قصة العربية مع اللون الابيض

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3614 - 2012 / 1 / 21 - 14:36
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

للعربية تأريخ غريب مع لون (الابيض) فتارة كانت الكلمة السامية (لبن) هي اللون الابيض مثل لون اللبن و الحليب هذا هو ايضا سبب تسمية مشتقات الحليب باسم (الالبان) لبياض لونها و كانت كلمة (لبن) تشير الى الجبل اللبناني ذو القمة البيضاء التي تغطيها الثلوج. لاحظ ايضا ان كلمة (لبن) في الهجة المصرية العامية لا تزال تشير الى الحليب.

ويقال ان كلمة (حج) العربية كانت تعني (ابيض) ايضا وهي من القطبية و هي بدورها استعارة من اليونانية hagios و هذا مقطع يستعمل في بداية الكلمات يعنى (مقدس) و هناك علاقة طبعا بين لون الابيض و الطهارة و النقاوة و عليه فان كلمة (حاج) يعني مرتدي الملابس البيضاء و الطاهر و النقي و المقدس. و لربما ايضا هناك علاقة بين الكلمة اليهودية chaq التي تقابلها العربية (حج) و تعني (العيد) و اللون الابيض.

و اخيرا فان كلمة (ابيض) نفسها كبقية مفردات الالوان الاخرى مشتقة من لون شيء او مادة معينة لربما من المواد الغذائية من (البيض)على غرار (لبن) من الحليب رغم أن العرب كبدو تميل الى (الحليب) كنوع من المشتقات الحيوانية اكثر من البيض لان البيض من الدجاج و الدجاج يتغذى على الحبوب لا يمكن ان يعيش في الجزيرة العربية. لاحظ ايضا صوت الضاد في (ابيض) و (بيض) و هذه عادة عربية منتشرة في تضخيم اصوات الكلمات الدخيلة.

هذه ليست الا تخمينات مبنية طبعا على عوامل ثقافية حضارية و اخيرا تبقى مشكلة الاشتقاق قائمة طالما لا نستطيع تحديد زمن و مكان الاشتقاقات بدقة.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل