جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3647 - 2012 / 2 / 23 - 12:46
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
هذه الالقاب العفوية التي لا تنجو منها المدن (النجف الاشرف) و لا بشر (اشرف المرسلين او عمر الشريف) تدل في الواقع من ناحية على السذاجة و البساطة التي تميل الى المدح المتطرف من النوع المبالغ فيه جدا و اطلاق الاحكام العفوية و من ناحية اخرى على البراءة والعفوية و النقاوة و البدائية الطبيعية التي تسحرنا.
و لذلك اجد نفسي في دوامة من هذا الامر فمن ناحية تعجبني في الحقيقة الاحكام العفوية و عدد الصفات الوردية التي تملأ الرسائل بالورد و الياسمين و جميع انواع العطور و الالوان و تعجبني ايضا ازياء و الوان الملابس النسوية الريفية و الغجرية التي لا تهتم في براءتها و عفويتها randomness بانسجام و توافق الالوان التي تحرص عليها المرأة الغربية و كإنما الالوان في حاجة الى دراسة و لا تاتي في الطبيعة بجميع تشكيلاتها.
و لكن الصفات العفوية اصبحت ايضا ميزة خاصة للمجتمعات الشرقية التي تميل الى عقلية الابيض و الاسود او بعبارة اخرى الى التفكير القطبي polarity و هذا لربما هو سبب انتشار ظاهرة الهجاء و المدح فيها بكثرة. احيانا يعتبر عدد صفات المدح ايضا باروميتر لقياس الصدق او الكذب و انك تستطيع ان تستنتج درجة الرضى او اللوم من التفاوت في عدد صفات المدح المستعملة.
تعتبرالصفة حكم بشري من زاوية شخصية فقط و هي تضيق الاسم و ان الذي يصف محمد باشرف المرسلين يطلق الاحكام بعفوية و سذاجة دون ان يتاكد من حقيقتين: الاولى هل كان محمد مرسلا؟ و الثانية اذا كان مرسلا فعلا لماذا و كيف يكون اشرف من بقية المرسلين و في اية صفة و كيف نعرف؟ على الانسان المؤمن ان يقتصد في استعمال صفات التكبير و التعظيم لان الصفة تقتل الاسم اي ان اطراء هذه الصفات على محمد تضره اكثر من ان تفيده و لا يمكن ان نضفي صفات المدح من نوع (وانك لعلى خلق عظيم) لان للمدح ايضا رائحة كريهة.
و لكن ما معنى الشرف؟ الم يكون الشرف اسباب معاناة المرأة و الرجل معا؟ الشرف هو العلو و للحائط شُرفة و يقال شرفت الاذن اي اصبحت عالية او كبيرة و اذا ضحينا بغنم او معز استشرفنا العين و الاذن معا و الذي يشرف عليك يرأسك و يقول شاعر:
آتي الندى فلا يقرب مجلسي
و اقود للشرف الرفيع حماري
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟