اتجاهات حركات (عن) و (من)

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3643 - 2012 / 2 / 19 - 14:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

تشير بعض حروف الجر اما الى الحركة و اتجاهات الحركة و السكون بمعنى تطبيقي واقعي ملموس concrete في الزمان او المكان (في/من المكتب) او (في/من الصباح) او الى علاقات تجريدية مجازية اخرى abstract (في/من وجهة نظري) و من حروف الجر التي تتكون من حرفين و التي هي مكانية الاستعمال و المعنى في معظم استعمالاته هو حرف الجر (عن) نظرا لكونه وفق المستشرق Wright يعتبر في الاصل اسما بمعنى (جانب) فـ (عن اليمين) يعني (جانب اليمين) بالمقارنة مع (على اليمين) الذي يشير الى نقطة رغم ورود عبارات مثل (مات عن ثمانين سنة) التي تشير الى فترة من الزمن.

عندما نقارن (عن) مع (من) الذي يتكون ايضا من حرفين و قريب من (عن) في استعمالاته نجد انهما يتحركان باتجاهين مضادين في المكان. فبينما يبتعد (عن) عن المتكلم (بعيد عن / ابعد عني) يتقرب (من) منه (قريب من) اي ان (عن) يتحرك الى الخارج بينما يتحرك (من) الى الداخل رغم اننا احيانا يختلط علينا حركات الاتجاهات كما في (صدر عن / من) و لكن هناك فرق في المعنى و الاستعمال لان الكتاب على سبيل المثال (يصدر عن) و هو مادة ملموسة بينما التصرفات (تصدر من) و هي تختلف عن الكتاب في كونها تجريدية مجازية اضافة الى كونها صفة قريبة من الانسان.

وهذا هو السبب الذي ادى الى استعمال (عن) بعد افعال الهرب و التجنب و الاختلاف و المنع و التصدي الى جانب (من) كما في (تنح عن القبيح) و (تجنب عن المخاطر) و (اختلف عن / من) و (النهي عن المنكر) و تؤدي استعمالات الهرب و التجنب و الابتعاد تدريجيا الى (التخلي عن) و (العفو عن) و (الرضى عن) و (فضلا عن) و بما ان (الجانب) هو المعنى الاصلي لـ (عن) و الجانب هو الحافة الخارجية و الحافة الخارجية تشكل وعاء او غطاء حول و يضم ما في داخله جاءت عبارات مثل (كشف عن) و (سأل عن) و (تكلم عن) و (تحدث عن).
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل