أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - العراق يتوسل ام يتسول من الكويت














المزيد.....

العراق يتوسل ام يتسول من الكويت


علي لطيف الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 3649 - 2012 / 2 / 25 - 13:39
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


منذ ان شرعت الكويت ببناء ميناءها اللامبارك وعلاقات حسن الجوار مع الجارة الكويت في عداد التوتر ، الامر الذي اذن بفتح ملفات كانت قد رميت على رفوف الزمن ولكنها لم تغرق بعد بغبار التاريخ لأنها كانت دائماً في متناول اليد ، لأن الكويتيين لايريدوا ان ينسوا تهور صدام حسين وطبيعة المخطط الصهيوني الذي لعبته قوى الظلام بكل دقة لإسدال الستار على بلد الحضارات فأرادوا للعراق الذي خرج للتو من حرب مجانية مدفوعة الثمن ان يقدم على اجرأ عملية عسكرية يشهدها تاريخ المنطقة العربية.
في اكثر من مناسبة تعالت الأصوات في الحكومة العراقية مطالبين صناع القرار في الكويت بالتخلي عن فكرة انشاء مينائهم هذا كونه يضر بمصالح العراق الاقتصادية ولكن لم يبدي حكام الكويت بأي رغبة حقيقية في الوصول الى قرار يحسم هذه المشكلة وكأن الكويتيين يريدوا ان يسحبوا العراق الى مواجهة تريح نفوسهم المتخمة بالضغينة منذ ان هرولوا تاركين بلادهم دون وعي.
تارة يتحدث وزير النقل عن اضرار هذا الميناء وتارة يتحدث اعضاء مجلس النواب وصحيفة هنا وخبير هناك وكل من يشغل موقع يدلو بدلوه ، اما وزارة الخارجية العراقية فنجدها مشغولة بفرائض الصلاة التي اخذت منها الوقت الكثير!! وهذا الامر ليس بالغريب على الخارجية العراقية التي فشلت في حسم قضايا عديدة ، اما نجاحاتها النسبية التي ترقص على ايقاعاتها فهي لاتعدو ان تكون مجرد خطوات يستطيع ان يقوم بها (هاوٍ) في العمل الدبلوماسي ناهيك عن سبل المساعدة التي ابدتها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوربي والجامعة العربية في فتح السفارات والممثليات واعادة العلاقات مع بعض الدول ، اما في قضية ميناء مبارك فالخارجية العراقية عاجزة عن تقديم مشروع جديد تستطيع من خلاله ان تثبت لنا قبل غيرنا بأنها حقاً القلعة الحصينة كما كانت سابقاً ، ولكن المثل الذي يقول(عرب وين طنبورة وين) ينطبق تماماً على وزارتنا الأبية التي تركض هنا وهناك لكي تقيم مؤتمراً يجمع الزعماء العرب وفي اليوم الختامي (يُذيل) المؤتمر بكلمة(يبقى الوضع على ماهو عليه وعلى المتضرر ان يدعو الله سبحانه بالخلاص) ومؤتمر بغداد اذا ما اقيم فعلاً فهو امتداد لقافلة الفشل والخيبة التي اصبغت بها سابقاتها!!
اما اخر تصريح واجهه الكويتيون بالسخرية فهو تصريح وزير النقل العراقي هادي العامري والذي نشرته صحيفة الوطن الكويتية في عددها الصادر في 18/2/2012 مخاطباً الكويتيين في مؤتمر صحفي عقده في عمان حيث قال: (يااخواننا الكويتيين هذا حقكم ومبروك عليكم ، تقيمون الف ميناء ولكن النقطة التي اخترتموها لإقامة مينائكم ستعيق عمل الموانئ العراقية) واضاف مخاطباً (تعالوا يارحمة الله على اهلكم ، ابعدوا مكان الميناء المقترح قليلاً لمسافة 15 كيلو متراً لنحل المشكلة بيننا وبينكم) ومشيراً الى ان(هذا حلنا نحن).
انا لااعتقد ان بناء مثل هكذا عائق هو(حق) كما يدعون هم وغيرهم ، وكيف تبارك يامعالي الوزير على اعتداء صارخ وتحدي لامثيل له ، لا بل كان من المفروض ان يكون الخطاب فيه جدية اكبر من الممناعة والرفض لأنهم يسعون الى حرب اقتصادية علنية سواء كانت على مقربة من مياهنا الإقليمية او على بعد 15كم ، واي رحمة هذه التي ندعوها لهم والكويت شريك رئيسي في الوضع الراهن في العراق وساهمت بشكل فعال في تخريب بنى البلد التحتية ، وحتى هذه اللحظة تقف حجر عثرة بوجه أي مشروع يجدون فيه العراق ينهض ليستعيد عافيته.
يجب ان يكون للعراق موقف سياسي واضح تجاه هذا المشروع والعمل على ايقافه الان قبل أي وقت اخر ، وان كانت وزارة النقل العراقية قد تحدثت عن هذا المشروع وطبيعة الضرر الذي سيلحق بالعراق ، فعلى وزارة الخارجية ان تتحرك من خلال المنظمات والهيئات الدولية وتبذل قصارى جهدها في ايجاد مخرج لهذا الأزمة ، اما ان تغض البصر وتنصرف عن معالجة هذه المعضلة وتركز على ثانويات العمل الدبلوماسي التي لايسمن ولاتغني من جوع كالقمة المزعومة التي لاننتظر منها نحن ولاحتى العرب سوى المزيد من الانكسار والخنوع والإذلال للصهيونية وغيرها فهذا يعني اننا سنكون بأنتظار دعوة الحضور لكي نشارك الكويتيين احتفالاتهم بقص شريط افتتاح الميناء وعند ذاك ننصب العزاء من جديد لمستقبل بلدنا الذي بات رهن دويلات صغيرة تلعب بنا وبأقتصادنا كيفما تشاء.



#علي_لطيف_الدراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيا الى المقاهي
- يا لحزن النيل
- زيكو وضربة البداية
- بغداد .. أي شيئ في العيد اهدي اليك ؟
- بين الخيبة والفشل .. فضائياتنا في رمضان
- بهلوي العرب
- رصيف ماجينو
- اللقمة العربية
- يعتقدون انها انتهت
- الهانم حرم الديكتاتور
- الكهرباء الوطنية..شد ابو النظيف
- مقررات قمة الأحزان
- دماء من حدق الدموع
- حمى الأسد
- الحرب على المنتجات الخليجية
- يوم الضحية على الجلاد
- نريدها برائحة الهيل والعنبر العراقي
- اعصار25يناير..عين على المستقبل


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي لطيف الدراجي - العراق يتوسل ام يتسول من الكويت