جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 14:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
رغم ان القرآن يعتبر نص اسلامي و لكنه في الحقيقة لم يأتي للمسلمين لانه لم يكن هناك مسلمين قبل القرآن بل جاء لاقناع غير المسلمين من العرب و اخيرا تحول ايضا الى نص لغير العرب. و لكن كيف استطاع اقناع الاخرين بترك ديانتهم و الانخراط في الاسلام دون اخذ اساليب القوة و العنف والحروب بنظر الاعتبار لان العنف او الخوف مهما زاد حدته لا يستطيع ان يثبت على مر الزمن.
اولا و كما قال المستشرق الالماني Gustav von Gruenebaum لربما وفر القرآن لغير المسلم و لغير العربي بصوة خاصة فرصة لخبرة دينية جديدة و الجديد كما نعرف يثير الفضولية و الانتباه وهناك لحد الان بعض الاوربيين الذين لا زالوا في بحث عن دين جديد و هوية جديدة.
ثانيا استطاع القرآن وبفضل التلاوات ان يتحول الى كتاب او ما يسمى بـ Inliberation بعدما كان نص لم يأتي للقراءة بالمعنى الحالي بل ليسمع و يتلى او يجود كالاغنية و نحن نعرف ان التلاوة و الغناء و الطرب يدخل الى القلب مباشرة اكثر من النصوص الاخرى لحد هذا اليوم و سهولة تحول الشعر و التلاوة عند خلطها بالافكار الدينية الى كتاب و دين و شريعة و سنة الخ. فالقرآن اذن استفاد كثيرا من كونه خليط من الدين و الشعر و الغناء يردد مرارا و تكرارا مثل بعض الاغاني الجميلة القديمة خاصة اذا كان صوت المجود جميلا.
ثالثا نظرا لان القرآن لا يزال يقرأ او يتلى و يجود بالعربية رغم توفر الترجمات فان بعض كلماته الموسيقية يضيف صفة الهية غامضة على نصوصه لغير العربي الذي لا يفهم اللغة العربية و لا يتقن الكتابة العربية او للعربي الذي لا يفهم لغة القرآن اي ان القرآن انتشر ايضا بفضل جهل الناس بلغته و بخطه فالامية لا تزال متفشية بين المسلين بصورة عامة (تيمنا بمحمد) لان الذي يستطيع ان يفهم و يقرأ نصوص القرآن و يعرف اشتقاق كلماته يجرده حالا من الهيته و غموضه السماوي.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟