائرة لتنسجم مع البقية) لربما لان القطار لم يسيطر على حياة الناس كالسيارة و هو نادر في دول الشرق بغض النظر عن خط بغداد الحديدي Baghdad Railway و كما يقول المطرب العراقي العربي ياس خضر في اغنية (حمد):
مرينا بيكم حمد و احنا بقطار الليل..
يا ريل rail صيح بقهر..
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟