جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3623 - 2012 / 1 / 30 - 10:49
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
لم تكن قبل 1914 حروب عالمية و انما اقليمية اي كلما تداخلت المصالح عالميا و كثر الاحتكاك زاد خطر الحروب العالمية و الحروب العالمية الاولى و الثانية حدثت ايضا لانها لم تشهد اسلحة فتاكة من النوع الذي نعرفه اليوم و التي هي كفيلة بمحو البشرية باجمعها. لهذا السبب بشرنا بحروب باردة او اقليمية او محدودة النطاق منذ ذلك التأريخ الى الان.
يا لسخرية القدر فمنذ نهاية الحروب العالمية و بعد تحول العالم الى قرية عالمية بعد الثورة الصناعية بدأت المشاكل الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية و غيرها في دول بعيدة تلعب دورا هاما في اقتصادنا و سياستنا و مجتمعاتنا و تحول السلام الدائمي الى خطر دائمي لان السلم مهما كان هدفنا و رايتنا يعني ايضا خلق مشاكل كبيرة لا تعد و لا تحصى. فكلما طالت فترة السلم تكاثرت البشرية و زاد التلوث و ارتفعت درجة تدمير ثروات الارض والبحر و الجو و زادت المشاكل الى ما لانهاية فالسلام الدائمي كفيل ايضا بقذف البشرية في الهاوية.
يا للمهزلة فبنفس الطريقة يخلق لنا التطور العلمي في الطب و غيره من الميادين مشكلة كبيرة و هي زيادة عمر الانسان فبعدما كان معدل عمر الانسان 50 سنة ارتفع الى 75 او 80 سنة ليساهم اكثر و اكثر في تدمير ثروات الارض في الماء و الهواء و الغذاء.
نحن في حيرة من امرنا لا نريد الحرب و لكن كلما طالت فترة السلم زاد نفوس البشر. لقد مضى على انتهاء الحروب العالمية اكثر من ستة عقود و لكني لست هنا للدعوة الى الحروب و الامراض لاني اعلم نتائجها الوخيمة المدمرة و انما للتحذير من مشاكل السلام و الصحة العالمية. هل يستطيع الانسان ان يعيش في سلام اكثر من مئة سنة و هو بهذه العقلية الحالية؟ هل السلام ممل الى هذا الحد لكي لا يحفز على الاختراعات و التطور التكنولوجي لان اكثر الاختراعات في هذا المضمار كانت عسكرية الاهداف بضمنه الانترنيت؟
فاذا لم تقض الحروب و الامراض على جزء من البشرية فالكوراث الطبيعية التي زاد خطرها بسبب التلوث و التدمير للثروات في الجو و الارض و البحر في زمن السلم و التطورات العلمية كفيلة بالقضاء على البشرية او على الاقل تقليص نفوسها اذا لم يقض علينا نيزك فضائي كبير بضربة سريعة واحدة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟